اقتل ثورة واغسل يديك بداعش

اقتل ثورة واغسل يديك بداعش
يرى الكاتب "وائل قنديل" في مقال له في "العربي الجديد" بأن  الثورة السورية تدفع من لحمها الحي ثمن ما يجري في اليمن، وفي مصر، وفي ليبيا. يسقط الحوثي وصالح، ليعيش بشار والسيسي، ينخفض سعر برميل النفط، لترتفع فرص بشار الأسد في البقاء. يعصرون عنب اليمن، كي يثمر بلح الشام، ويتساقط رطباً جنياً في حجر بوتين، ليتغذى بشار، ويسمن إجرامه.

وعمل المجتمع الدولي على تغير اسم الثورة السورية، ليصبح اسمها  الحرب السورية، ونزلوا كلهم عند مشيئة بوتين، باتت المسألة تتعلق بإعاشة النازحين واللاجئين، التي هي في الحقيقة إعاشة بشار الأسد وإنعاش نظامه، وإفاقة استبداده.

كلهم يتناوبون افتراس الثورة السورية، في فراش داعشي وثير، ليصبح جل أصدقاء سورية، أصدقاء روسيا البوتينية، في اللحظة نفسها، والوضع نفسه، ولا يبقى سوى أن تتحول المأساة السورية إلى صندوق تبرعات أمام مساجد، تدعو منابرها على بشار، وبوتين، وفي الوقت نفسه، تدعو بطول البقاء لمن ينزلون عند الرؤية البوتينية للمستقبل.

قلنا من زمن بعيد جداً إنها الثورة اليتيمة، يلعب بها وعليها كثيرون، وإن ظهروا وكأنهم يلعبون لها. منذ البداية كانت الأرض السورية ميداناً لجولة الإعادة من المباراة التي انهزمت فيها روسيا، على الملعب الليبي.. حين خرج القيصر خالي الوفاض، فقرّر التعويض، بالانتقام، في سورية، وفي اليمن ومصر، مشعلاً النيران في الحدائق الخلفية لمن أهانوه وجرحوه في ليبيا.

أدعوك مجدداً لكي تقارن بين خارطة المنطقة قبل أربع سنوات، مع بزوغ فجر الربيع العربي، والكابوس الإقليمي الذي يحاصر الجميع الآن، ستدرك أن العالم كان أكثر إنسانية وسلامة نفسية حين كان هناك احترام لحق الشعوب في الحلم بالتغيير.. أما وقد تكأكأت الضباع والسباع على مروج الربيع، فقد نشب الحريق.. جاء السيسي فانتعش "داعش"، فاستأسد الحوثي فاستقر الأسد، وهكذا قضت متوالية الانقلاب على أجمل ما أنجزه العرب في العام 2011، فصار العالم أقل تحضراً وأوهن أمناً.

قليلون جداً من اللاعبين باسم الربيع السوري، يحبون الربيع بإطلاق، فيما جلهم كاره للربيع، وإن استخدمه ورقةً في اللعبة الإقليمية أحياناً.. وهكذا تتحول الثورات إلى مجرد ورقة في لعبة البوكر السياسي في المنطقة، بعناصرها الطائفية، والمذهبية، لتتحقق بوضوح نظرية الأواني المستطرقة. خذ في الشام، واترك في اليمن، والعكس أيضاً صحيح، فيما ينشط اللاعبون في تقديم كميات إضافية من مظاهر التعاطف مع الضحايا، مساحات لجوء، وحسابات تبرع، ليهنأ السفاحون بالاستمرار.

وطبيعي، والوضع على هذا النحو، أن تنسحب مفردة "الثورة" من قاموس الموضوع السوري، لتحل مفردات الحرب والتفاوض والتفاهم، الصفقة، في كلمة واحدة.

قالها أحدهم مبكراً: ليس الحل استقبال ملايين اللاجئين السوريين، بل هو استقبال لاجئ واحد اسمه بشار الأسد.. والآن، مأساة اللجوء السوري تتفاقم، فيما تتعاظم فرص بقاء قاتلهم.

اقتل ثورة واغسل يديك من دمائها بداعش. هكذا يسلك كل جنرالات الانقلابات والثورات المضادة، يغسلون انقلاباتهم وجرائمهم ضد الإنسانية في بحيرة "داعش"، ويلبسونها أزياء الحرب على الإرهاب. لا يستطيع السوريون دفن شهداء القصف الروسي، والأسدي. لكن، هناك من يصمت، لأن محاربة تنظيم الدولة تتطلب تضحيات.. حتى في مصر، يُختطف الباحث الإيطالي جوليو في القاهرة، ثم تظهر جثته معذبة، مشوهة، فلا يتورّع نظام عبد الفتاح السيسي في نعيه، مستخدماً موسيقى داعش الجنائزية، بل إن روما نفسها تبدو مستعدة لابتلاع هذه الرواية التي تجري صياغتها الآن، داخل ورش السيناريو المصرية.

كلهم بوتين.. كلهم يحبون داعش، وإنْ تظاهروا بالحرب عليه.

التعليقات (2)

    ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب kk

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    لا يسعني الا الرثاء ,لو تعي دول الخليج بسياساتهم البطيئة والموالاة التي لم تعد في مكانها بانهم مقضي عليهم لا محالة وبانهم مؤجلون فقط وان هناك مكر عظيم ينتظرهم لدافعوا عن السوريين وكل المقهورين لآخر قطرة نفط ودم في كل محافل الأرض فالخطة البديلة تمشي بأحسن مما توقعه الغرب بإفقار شعوب الأرض وفرض ما يريد ان يكون وهذا فقط لتحدي إرادة ومشيئة العزيز القدير والدليل سوريا فهل يا ترى سيصحى هؤلاء الحكام ويوالون ويتقون الله عز وجل فينا وهل الاخرون قادرين على هذا النوع من التحدي

    يا عرب دافعوا عن وجودكم

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    يا حكام الخليج ناموا و لا تستيقضوا فما فاز الا النوم. و ستصحون على اقدام الفرس عند رؤوسكم يجعلوكم خدما عندهم ابقوا نائمين عند احضان السياسات الامريكية التي سترميكم الى عميلتها ايران التي اصبح حتى الصبي يعرف انها حبيبة امريكا يا دولة الامارات عودي الى رشدك و انصري الشعب السوري فالغرب و الفرس لن يرحموكم عند انتهاء دوركم يا ال سعود تآمرتم على العراق فكفروا عن ذنبكم بالوقوف مع سوريا يا ايران ان الايام دول و ستضعف امريكا التي تحميك و ستشتعل داخلك ثورة تحرر الفرس من مشانقك.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات