واشنطن تُجيّر القوات السعودية لتقسيم سورية.. وبيان ميونخ يؤدب المعارضة!

واشنطن تُجيّر القوات السعودية لتقسيم سورية.. وبيان ميونخ يؤدب المعارضة!
بغض النظر، حول "دقة" رفض الهيئة العليا للمفاوضات لبيان ميونخ، نقلاً عن لسان مُنسقها الدكتور رياض حجاب . يحمل ذاك البيان، من الغموض والنفاق. ما يكفي لإحالة وعوده المُنمقة، إلى مجرد حبر على ورق. وما يؤكد هذه الحقيقة، هو اعتماده فيما يخص الجوانب الإنسانية، على "النوايا الطيبة". بدلاً من ترجمته إلى قرار مُلزم. خصوصاً أنه يتحدث، عن مجرد ضغوط، يُمارسها أصحاب "المونة"، على "الحكومة" والمعارضة. ويشترط موافقتهما.

المعارضة تأكل الهواء!

ما استخدمه البيان من مصطلحات، مثير للعجب. ذلك انه يُصر، على عبارة فريق ديمستورا المُبتكرة، في توصيفه للمناطق التي يطوقها جيش الأسد، وميلشيا إيران الشيعية، ويقصفها الطيران الروسي. "بمناطق يصعب الوصول إليها"، بدلاً من المُحاصرة. كما يستبدل مصطلح "وقف إطلاق النار بتعبير "وقف الأعمال العدائية". وكأن ما يجري على الأرض، مجرد مناوشات بأسلحة خفيفة. وليست حرب إبادة، بأثقل وأحدث أنواع الأسلحة. وتهجير منظم لشعب بأكمله. واحتلال إيراني شيعي استيطاني، برعاية روسية.

لعل الأخطر، أن تنفيذ تلك "اللفتة" الإنسانية، إضافة إلى إطلاق المُعتقلين. لا يُمكن اعتبارها شروطاً مُسبقة، لاستئناف المفاوضات. ما يعني أن البيان العتيد، يُطعم الهواء للمعارضة، بعد أن جرى "تأديبها"، بحرق المدنيين والفصائل المُعتدلة في حلب. وأنه سيتم سوقها إلى مذبح جُنيف4. لتبصم على "المصالحة". بحسب تفسيرات موسكو للقرار 2254. في حين أن ما ذُكر عن تطبيق كامل بيان جنيف1. لا يتعدى التجميل اللفظي المطلوب، لتسويق مخرجات فيينا، باستبدال هيئة الحكم كاملة الصلاحيات، بحكم ذي مصداقية وشمولية وغير طائفي. وهو ما يُمكن توفيره شكلاً وتفريغه من مضمونه، عبر حكومة "وحدة وطنية" يقودها بشار الأسد. وتُصفق لاحقاً لترشحة، إلى انتخابات رئاسية قادمة، ضمن أعلى معايير الشفافية، لكن الروسية. التي لن تتمكن إدارة أوباما من رعايتها، بسبب مغادرتها البيت الأبيض. بعد أن أوفت بوعودها لطهران، تحت طاولة الاتفاق النووي . بعدم إسقاطها الأسد، كما منع خلعه بالقوة.

هذا "الأسد"، الذي لم يعد يملك من قراره السياسي والعسكري، أكثر من صلاحية، التصريح لوسائل الإعلام ، آخرها "لفرانس برس" أمس، مُهدداً بمواصلة القتال أثناء المفاوضات، واستعادة سيطرته على كامل البلاد. الأمر الذي اضطر متحدث باسم الخارجية الأمريكية، لتذكيره بأنه "واهم"، في اعتقاده بأن هناك حلاً عسكرياً للصراع في سورية. في تصريح، لا يكفي لترميم الثقة بنوايا واشنطن.

الانقضاض على المبادرة السعودية! 

بالتزامن، عمدت إدارة أوباما، إلى الانقضاض على المبادرة السعودية، بإرسال قوات برية إلى سورية لمواجهة داعش. من خلال محاولة حرف مسارها، وتحويله من حلب إلى الرقة. حيث رحب وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، من بروكسل "مقر انعقاد الناتو"، بمشاركة قوات برية سعودية وإماراتية، لتحرير الرقة من داعش. وكان لافتاً استخدامه تعبير "مشاركة العرب السُنة" بتحرير أراضيهم. ما يُجدد التساؤل، حول حقيقة النوايا الأمريكية – الروسية، بالسعي لتفتيت سورية، إلى مناطق نفوذ ما بين "أكراد. ومعارضة في مناطق سُنية، تدخل في مواجهة دموية طويلة مع داعش . ودويلة  "الأسد العلوية" الآمنة نسبياً، أو ما يُعرف بسوريا المُفيدة. وبمحاولة واشنطن استخدام قوات عربية، لتكريس الواقع المطلوب أمريكياً. وخلافاً لادعاءات كيري، في حديثه "لأورينت نيوز" أمس، بالحرص على وحدة سورية. وهكذا تمكنت إدارة أوباما، بالخبث المشهود لها، ليس بالتخلص من الإحراج، الذي يسببه لها رفض المبادرة السعودية، أمام الرأي العام الأمريكي والدولي فقط. إنما من محاولة "تجيير" تلك المبادرة، لتكريس تقسيم سورية إلى مناطق نفوذ. وقلب إحراجها إلى إحراج للسعودية نفسها. ما دفع وزير خارجيتها عادل الجبير، إلى التذكير مُجدداً، بالترابط بين رحيل بشار الأسد، وبين هزيمة داعش. 

ما فعلته واشنطن، بمحاولة حرف المبادرة السعودية، كان متوقعاً. إذ من شأن دخول قوات مُشتركة إلى حلب، أن تُجهض التواطؤ الأمريكي – الروسي- الإيراني، في سورية، وتمنع تقسيمها "كردياً وعلوياً". بيد أنها تحتاج إلى غطاء سياسي دولي، وإلى غطاء التحالف الدولي الجوي. وكلاهما تتحكم فيه واشنطن. إلا إذا قررت الرياض وأنقرة، التحرك عسكرياً فوق سقف إدارة أوباما. وهذا ما يُثير قلق موسكو، ودفع رئيس الوزراء ميدفيدف، إلى التهويل باندلاع حرب عالمية ثالثة، في حال التدخل البري. رغم يقينه أنها لن تحدث. كونه يعرف أن بلاده، ليست قوة عظمى، إلا بقدر ما تسمح به الولايات المتحدة. والتي تمنحها بالفعل حالياً ضوءاً أخضر، لتستعرض قوتها في المنطقة. وهذا ما كشفه لافروف بتأكيده، في تصريح سابق "لميدفيدف". أن الولايات المتحدة، والتحالف الدولي، لن يسمحا لتركيا "بغزو سوريا عسكرياً" على حد تعبيره. وهو بالضبط ما تتحسب له تركيا، إذ سارع أحد مسؤوليها، إلى نفي صحة المعلومات، التي تتحدث عن تجهيز أعداد كبيرة من الجنود "150" ألف مقاتل، للعبور إلى سورية.

التعليقات (16)

    محب الشام

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    يجب فتح صنابير الدعم العسكري والمالي للمجاهدين على أقصى حدها وذالك بالتوازي مع العمليات البرية ضد التنظيم الغدار . وكل شبر ينتزع من التنظيم يجب أن يسلم لأهله الذين حرروه من نظام الاسد. ليكون عونا لهم على قتال العدو المتربص بنا جميعا. ويجب توحيد المجاهدين في جيش واحد ليسلم زمام الأمور في المناطق التي أعيد تحريرها من التنظيم بعد أن حررت من النظام. ولا تبدأوا عدوا بقتال حتى يبادئكم فيكون هو الظالم.

    الإرهابي كيري

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    الحقيقة الجميع يستشعر الورطة في سورية حتى إدرارة دراكولا البيت الأسود تستشعر باليأس من القضاء على الثورة السورية تركيا أصبحت بالمواجهة المباشرة مع روسيا والأكراد الإرهابين الإنفصالين وموجات النزوح إيران إذا خسرت في سورية خسرت كل شئ روسيا بوطين تعلم أنها نعل في أي لحظة سيخلع الخليج العربي سيفنى إذا سقطت سورية بيد الصفوية إيران حتى إذا إفترضناجدلا وجود دويلات فما المانع من ان يكون دولة عربية عظمى من العراق الى سورية ولبنان

    سوري

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    انا يصعب علي فهم شيئا هو : لماذا العرب بحاجة ان يطلبوا من امريكا السماح لهم بتحرير اراضيهم من عدوان خارجي ، الم يقل المسؤلون الامريكيون مرارا وتكرارا لن يكونوا شرطي الامن للعالم ، اذا لماذا نريد منهم الموافقة على عمل اي شئ في بلادنا هل نحن تحت الوصاية الامريكية ، حان الوقت لان نكون مستقلين ولا نخضع لأوامر امريكا او روسيا وليذهبوا الى الجحيم ، يا عيب على الحكام العرب الذين اصبحوا مجرد دمية بيد الغرب

    اهل الشام

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    بسم الله الرحمن الرحيم ان تنصروا الله ينصركم . اخواني دعوا المفاوضات وطلب العون من اعداء الله واعدائكم وعليكم بجند الله لانصر الى بسلاح والايمان

    مجاهد السمعان-عقيد ركن متقاعد

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    أوباما مازال يدور ويلف ويبلف ليبقى بعيداً عن أي تدخل سياسي أو عسكري فعال في الأزمة السورية أو حتى في القتال ضد داعش ولكن التاريخ لن يرحمه وسينعكس ذالك سلباً على نفوذ الدولة الأعظم ولصالح روسيا والصين ولو إلى حين؟

    ابو اذاد

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    تركيا وقطر والسعودية من تدعم دواعش مختلفة يعني حامبها حراميها واردغان اكبر ارهايي لا يهمه لا شعب سوريا ولا بطيخ هو عنده اسهال مدمن خوفا من الكورد

    سعد

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    التدخل السعودي التركي ومن معهم هو بمعرفة مسبقا ورضى من قبل امريكا و روسيا وما الزيارات المتكرره لقادة دول الخليج لروسيا إلا من أجل ذلك والخطط سيطرة الحلف الإسلامي على مناطق داعش وتستعيد تركيا بعض المناطق التي سيطرة عليه الكرد وليس جميعها وقد يتمدد الحلف إلا مدينة الموصل لكي يقيم دولة جديدة هناك و أما جنوب سوريا راح تكون بحكم ذاتي من قبل الجنود الذين يأخذون الأوامر من غرفة موكا وتكون المنطقة تحت الوصاية الاردنية والمهم بالموضوع عن الروس هيا احتفاظ العلوية بساحل وبعض من المناطق في وسط سوريا

    منذر معدل

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    للوحدات الكردية نصيب مما كسبوا

    Adel

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    التحليل السياسي المرادف لاحداث سوريا,للاسف لايرقى الى المستوى المطلوب,روسيا وامريكا وبريطانيا وفرنسا وقالها بكل وضوح حاخام الكنيسة في الفاتيكان(مساعدة الشعب السوري خطيئة لاتغتفر) ,داعش هي مولودة من رحم بني صهيون ! اسرائيل تعلم شعبها ليل نهار,حدودك يااسرائيل من الفرات الى النيل- والصليبيون يقولون عنها بهتانا وزورا دولة ديمقراطية! وهي دولة عدوانية ومغتصبة وتمارس الارهاب والاجرام ,الجميع يعملون لاقامة الحلم الصهيوصليبي على طريقة عقيدتهم الفاسدة!

    mohamedz16

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    وهدا ما قلناه في أول الغزو الروسي أنه سوى تبادل للأدوار بين أمريكا وروسيا . ولو لا موافقة أمريكا لما دخل الروس. والدليل أن الروس في مناطق نفودهم التقليدية أكرانيا-القرم- لم يتحركوا بسهولة وهم تحت الحصار فكيف يمكن لهم التدخل في مناطق محسوبة على الغرب وقريبة من رئة العالم الطاقوية .أمريكا معروفة بنفاقها وما يهمها هو مصالحها.

    محمد

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    تحليل منطقي

    د.عبدالحي حمزة الحاج

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    إلى الثوار الاحرار في سورية الى تركيا والسعودية ودول العرب التقسيم بات على الابواب ان لم تتحدوا وتدركوا حجم الخطر ستدوسكم الاقدام ويلعنكم التاريخ

    سوري

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    الحرب طائفيه منذ اول لحظه من طرف النظام المبرمج و ضد السنه بدعم دولي تقوده الولايات المتحده و روسيا

    سوري

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    الحرب طائفيه منذ اول لحظه من طرف النظام المبرمج و ضد السنه بدعم دولي تقوده الولايات المتحده و روسيا

    بدر بدور

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    نداء الى كل عرب ومسلمي العالم وخاصة السوريون لقد اصبحنا مستهدفين في جميع انحاء هذا العالم الظالم بكل شيء حتى بما نملك انا رجل سوري عاجز مقيم في احد دول المهجر منذو ثلاثا وثلاثين عاما ذهبت لزيارة بعض اقاربي في الشرق الاوسط لمدة اسبوعين وعند دخولي مطار البلد المقيم به فوجئت باقتيادي من قبل شرطة المطار واصبحت استجوب وكاني مرتكب ذنبا ما .فقد شعرت وكأنني في أحد فروع المخابرات في دمشق وبعد تفتيش الحقيبة الدقيق سؤلت الم تجلب هدايا والسؤال خصيصا عن الذ هب فقلت لهم من اين يا حسرة والله لقد وصلنا الى درجة

    فاضل

    ·منذ 8 سنوات شهرين
    ياطلب السحر من البيرات
16

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات