عشر خيانات لبيت الأسد

عشر خيانات لبيت الأسد
لم تعرف سورية سواء بتاريخها القديم الذي يمتد على مدى 9000 عام - سبعة منها قبل الميلاد و اثنان بعده-  و لا في التاريخ الحديث عائلة أخس، و أنذل من هذه العائلة التي رأت في هذه البلد مزرعة لها تصنع بها ما تشاء، أو  ما يحلو لها .

منذ عام و أنا منكب على تاليف كتاب حول تاريخ سورية الحديث، واغوص بين طيات الكتب باحثا عن مصادر المعلومات  بمختلف لغاتها، والقلب بيكي على ما كنا فيه من زيف، وكذب، وغشاوة على العيون. فإجرام هذه العائلة فاق كل حد وكل تصور، ولم استطع الصبر  حتى انشر الكتاب ووجدتني  اكتب هذا المقال مستعجلا ذلك، ولكن حروفهم العشرة الاف جبرتني ان اختزل الكثير من الشهادات والادلة والبراهين . ولعلي افرد لكل واحدة منها في قادم الايام مقال مستقلاً.

كانت بداية قشع الغمامة مع استاذا دمشقي جليل حولني من الظلال الى الهدى ومن الظلام الى النور في نهاية عام 2007 عندما اهداني كتاب باترك سيل (الاسد والصراع على السلطة)، وقد كان يرى فيا المدافع عن البعث والمغيب عن الواقع ، المنساق وراء الشعارات الزائفة والكاذبة، من مقاومة وممانعة ، لاكتشف متأخرا ان هذه البلد لايحكمها الا الخونة والعملاء ، وتبين لي كم اجرموا في حقها وهنا الخص لكم اهم النقاط التي خانت فيها هذه العائلة الامانة، مستقي اخباري من امهات الكتب ومن اكثر من مصدر وباسلوب علمي حتى لا يكون هناك مجال للتشكيك  فيها، فاصحاب الكتب والشهادات منهم من كان يوم في السلطة، او عاشرها ، او سمع من روادها ما كان من الاخبار فيها.

الخيانة الأولى : الأسد الجد يطلب من الانتداب البقاء

لم نسمع في بلد أن جد قائدها، و زعيمها، و محررها – حسب ما يدعي -  قد رفض الحرية، واثر على نفسه الذل و الهوان فهاهو جد حافظ الأسد سليمان الأسد يوقع على وثيقة قدمت إلى الانتداب الفرنسي وقتها من اجل أن تبقى سورية تحت ظل الاستعمار!  بحجة حماية الأقليات متذرعين بان العلويين سيكونون مضطهدين مهضومي الحقوق في حال تخلت فرنسا عنهم و تركتهم لمصيرهم، وبما إني اخترت النزاهة العلمية عند الحديث عن خياناتهم فإن سأدعم كل خيانة ارميهم بها بدليلها التاريخي و مستندها العلمي ، فعزيزي القارئ يمكنك عن البحث عن هذه الوثيقة و هي تحت رقم 35471 بتاريخ 15/06/1936، و هي محفوظة في جهتين مختلفتين، سجلات وزارة الخارجية الفرنسية بالإضافة إلى سجلات الحزب الاشتراكي الفرنسي .

الخيانة الثانية : القاتل لا يقتل في عرف الأسديين

أورد الباحث د. كمال ذيب في كتابه تاريخ سورية أن محمد مخلوف و هو أخ أنيسة مخلوف زوجة حافظ الأسد و أم بشار الأسد كان من خططوا لاغتيال الشهيد عدنان المالكي و ذالك في (22 /04 /1955 )و كان ذالك اكبر خيانة للسوريين حيث اخذ الشهيد على نفسه عهداً بان يمضي بسورية إلى بر الأمان موقفا عهد الانقلابات السابق كما انه تحدى دكتاتورية الشيشكلي، وطالبه بالحريات في وقت كان الكل يخافه، ولو قدر للرجل أن يبقى – لا اعتراض على حكم الله – لربما اختلف الوضع السوري عن ما هو ألان عليه، والأدهى و الأمر أن هذا المدعو محمد مخلوف بعد حكم بالإعدام خفف الحكم إلى السجن مدى الحياة لتأتيه المكافأة بإطلاق سراحه من السجن بعد ثماني سنوات بعدما قام انقلاب البعث المشئوم في  ( 8 / 03 / 1963) .

الخيانة الثالثة : التأمر  من أجل السلطة

كان حافظ الأسد طامحا للسلطة طامعا فيها،يعكل جاهداً ، ويصل ليله بنهاره من أجا ذلك، و خير دليل انه اشترك في اللجنة الخماسية السرية التي شكلت في مصر إبان عهد الوحدة لتضع لنفسها هدفاً في حكم سورية متخذين من البعث مطية و من الشعارات الرنانة سبيلا للوصول، و هذه اللجنة العسكرية الخماسية كانت مكونة من محمد عمران ( علوي ) احمد المير ( اسماعيلي ) عبد الكريم الجندي ( اسماعيلي ) صلاح أجديد ( علوي ) حافظ الأسد ( علوي ) و التي أفضت في نهايتها -لا بارك الله فيها- إلى وصول حافظ الأسد إلى السلطة .

الخيانة الرابعة : النكسة  

لا يمكن لعاقل و صاحب رأي، و ذو بصر و بصيرة إلا أن يرى بأن خسارتنا في( 5 حزيران 1967) ما هو إلا نتيجةٌ و تحصيل حاصل لوصول اللجنة العسكرية السرية السابق ذكرها إلى الحكم، و ما أردفه بعدها من تسريح للضباط، و الكفاءات في الجيش السوري حيث وصل عدد الذين تم تسريحهم إلى أكثر من 6000 ضابط و صف ضابط منذ عام 1963 – أي بعد و صول اللجنة العسكرية للحكم – حيث سرح الضباط، و جلب مكانهم أشخاص ليسو ذو كفاءة، و إنما أصحاب ولاءات سياسية، و للقارئ أن يتخيل كيف لبلد أن تخوض الحرب بدون ضباط فهذا يوسف زعين يصرخ في وجه اللجنة العسكرية كيف لنا أن ندخل الحرب بدون ضباط؟ أما عن دور عائلة الأسد في هذا الموضوع فالقرار الشافي بان صاحب القرار، و وزير دفاع سورية في ذالك اليوم حافظ الأسد .

من يمكن أن يكون في رأس من كان يجب أن يحاكموا، إن لم يكن وزير الدفاع أولا، باعتبار أن خسارة أي حرب يتحمل مسؤوليتها و وزراة الدفاع (مع باقي أركان النظام) في كل قوانين وأعراف الدول والحروب؟!

الخيانة الخامسة : بيع القنيطرة

بلهجة ساخرة، يقول المختص الإسرائيلي في الشأن السوري (إيال زيسر) "نحن تعودنا دائما أن تذيع بعض الإذاعات العربية بلاغات عن انتصارات لم تحصل، البيان هذه المرة كان عن هزيمة لم تحصل بعد".

من اغرب ما قرأت عنه و ما تقرأ عنه أنت عزيزي القارئ، و ما شهدته البشرية كانت تلك المهزلة في مجلس الأمن عندما أصر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة جورج طعمه أن الاسرائليين احتلوا القنيطرة، و في المقابل كان مندوب إسرائيل ينفي اشد النفي بان قواتهم قد دخلت القنيطرة .

ففي التاسعة والنصف من صباح يوم السبت (10/6/1967م) أذيع نبأ سقوط القنيطرة، وهي عاصمة الجولان حيث  كان بلاغ سقوط القنيطرة التي يحمل رقم 66  و المحزن في الأمر أن ذالك البلاغ صدر قبل 48 ساعة من سقوط القنيطرة الفعلي !!.

فقد كتب الإسرائيلي (جيرمي بوين) في كتابه (ستة أيام: كيف شكلت حرب 1967 الشرق الأوسط) يقول: " وصلنا للقنيطرة من دون أي عائق تقريبًا... كان هناك غنائم في كل مكان حولنا. كل شيء كان لا يزال يعمل. محركات الدبابات لم تتوقف، معدات الاتصال لا تزال في وضع العمل، وقد تم التخلي عنها. سيطرنا على القنيطرة دون قتال".

أما مجلة (التايم) الأمريكية، فقد نشرت تقريراً تقول فيه: " خان راديو دمشق جيشه بإعلان سقوط مدينة القنيطرة قبل ثلاث ساعات على سقوطها. ذلك التقرير المتحدث عن استسلام مركز قيادتهم حطم معنويات الجنود السوريين الذين بقوا في منطقة الجولان ".

الخيانة السادسة : وهم تشرين

عنون باترك سيل فصل( الرابع عشر) من كتابه السابق الذكر، و الذي حوى حرب تشرين بذات العنوان الذي عنونا به الخيانة السادسة , و بالرغم ما للرجل من حظوة عند حافظ الأسد إلا انه لم يستطع أن يخفي بأن حرب تشرين كانت مجرد وهم .

بعد ستة أعوام على سقوط هضبة الجولان تخوض سوريا حرب 1973 لاستعادتها، تتقدم القوات السورية ثم لا تلبث أن تتراجع عن بشرى انتصار أولى، لتنكفئ فلا يعود الجولان وحده المحتل، بل 23 قرية إضافية.

ينجم عن هذه الحرب اتفاق فض الاشتباك عام 1974، فانسحبت إسرائيل مما احتلته بعد الجولان، وبقي هذا الأخير ينعم بهدوء مريب، وسُمح للنظام السوري أن يدخل لبنان، بينما بقي الجولان هادئا الهدوء ذاته الذي كان صبيحة سقوطه في 1967

و أجمل وصف لهذه الحرب هو ما قاله د.عبد الله الدهامشة في كتابه سورية مزرعة الأسد عندما قال بأن حرب تشرين لدى السوريين و المصريين كانت حرب تحريك لا تحرير ثم أضاف معلقا انه في حرب 5 حزيران خسرنا أرضا، و لكن في حرب تشرين خسرنا أرضاً و جيشاً و بشراً ،و يمكن للقارئ العزيز أن يبحث عن خسارتنا في هاتيكا الحربين و المقارنة بينهما و التي لا يسعنا الحديث عنها هنا .

الخيانة السابعة : المجازر شلال الدم

إن كل يوم تقلد فيه الأسد الأب – و نحن لن نتحدث عن خيانات الأسد الابن تاركينها للجزء الثاني –  كان مجزرة بحق سورية، و شعب سورية، و تاريخ سورية فلم يسلم من جبروت و طغيان هذه العائلة لا بشر، ولا حجر ،و مجازرهم في حق أرضنا، و إنساننا راسخة في العقول و القلوب، ولو عددنا مجازرهم و بشاعتها لأخذنا مجلدات حتى تستوعب هذه المجازر، و لعل مجزرة حماة هي أكبر المجازر، و غيرها في إدلب و حلب و كل مناطق سورية، و لم يشهد التاريخ إجراماً يماثل هذا الإجرام، فلم يذكر مؤرخ أو كتاب تاريخ أن زعيما أباد شعبه في سبيل الحكم و العائلة .

الخيانة الثامنة : الصراع على المزرعة

كاد أن ينفرط العقد، و أن تنكشف الغمة و أن يقضي الأخوان على بعضهما حيث إستعر الصراع بين حافظ الأسد، و شقيقه رفعت على السلطة فأول يرى نفسه صانع المجد، و الأخر يرى في نفسه حامي العهد،  و كاد أن يهلك الزرع و النسل في سورية فالأخوان نظرا إلى سورية على أنها مزرعة خاصة بهم يصنعون بها ما يشاءون فوجهت المدافع إلى ياسمين دمشق، و يذكر مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري الأسبق في كتابه (ثلاث شهور هزت سورية) حديثاً دار بين رفعت الأسد و أحد ضباطه عندما كانا يتمشيان في جبل قاسيون و ينظران إلى دمشق و قد استبدلت عطر الياسمين برائحة البارود و قد أخذ جمالها ألبابهم ( أسف يضيع هالجمال ) .

ثم تستطرد الخيانة عندما تم حلب المصرف المركزي، و إفراغ جعبة سورية من مخزونها من الذهب و العمولات الأجنبية، لا و بل الاستدانة من طاغية ليبيا الأخر معمر القذافي من أجل إرضاء رفعت الأسد، و إتمام الصفقة التي عقدت من أجل إرضائه فالأسد الكبير للسلطة و الأسد الصغير للعملة.

الخيانة التاسعة : ضرب المقاومة الفلسطينية في لبنان

قد يستغرب البعض من السوريين هذا الحقد المتولد لدى بعض الإخوة اللبنانيين ضد كل ما هو سوري فلم يعلموا ما اقترفته يدي الأسد الأب، فتدخل الأسد في لبنان ضد الكتائب الفلسطينية و الاتجاه اليساري بزعامة كمال جمبلاط – والد وليد جمبلاط – و ذالك بعد أن ابرق له الأمريكان بأنك إن لم تدخل في ضرب المقاومة الفلسطينية هناك فإن إسرائيل ستدخل، فدخل الجيش السوري و ضرب المقاومة الفلسطينية بيد من حديد، و ارتكب المجازر المروعة و لعل مجزرتي مخيم تل الزعتر و مخيم جسر الباشا خير شاهد على ذالك، و لشدة فرح الإسرائيليين بهذا التدخل السافر راحو يرفعون صور حافظ الأسد مهللين بإنجازاته و بعدها ضاعت المقاومة الفلسطينية و تشرذمت و تشتت .

الخيانة العاشرة : التوريث

يقول المؤرخ اليوناني هيرودوت بأن من ليبيا يأتي الجديد و لكنه لو عاصرنا و عاصر عائلة الأسد لغير وجهة نظره و قال من سورية يأتي الجديد.

فهاهو الأسد الأب يخطط و يمهد و يعمل جاهدا من أجل توريث إبنه باسل الأسد، و لكن هذا الأخير عاجله الموت فتغيرت الخطة فانتقل التوريث إلى بشار و كأن النظام الجمهوري غير موجود فسلق الدستور على عجل و استعد السوريين لاستقبال ملكهم الجديد ملك الجمهورية العربية السورية، فبالله هل هناك خيانة أكبر من هذه الخيانة ؟ .

الخاتمة

إن تاريخ هذه العائلة مليء بالخيانات، و الإجرام، ولو  كانت البحار مدادًا لأقلام تسطر فسادهم و إجرامهم لنفذت قبل أن تتم تسجيلها و إننا إذ أغفلنا الكثير من الخيانات حتى لانطيل على القارئ الكريم كالتدخل السوري في الأردن، و احتلال مدينة الرمثة إبان أيلول الأسود في 1970 من القرن الماضي، و التدخل السوري في العراق إبان الغزو الأول، و دعم إيران أثناء حربها مع العراق، و الوصاية السورية على لبنان، ناهيك عن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي سواء كانت المعلنة أو الخفية، و لم نتطرق إلى الفساد و المحسوبيات و تدمير الاقتصاد و العقول، و تهجيرها و لعل الله يوفقني في ذالك في كتابي الذي أنتوي تأليفه بعنوان ( سورية مئة عام من العزلة

التعليقات (6)

    الحموي

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    ولو و لا تعليق عا الموضوع التافه

    ابوعبدالله

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    اتحف القراء بالجديد والقديم من تاريخ هذه الاسره اتلحاكمه المحترمه لعل من عنده بصيره يميز بين الحق والباطل

    ابوزطام

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    حكم هذه العائلة لسوريا بلاء على السوريين ...

    أبو أحمد السوري

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    يعجز اللسان عن التعبير ، ويعتصر الألم قلب كل سوري شريف عندما يقرأ هذه المقالة ، أرجو من الله أن يستيقظ جميع السوريين والعرب من سباتهم وأن يعقدو ا العزم على تغيير هذا الحال المأساوي المذل والله خير معين

    Hamid Ezz Aldeen

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    وهناك أمر مهم قد فاتك وهو ما قام به المجرم حافظ أسد من تدمير للتنظيم المجاهد السني بقيادة الشيخ سعيد شعبان وطارده من بيروت للبقاع وطرابلس . والخيانة والجريمة التي قام بها حافظ أسد عندما قام بأنقلاب على نور الدين الأتاسي الذي تدخل نصرة للمقاومة الفلسطينية عام 1970 /1971 حيث وصلت طلائع الجيش السوري الى شمال الأردن فقام المجرم حافظ الأسد بأنقلاب على الأتاسي وسحب القوات التي كانت في طريقها الى عمان

    حامد عزالدين

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    ليس بلاء على السوريين فقط بل على كل المسلمين وكل الشرفاء من غير المسلمين
6

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات