دعونا نسقط فيديو شرعي الكتيبة على إعلامي الكتيبة الذي خصه القدر في يومٍ نحس على الثورة أن يكون مراسلاً لكبرى المحطات التلفزيونية، ومع الإمكانيات المتوافرة بين يديه لم يستطع بعد خمس سنوات أن يسَوُّق الثورة إعلامياً بالشكل المطلوب.
كانت الطامة الكبرى حين أُعلنت معركة تحرير مدينة ادلب قبل عام من الآن، الإعلام حينها عكس الثورة على أنها مجموعة من المهاجرين في غياب مهيب للثائر السوري عن المشهد!، بل اختُصرت الثورة في شخص واحد، "الشيخ المهاجر" اليوم وبمساعدة صبيان الإعلام غدا عراباً للثورة السورية، تُسلط عليه الأضواء في حله وترحاله، حتى وصل الأمر بالزوج أن ينتظر (تغريدة) "الشيخ المهاجر" ليَحُل خلافه مع زوجته.
لم الإصرار على إظهار "الشيخ المهاجر" أباً روحياً للثورة والثوار؟، هذا التنميط السلبي للثورة من يقف خلفه؟، لم العنصر السوري الثائر يكاد يختفي إعلامياً؟، هل هي معركة السوريين أم المهاجرين؟، فالإعلامي إن أراد التعامل مع الثورة بمسماها كـ "ثورة" أو كما يطلق عليها آخرون بـ "تجربة الجهاد الشامي"، هو في الحالتين لا يحق له تسويق المهاجر على حساب السوري إعلامياً.
هل سأل هذا الإعلامي نفسه، لم لا تغطي المؤسسات الإعلامية التي يأتي المهاجرون من البلدان التي تنشط بها تلك المؤسسات، لم لا تغطي أخبارهم وتلاحقهم بعدساتها؟، أليس أولى بهذه المؤسسات أن تظهرهم على شاشاتها؟.
لخصوصية المشهد السوري وتعقيده، كان لزاماً على الإعلام الثوروي أن يصنع قادة سوريين بدلاً من المهاجرين، هذا الخلل الوظيفي غير مقبول حتى من المبتدئين، فالأصل في العمل الإعلامي إظهار ما يحدث في سوريا سورياً خالصاً وإن كان لا علاقة للسورين به.
كثر هم الناس - وأنا منهم – من يحرصون على متابعة الشيخ المهاجر كـ "داعية" وليس عراباً لسوريا، وللإنصاف لا علاقة له ولا للمهاجرين يهذه المهزلة، من يتحمل المسؤولية هي المؤسسات الإعلامية ومن يعمل لديها، وقادة الفصائل السوريين المنزوين بعيداً عن وسائل الإعلام.
إن إفراغ الثورة السورية إعلامياً من العنصر المحلي بقصد أو بدون قصد جريمة سنحصد ويلاتها لأعوام، فما يصنعه الإعلام زمن الحرب أشد وقعاً مما تحصده البندقية.
التعليقات (3)