حزب انتهازي

حزب انتهازي
دارت حول حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، المرتبط بعبد الله أوجلان وحزبه الكردي التركي، شبهات كثيرة، توحي بأن له دوراً تعطيلياً في سياق الأزمة السورية، فقد تحدثت المعارضات السورية المختلفة عن علاقة مريبة تجمعه بالنظام السوري منذ أن كان عضواً في هيئة التنسيق، واتّهمته لاحقاً بأنه يتلقى دعماً عسكرياً منه وثبَّتَ النظام رسمياً هذه التهمة، كما تسربت معلومات غير مؤكدة عن علاقة وثيقة بينه وبين إيران، ونشأت فيما بعد علاقة غريبة غير واضحة المعالم مع روسيا ومن ثم مع التحالف الدولي.

تعامل هذا الحزب خلال الثورة السورية مع كل الأطراف، وتلوّن كتلوّن زعيمه صالح مسلّم، الكردي الإشكالي الذي دخل سورية مع انطلاق الثورة تاركاً معسكرات العمال الكردستاني في جبال (كاري) ليصبح بسرعة أقوى صوت كردي في سورية.

لم يرفع الحزب يوماً بندقيته في وجه قوات النظام السوري، ورُفعها مراراً بوجه كتائب المعارضة المسلحة، على اختلاف إيديولوجيتها، سواء أكانت كتائب ذات صبغة إسلامية أم بلا لون إيديولوجي كفصائل من الجيش الحر، ورفعها كذلك بوجه جيرانه العرب والآشوريين، واتهمته المعارضة السورية بأنه قام بتغييرات ديموغرافية، وأنه شارك النظام في بعض المعارك وأقام حواجز عسكرية مشتركة، واستقبل في مناطق نفوذه أشخاصاً من السلطة ونسّق معهم، وكل ذلك بحجة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي.

إن استعراض بعض الأحداث الأساسية والمشاريع التي قام بها هذا الحزب خلال السنوات الأربع الماضية يثير الكثير من الريبة والشكوك والحيرة في آن، ويطرح تساؤلاً جدياً يتعلق بانتماء ومرجعية وأهداف هذا الحزب.

في شهر 7 عام 2012، وبعد بيان جنيف 1 بشهر واحد، قرر الحزب تشكيل وحدات حماية الشعب الكردية، في وقت كانت المعارضة السورية المسلحة تنفي وجود أي صيغة طائفية أو قومية لمقاتليها، لتصبح ميليشيات هذا الحزب أول ميليشيات قومية في صفوف المعارضة السورية.

وفي شهر 11 عام 2012، وبالتزامن مع الإعلان عن تأسيس ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، أعلن الحزب الكردي عن تشكيل مجالس كردية محلية بعدما سحب النظام السوري دون قتال معظم جيشه من المنطقة المعنية بهذه الإدارة، وفسرها البعض بأنها محاولة لإفراغ الائتلاف الجديد من محتواه بسياسة تشابه سياسة النظام السوري.

أما في شهر 11 عام 2013، وفي مساء نفس اليوم الذي أعلن فيه ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية عن تشكيل حكومة مؤقتة للمعارضة السورية، قرر هذا الحزب الإعلان عن تشكيل إدارة ذاتية كردية في ثلاث مناطق هي الجزيرة وعفرين وعين العرب، لتكون (روجآفاه) المقابل الكردي للحكومة الانتقالية التي لا يرضى عنها النظام وأراد تخريب فكرتها.

وفي شهر 9 عام 2014، وبعد أيام من بدء التحالف الدول بشن غاراته على تنظيم الدولة الإسلامية، وبشكل غير متوقع بدأ تنظيم الدولة الإسلامية بشن هجمات على عين العرب (كوباني) وأعلن الحزب حرباً مفتوحة ضد هذا التنظيم، ليتحول جهد التحالف الدولي لصالح الحزب وينسى المدن السورية الكبيرة والكثيرة المنكوبة بتنظيم داعش الإرهابي، وليصب الدعم الدولي لصالحه وينسى الرقة ودير الزور وغيرها، وهو نفس ما كان النظام السوري يأمله.

كذلك في شهر 11 عام 2015، وقبيل مؤتمر فيينا الذي عقدته المجموعة الدولية بثلاثة أيام، قرر الحزب ضم (تل أبيض) لمنطقة الحكم الذاتي الكردية، لـ (يلتهي) السوريون عن فيينا بمشكلة سلخ مدينة سورية إضافية.

وفي شهر 12 عام 2015 أيضاً، وقبل يوم واحد من عقد مؤتمر الرياض للمعارضة السورية قرر الحزب عقد مؤتمر في (المالكية) وأعلن خلاله عن تشكيل (مجلس سورية الديمقراطية)، وهو مجلس لا يختلف عن حزبه وإدارته الذاتية، وكان كل همه التشويش على مؤتمر الرياض محلياً وعربياً ودولياً، في وقت لم يستطع فيه النظام السوري فعل هذا الشيء.

وأخيراً في شهر 3 عام 2016، وبالتزامن مع انطلاق مفاوضات جنيف 3 بين المعارضة والنظام، قرر هذا الحزب على غفلة أن يُقيم إقليماً فيدرالياً في شمال سورية، ليُشوّش على المؤتمر ويُنسي المعارضة مهمتها الأساسية، ويشغل العالم بالفيدرالية ويُنسيه المفاوضات، بل وليُسهّل فشلها بدلاً من أن يُفشلها النظام.

لم يجانب الحقيقة من ارتاب بهذا الحزب، فقد قام خلال السنوات الأربع الأخيرة بتغييرات ومشاريع تفيده وتفيد النظام على حد سواء، واختار توقيتاً يضر بالثورة السورية ككل، ووضع كل ثقله للتشويش على المعارضة وتخريب مشاريعها، وأفاد النظام بشكل مبرمج أحياناً وعبثي أحياناً أخرى.

انقلب هذا الحزب على إرث البرزاني ورفض نصائحه، وانقلب على شركائه الأكراد السوريين وأقصاهم، ثم انقلب على أوجلان نفسه ورفض التخلي عن العمل المسلّح، كما انقلب على هيئة التنسيق التي تلطّى خلفها لنحو ثلاث سنوات، وانقلب على حلفائه العرب والآشوريين في المنطقة، وتأرجح بين روسيا والتحالف الدولي، وهادن النظام وتواصل مع الإيرانيين، وانتقل من تشكيل ميليشيات عسكرية محلّية صغيرة لأخرى كبيرة، ثم لإدارة ذاتية وحكم برئيس وحكومة، ثم توجها بإقليم فيدرالي، ولا يستبعد بعض السوريين الخبثاء أن يُعلن هذا الحزب الاستقلال عن سورية في نفس اليوم الذي يُجبر فيه النظام على السير بطريق التغيير السياسي، ليُسهّل المهمة على النظام للقيام بخطوة مشابهة.

التعليقات (1)

    racha

    ·منذ 8 سنوات شهر
    هذه هي عقلية الكورد ٱنتهازيين وأنانيين وقوميين وبخيلين وشديدي الكراهية وبارعين في الكذب والسب وليس لهم لا عهد ولا ميثاق أنصح العرب أن يبتعدوا عنهم لأنهم أغبياء وعندهم خلل عقلي
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات