الممانعة حين تنضح موتاً وشتائم و.. رؤساء

الممانعة حين تنضح موتاً وشتائم و.. رؤساء
وحدهُ الخواء التام ما يجعل سجالا سوقياً بين طرفين ثانويين في تيار الممانعة في لبنان حدثاً تلهج به الألسن وتحتفي به وسائل الإعلام، وحده الفشل دولة ومجتمعا ما يسمح للهراء أن يكون مادة للنقاش يتقدم على كل ما يحصل من قضايا خطيرة في البلد، طبعاً أعني حفلة السباب بين السيدة فيرا يمين وهي مستشارة النائب سليمان فرنجية وبين الوزير السابق وئام وهاب، ظهرت يمين في حديث تلفزيوني قللت فيه من حجم وهاب السياسي فانهال وهاب بتغريدات مليئة بشتائم رخيصة.

يا لها من واقعة 

وإن أزحنا السباب جانبا فنحن لسنا سوى أمام تنافس هامشي لممانعي لبنان للفوزبالرئاسة الأولى المعلقة في البلد وهي منافسة تجري تحت سقف التسليم بأن حزب الله هومن يقرر هوية الرئيس القادم، يحصل ذلك بعد أن خضع حتى معارضو حزب الله لفكرة أنالرئيس المنتخب سيكون من فريق الممانعة، هذا طبعا ان كان حزب الله نفسه يريد للبنان أنيحظى برئيس وهو ما لا يبدو حاصلا حتى الآن.

في لبنان هناك نوع من البلادة والاستسلام العام بحيث تبدو القدرة على رفض الواقع أومجابهته باهتة خصوصا بعد الصفعات التي تلقاها الشارع اللبناني في الاحتجاجات ضد أزمة النفايات الصيف الماضي، نعم هناك انكفاء عام مخيف وإلا فكيف يمكن لقضية  مثلا لافراج الغامض والمشبوه عن خمسة تشيكين خطفوا في منطقة البقاع بعد مفاوضات بين عائلة مقربة من حزب الله والدولة التشيكية برعاية الأمن العام أن لا تحظى بربع الغضب والاهتمام اللبناني الذي حازته شتائم وئام وهاب، كيف يمكن أن تمر قضية تبادل مكشوفة تورط فيها جهاز أمني لبناني بهذا القدر من التساهل.

لقد أصبنا بالخدر جراء حقيقة أن الوزير السابق ميشال سماحة بات حرا واستسلمنا لفكرةمشاركة حزب الله في القتال والتجويع جنبا الى جنب مع نظام بشار الأسد وتجاوزنا مسألةانتشار النفايات وصفقاتها التي تزكم الأنوف وتابعنا بسلبية تامة قدرة حزب الله على منع بثمقابلة مع جنوده الأسرى لدى النصرة في سوريا. تدريجيا، بات شأناً عابراً أن حزب اللهيحكم كل مفاصل البلد وأن الأطراف السياسية عاجزة عن تعديل موازين القوى فما الضير إذاً من التندر بسباب من هنا وشتيمة من هناك..

يحصل ذلك فيما نتابع خيبات مؤتمر جنيف السوري والغطاء المخزي الذي يوفره العالم لبشار الأسد يحصل ذلك فيما إيران تثبت موقعها الجديد في العلاقات مع الغرب وفيما تواصل روسيا دك المدنيين السوريين.

في لبنان، حزب الله هو الطرف المستفيد من ذلك كله..أي سؤال حول كل ما سبق سيأتينا الجواب السهل الحاضر دائما: "إنها المقاومة، إنهافلسطين تنتظرنا، إنه الإرهاب يا أغبياء".

هكذا يقال لنا،  قيل ذلك قبلا في العراق وسورية. حتى القضية الفلسطينية نفسها طوت عقوداً من أوهام مماثلة. لا جواب عندنا على أي سؤال يطرحه الواقع والموت علينا سوى أن ذلك كله يحصل في سبيل تحرير ما وكرامة ما. عبثا نحاول أن نجد هذه الكرامة أو تلك الحرية فلانجد سوى مزيدا من الانتهاك، فلا حدود نحترمها ولا تعليم يعتد به. لا طبابة ولا صحة. فقط هناك نفايات ومقاومة، فقط حروب أهلية والكثير الكثير من الشتائم والسباب.

 على تلك التلال من الحقائق سيتوج رئيس ممانع على سدة الرئاسة اللبنانية..

التعليقات (1)

    Ssleimana

    ·منذ 8 سنوات شهر
    السغاله فخر الصناعه اللبنانيه
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات