ماذا لو كنتِ مثل امرأة فرعون ؟

ماذا لو كنتِ   مثل امرأة فرعون ؟
ماذا لو كنتِ  مثل امرأة فرعون ؟

لا تخلو كل فترة من عمر البشرية من فرعونها الخاص ، لكن بعض الحكام كانوا من الاستبداد والظلم بحيث صارت قصصهم عبرة ومثلاً في تاريخ البشرية :

(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ    وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ    طَائِفَةً  مِّنْهُمْ  يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ  وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ  إِنَّهُ كَانَ مِنَ  الْمُفْسِدِينَ ).

أمام هذا السلطة المطلقة للفرعون كانت هناك امرأته ، التي ضربت مثلا للذين آمنوا على مر العصور :

(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا   لِلَّذِينَ  آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ  إِذْ قَالَتْ رَبِّ  ابْنِ  لِي عِنْدَكَ  بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ  وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ  وَعَمَلِهِ  وَنَجِّنِي مِنَ  الْقَوْمِ  الظَّالِمِينَ ﴾.

امرأة فرعون آسية بنت مزاحم ، التي احتضنت موسى عليه السلام ورعته وأنقذته بإذن الله من القتل وهو صغير ، وحمته حتى شب و أصبح نبياً .

آسيا التي آمنت بالله سراً وهي في بيت رأس الكفر ، وعندما كاد أن يبطش بها فرعون دعت بتلك الآيات .

لم تُرِد بيت فرعون ملك الأرض الظالم الزائل  ، بل طلبت بيتاً عند ملك الكون العادل الدائم الحي الْقَيُّوم .

آسية امرأة فرعون لم يغرها المال والقصر والسلطة والجاه، لأن الإنسانية الحقيقية كانت حية في قلبها قبل إيمانها بالرسالة  ، وبدت ظاهرةً في رحمتها للصغير الطافي في التابوت في اليم ، فحملته ورجت فرعون أن يتخذا هذا الطفل ولداً ، بل وبحثت له عن مرضعة ، فمنعه الله عن كل مرضعة إلا أمه ، ليعود إلى صدرها و تقر عينها ولا تحزن .

آسيا الإنسانة الرحيمة الرقيقة هي ذاتها ، التي أصبحت آسيا مثال المؤمنين على مر العصور.

ماذا لو كان في بيت رأس الدولة الظالم الطاغية زوجة مثل آسية ؟

ماذا لو وقفت أنيسة ضد قتل زوجها الجزار بمعونة أخيه السفّاح رفعت الأسد لأربعين ألف إنسان في مدينة حماة وحدها !

ماذا لو وقفت في وجه إذلال السوريين ومعاملتهم كالعبيد من أجل رغيف الخبز و علبة الدواء والسكن والكساء ، وهي ترفل مع أولادها في النعيم المقيم !

ماذا لو لم توزع ملك سورية على أخيها وأولاد أخيها آل مخلوف الذين تقاسموا ثروات البلاد بكل سلاسة وبلا أية منافسة ، فمن يجرؤ على منافسة ابن خال الرئيس !

ماذا لو أخذت على يد ابن أختها عاطف نجيب الذي قتل أطفال المدارس في درعا ، وهدد باغتصاب أمهاتهن ، وأفرغ رصاصه الحي على أجساد المتظاهرين الغضة الذين  يهتفون سلمية ، سلمية !  

ماذا لو وقفتْ  في وجه ابنها ومنعته من تسوية سوريا بالتراب وتدميرها بكل وسائل القتل والخراب وتدمير حياة ثلاثة وعشرين مليون إنسان !

ماذا لو وقفتْ   أنيسة في وجه الاحتلال الروسي والإيراني والشيعي !

الشيء من معدنه لا يستغرب !

ومعدن آسية كان معدناً نبيلا جداً ، حتى قبل الإيمان بالرسالة !

أما معدن أنيسة ومن عاشرته وأنجبت منه ، فهي معادن خبيثة و عناصر قاتلة مدمرة حارقة سارقة ، بل هي متعمدة للأذى والتدمير،  لا يرتجى منها خير إلى يوم الدين ، ولا يمكن بحال أن ينسى ملايين السوريين طيلة أربعين عاماً ما فعلته عائلتها بالشعب السوري، من مجازر وذل وقهر وهوان .

إن آل الأسد و أمهم ، لا يقلون فظاعة أبدا عن آل فرعون !

وما سمعنا أن فرعون باع بلاده للعدو ، وما سمعنا أن فرعون دمر مصر على رؤوس أهلها ، وما سمعنا أن فرعون قد حاصر الناس وجوعهم !

فرعون كان طاغية حارب الناس في عقيدتهم وأذلهم !

أما فرعون سورية فقد تجاوز ما عرفناه في التاريخ من فظائع الطغاة !

ولآل فرعون النار وسوء الذكر في الدنيا والآخرة :  

(النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب).

و لآل فرعون سورية الدعوات عليه  بالعدالة الربانية ، والنار والجحيم ، والخسران المبين ، وحرقة القلب التي عاشها  ملايين السوريين ، في الدنيا قبل الآخرة !

ملايين الأمهات التي فجعن بأولادهن !

ملايين الحسرات المكتومة والدموع المحترقة !

دموع جدتيٰ  اللتين فقدتا أبناءهن  بسبب حافظ الأسد ، ومُتن بحسرة لقائهم وما حظين ولو بحضن قبل الوداع ، أو رفقة ولدها حتى قبرها فقط ، لا وحتى زيارة بعد الموت ، ولا حتى زيارة ! منذ أكثر من ثلاثين عاما وحتى ساعتنا هذه !

ماذا تشعر يا ترى من لم تحظ بدفن ولدها كاملاً في قبر ، فقد حولته صواريخ بشار وأسياده الروس إلى أشلاء ممزقة  تحت الركام !وقد كان قبل ثوان في حضنها ، يرضع من لبنها ، وتعقد عليه الآمال الكبار !

ماذا تشعر يا ترى الأم التي فقدت ابنها داخل معتقلات جحيم الأسد ، والتي يغدو الموت رفاهية كبيرة بالقياس إليها !

هناك حيث تتلف الأجساد وتدمر الأرواح وينتهك البدن ويأكله الدود والعفن !

وقد كانت تحلم بحفل تخرجه من الجامعة و باليوم الذي تزف به إليه عروسه ، و يخصب  رحمها فترزق بحفيد يقول لها يا جدتي !

ها هي اليوم ، وغاية ما تحلم به أن تعرف هل ابنها حي أم ميت ! وأن تحظى براحة دفن جسده الشاب الجميل تحت التراب !

ماذا لو وقفت أنيسة في وجه كل تلك الجرائم و أوقفت تسعير هذا الأخدود للسوريين !

ماذا لو شعرت بوجع الأمهات التي يفترض أنها واحدة منهن!  

ماذا لو كانت امرأة شجاعة كملايين السوريات اللاتي قلن لا! لا للجزار ودفعن الثمن !

ماذا لو اعتبرت نساء رجال المال والسلطة والجاه من أميرات وملكات و زوجات رؤساء كأسماء الأسد مثلا !

هل ستأخذين شيئا من مالك وملابسك وأحذيتك وقصورك وخدمك وحشمك معك في الكفن !

ألا يوجد في بقايا نفس إنسانية أمل !

لا أمل لابليس في الجنة ، ولكن ربما هناك أمل لمن قتل تسعة وتسعين نفساً أن يتوب !

ربما هناك أمل لزوجة مدير الميتم أن تتوب عن قهر وإذلال الأرامل والأيتام ، وتقريب الموالين و حرمان المعارضين لسلطتها الاستبدادية !

ماذا لو تذكرت أنه في لحظة واحدة قد تكون مكان أضعف امرأة منهن !

ربما هناك أمل لزوجة رئيس المؤسسة الطاغية ، أو قائد المنطقة الفلانية ، أو تاجر الحرب في الأرض الفلانية ، أو لص الإغاثة في المدينة الفلانية !

زوجك أو ابنك الظالم : أم الله ، الحق ، العدل !

ثروتك وسلطتك ومنظرك أمام الناس : أم الله ، إن كنت حقاً تعرفين الله !    

هناك أمل لك و عبرة :

إما أن تكوني كامرأة فرعون التي نزل فيها قرآن يتلى إلى يوم الدين ، مثلا صالحا ً للمرأة الشجاعة المؤمنة النبيلة !

وإما أن تكوني كأنيسة التي فرح بموتها ، وتمنى لحاق ذريتها المجرمة بها ملايين السوريين!

الخيار لك أيتها المرأة :

فماذا لو كنتِ  كامرأة فرعون !

التعليقات (2)

    محمود اليوسف

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    اللهم لا تجعل هذا الكلام صيحة في واد ولانفخة في رماد واجعله اذانا مرعبافي آذان الطغاة والحكام المتسلطين على رقاب المسلمين

    الشامي

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    انيسة لحقت بالمجرم الأكبر المقبور وارجوا من الله ان يجمع أل الأسد في قعر جهنم الى الأبد سابقا ولاحقا لمن بقي من هذه العائلة المجرمة التي لم تأت البشرية مثلهم من بدء الخليقة ....يا سيدتي من الظلم المقارنة بين امرأة فرعون وأمثال نساء هذه العائلة اللعينة .
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات