تلميح وتصريح وزلّات لسان.. ماذا يُخطط لـ حلب؟

تلميح وتصريح وزلّات لسان.. ماذا يُخطط لـ حلب؟
تتعقّدُ الخطوط، وتتقاطع التصريحات وتتناقض، حول ما يحاك لمدينة حلب، التي بدأت عملياً دفع ثمن ما أطلق عليه "وقف الأعمال العدائية"، والتي خُرقت منذ اللحظة الأولى في مناطق متفرقة، قبل أن تتضح جليةً وأكثر وقاحةً فيما شهدته المدينة منذ 3 أيام سقط فيها عشرات الشهداء والجرحى.

وعلى وقع التصريحات الأمريكية والروسية، وما يشاع عن حشد القوات الروسية وحلفائها من النظام والميليشيات الإيرانية، في حلب، تبرز التصريحات الأمريكية لتعطي إشارة ومفتاحاً لما يمكن أن يكون قد خُطط لعاصمة الشمال المقطّعة الأوصال بين نيران تنظيم الدولة شرقاً، ونيران التنظيمات الكردية غرباً، وطوق قوات النظام وحلفائه من الجنوب والشمال.. فماذا يُخطط لحلب؟

في لقاء مع صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم أمس السبت قال وزير الخارجية الأمريكية جون كيري إن "التمييز بين الإرهابيين وقوات المعارضة على ساحة القتال غدا أكثر تعقيداً مما توقعته الولايات المتحدة"، مشيراً أن "تواجد الإرهابيين في هذه المنطقة هو الذي دفع إلى تحريك قوات المدفعية باتجاه حلب".

وأعرب كيري في لقائه عن قلقه مما وصفه "تعجيل موسكو ودمشق سعيهما للقضاء على المجموعات الإرهابية في سوريا".

وبسرعة تلقّف موقع "روسيا اليوم" التصريح الأمريكي ليزين به موقعه، بادئاً بكلام كيري أن " المنطقة أصبحت معقلاً لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي المتصل بتنظيم القاعدة، لكن تعمل هناك في الوقت نفسه مجموعات معارضة تحارب القوات السورية النظامية".

ناشطون رأوا في التصريح الأمريكي تنسيقاً متبادلاً مع الروس، خاصة مع كلام كيري الذي أكد فيه أن "الولايات المتحدة لا تملك آليات فعالة لممارسة الضغط على روسيا في هذا المجال".

ويرى الناشطون أنه رغم "ريبة" واشنطن بصراحة روسيا في محاربة الإرهاب حسب تأكيد كيري، إلا أن الأمر لا يتعدى البروتوكول الديبلوماسي.

زلّة لسان قد تعني "الضوء الأخضر" للروس!

قبل 5 أيام وتحديداً الأربعاء الماضي، وفي مؤتمر صحفي ببغداد، سُئل المتحدث باسم العملية العسكرية الأمريكية ضد داعش "ستيف وارن"، عن ما إذا كان القصف الجوي الروسي المتكرر على حلب هو مقدمة لموسكو لإنهاء الهدنة، فردّ أنّ "الأمر معقد، لأن جبهة النصرة تسيطر على حلب، وهي ليست مشمولة بالاتفاق".

التصريح الذي اعتبره موقع "بزنس إنسايدر" الأمريكي "زلّة لسان" من ستيف وارن، وأنه يكشف دعم الولايات المتحدة للهجوم الذي تشنه قوات الأسد بدعم إيراني روسي للسيطرة على حلب.

وتتسق زلة السان تلك مع تصريحات سابقة للمتحدث العسكري الروسي "سيرغي رودسكوي" الذي قال إن "8000 مسلّح تابع للنصرة حشدوا حول حلب استعداداً لقطع الطريق الرئيس إلى العاصمة دمشق".

وعلّق "بزنس إنسايدر" على هذا الكلام بالقول: "من شأن تلميح وارن أنه من الممكن ألا تكون الولايات المتحدة الأمريكية معارضة بالكامل للهجوم الروسي على حلب، إنه يعطي موسكو حجة لتجديد وجودها العسكري داخل سوريا بعد أكثر من شهر على إعلانها الانسحاب من النزاع".

وبعيداً عن زلّات اللسان، والتلميحات، فإن الوقائع على الأرض، لها رأي آخر، فمن البديهي أن "الهدنة" المفترضة أعطت فرصة لقوات النظام التقدم في بعض المناطق كتدمر وأرياف حمص، بسبب عدم شمول الهدنة تنظيم الدولة، إلا أن ذلك من المحتم أنه كان سبباً في التقاط الأنفاس وتجميع القوى، لاستكمال ما تم إنجازه قبل أشهر في حلب وريفها الشمالي، وخاصة مع وجود النصرة "فزاعة" النظام أمام الرأي العام.

وما حدث منذ 3 أيام في حلب، وحتى الآن، وفي الغالب سيستمر أياماً أخرى، ما هو إلا مقدمة للسيناريو الذي يرى مراقبون أنه أعدّ سلفاً بين الولايات المتحدة وروسيا، لإخضاع كتائب الثوار على الأرض، والضغط باتجاه عدول المعارضة عن قرار تعليق المشاركة في جنيف.

وحتى ذلك الوقت يدفع السوريون في حلب الثمن، حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى، خلال الأيام الثلاثة الماضية، في المدينة التي اشتعلت جمع مناطقها تقريباً بالقصف سواء كان الجوي أو المدفعي.

التعليقات (4)

    سوري حر

    ·منذ 8 سنوات أسبوعين
    امريكا العنف من روسيا لانها تلعب على الحياة ليس على الحبلين هذا حياة شعب يقتل كل يوم ويشرد في كل مكان والله امريكا وايران حليفتان ضد الشعب السوري ضدد العرب السنة فقط أمريكا تريد ان يبقى بشار لانه ليس له بديل على مر التاريخ وحرب حلب قاب قوسين في هذا الشهر القادم وكيري اكبر عميل لايران واوباما شيعي الاصل وكفان عذاب وقهر الله يعين هذا الشعب المسكين علاقن من جميع الجنسيات عليه والله ناصرنا انشاء الله غصب عن أمريكا وروسيا وايران

    الجهني

    ·منذ 8 سنوات أسبوعين
    لاشك ولا ريب أن ثمة تنسيق بين الأمريكان والروس في القضاء على الثورة السورية وليس هذا فحسب بل ان الرؤس استلموا الثمن مقدما من العدو الصهيوني في مقابل الدفاع عن النظام السوري منذ اندلاع الثورة السورية

    سوري

    ·منذ 8 سنوات أسبوعين
    جيد جدا هالحكي الحمدالله

    ابو العبد

    ·منذ 8 سنوات أسبوعين
    حلب تدمر على رؤية ومسمع الدول الإسلامية والعالم كله يتفرج على مسرحية المفاوضات وجثث الأطفال والنساء لكن الله قادر على كل شي
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات