من هو داوود أوغلو وكيف وصل لزعامة حزب العدالة والتنمية؟

من هو داوود أوغلو وكيف وصل لزعامة حزب العدالة والتنمية؟
اعتبر مراقبون قرار رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو عدم ترشيح نفسه لرئاسة حزب العدالة و التنمية في المؤتمر الاستثنائي المزمع عقده في الـ 22 من الشهر الجاري،  في أعقاب التوترات بينه وبين الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، أبرز قرار سياسي يتخذه في تاريخه منذ أن دخل معترك الحياة السياسية عام 2002.

داوود أوغلو

ولد داود أوغلو في 26 شباط (فبراير) 1959 في كونيا في وسط تركيا، و أكمل دراسته الثانوية في المدرسة الألمانية الدولية في إسطنبول، ثم تخرج سنة 1983 من كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية من جامعة البوسفور في تخصصي الاقتصاد والعلوم السياسية.

نال شهادة الماجستير في الإدارة العامة والدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من الجامعة ذاتها.

وعمل بداية من العام 1990، أستاذاً مساعداً في الجامعة الإسلامية الدولية في ماليزيا، التي أسس فيها وترأس قسم العلوم السياسية الى العام 1993، وعمل من بعدها أستاذا مشاركا.

وبين العام 1995 والعام 1999، علّم في معاهد ومؤسسات تابعة لجامعة مرمرة، وهي معهد دراسات الشرق الأوسط، ومعهد البنوك والتأمينات وبرنامج الدكتوراه في قسم الإدارة المحلية والعلوم السياسية، وشغل في الفترة ما بين العام 1998 والعام 2002 منصب متحدّث زائر في الأكاديمية العسكرية وأكاديمية الحرب.

حياته السياسية

بدأت مسيرة أحمد داوود أوغلو في ميدان السياسة عام 2002 كمستشار لرئيس الوزراء التركي أردوغان، ليصبح وزير خارجية تركيا عام 2009 ، وتميز أداءه السياسي بالحيوية والنشاط وإخلاصه لنظريته عن "صفر مشاكل" التي ارتبطت باسمه، وبفضلها استعادت تركيا دورها الإقليمي والدولي وتحولت لمركز ثقل إقليمي في المنطقة والعالم.

بعد انتخابات 2002، عُيّن كبير مستشاري رئيس الوزراء آنذاك والرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ثم أسند إليه منصب سفير متجول في العام 2003.

تولّى في الأول من أيار (مايو) 2009 منصب وزير الخارجية في الحكومة الستين لجمهورية تركيا.

كان واحد من أبرز من ناب عن الحكومة التركية خلال الدبلوماسية المكوكية للتسوية بين إسرائيل وقطاع غزة في العام 2008.

نشر داود أوغلو، المتزوج والأب لأربعة أبناء، العديد من الكتب والمقالات في السياسة الخارجية باللغتين التركية والإنكليزية، وترجمت مؤلفاته إلى العديد من اللغات كالعربية واليابانية والبرتغالية والروسية والفارسية والألبانية.

اختارته مجلة "فورين بوليسي" في العام 2010 ضمن أهم مائة مفكر في العالم، باعتباره أحد أهم العقول التي تقف وراء نهضة تركيا الحديثة. وفي العام 2011، اختارته المجلة أيضاً هو وأردوغان ضمن القائمة لدورهما في التفكير في دور جديد لتركيا في العالم والعمل على تحقيقه.

حزب العدالة و التنمية

اختار أردوغان داوود أوغلو ليخلفه في رئاسة حزب العدالة والتنمية، عقب انتخابه رئيسا للبلاد في 2014، حيث تم انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وفاز أوغلو بعد حصوله على 1382 صوتا بالانتخابات التي جرت الأربعاء 27-8-2014 خلال المؤتمر العام الاستثنائي للحزب الذي يقود تركيا.

ويطلق البعض على الحزب وسياساته لقب العثمانيين الجدد وهو ما أقره الحزب من خلال في 23 شباط 2009 في لقاء مع نواب الحزب: إن لدينا ميراثا آل إلينا من الدولة العثمانية".

و أضاف "إنهم يقولون هم العثمانيون الجدد نعم نحن العثمانيون الجدد. ونجد أنفسنا ملزمين بالاهتمام بالدول الواقعة في منطقتنا. نحن ننفتح على العالم كله، حتى في شمال أفريقيا. والدول العظمى تتابعنا بدهشة وتعجب. وخاصة فرنسا التي تفتش وراءنا لتعلم لماذا ننفتح على شمال أفريقيا. لقد أعطيت أوامري إلى الخارجية التركية بأن يجد ساركوزي كلما رفع رأسه في أفريقيا سفارة تركية وعليها العلم التركي، وأكدت على أن تكون سفاراتنا في أحسن المواقع داخل الدول الأفريقية." أتى ذلك في إطار تخصيص أوغلو بالذكر لفرنسا وساركوزي لرفض الرئيس الفرنسي بشدة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

مواقفه من الدول العربية

برز موقف تركيا عموماً وموقف أوغلو خصوصاً من الثورة السورية حيث دعا مراراً إلى التهدئة ووقف القصف ضد المدنيين كما ورد في تصريحاته بأن تركيا لن تسمح بتقسيم المنطقة مجددا على نهج سايكس بيكو، وأنها ستتصدى لمحاولات إضعاف تركيا وإسكاته.

كما بقي الهدف الرئيسي والثابت للسياسة التركية في سوريا يكمن في رحيل الأسد وطالب رئيس الوزراء التركي في الآونة الأخيرة بأن يتحمل النظام مسؤولية المذابح التي قامت بها بحق شعبه في السنوات الماضية وأن يُقدم للمحاكمة.

كما أنه مع انطلاق الربيع العربي رحبت تركيا بالثورات ضد الطغاة ورأت فيها تطوراً طبيعياً وظاهرة يجدر دعمها وتبنيها ولكن ما جرى في سوريا أثبت أن الانتقال السلمي كالذي حدث في مصر وتونس بعيد المنال، وكانت لحظة فارقة في السياسة الخارجية التركية.

وجاء موقف تركيا الداعم بقوة للشعب السوري وثورته النبيلة في وجه النظام بما يخالف شكلياً نظرية أوغلو عن صفر مشاكل، لكنه بيّن أن النظام الذي يقوم بقتل مواطنيه بالجملة لا يمكن أن تتهادن تركيا معه، وأنها ستصطف مع الشعب وليس مع الحكومة التي فقدت شرعيتها نتيجة لأفعالها. وهكذا أصبحت نظريته تفهم بشكل أوسع على أنها "صفر مشاكل مع الشعوب".

في السياق ذاته برز الدور التركي بقوة في ملف الصراع (العربي -الإسرائيلي)، ودخلت بقوة في ملف المفاوضات بين إسرائيل وكل من سوريا والفلسطينيين، وتميزت مواقف تركيا بالقوة والانحياز للمفاهيم الانسانية في تقييمها لأداء الأطراف فكان موقفها مبدئياً وقوياً إلى جانب الفلسطينيين في غزة.

كان أوغلو واعياً للضغوط التي ستتعرض لها تركيا بسبب موقفها، فأكد في أكثر من مناسبة أن "الحكومة التركية ستواصل وقوفها إلى جانب الشعب السوري"، وأضاف في في كلمته خلال المؤتمر الثاني للمجلس التركماني السوري بالعاصمة التركية أنقرة في 10-5-2014 "أنهم مهما ضغطوا وتآمروا علينا، سنواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوري بكل إمكانياتنا حتى يحقق نضاله المشرف.

التعليقات (3)

    ياسر

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    أحمد داوود اوغلو مدرسه في السياسه والاخلاق والانسانيه سيذكر التاريخ انه في زمن المصالح وتجار الدم هناك رجالا وقفو مع الحق ونصرو الشعوب

    ابو محمد

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    بصراحة موقف أي بقال تركي محترم أفضل عمليا من المواقف العملية لاوغلو نحو المشكلة السورية فهو حافظ على سياسة صفر مشاكل حتى مع المسالة السورية و اي شخص يخلفه سيكون افضل منه لانه لم يفعل شيئا اصلا و كان الله في عون السوريين و المسلمين و الله يحفظ خادم الحرمين الشريفين

    ابو معروف

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    اخي العزيز جزاك الله كل خير ، وانت تكن الولاء لحكام السعودية وبلاد الحرمين ، انه وكما تملم فمن الحق والخلق الاسلامي أنصاف الرجال ، هذا رجل وفي أيامنا هذه من هو مثله قليل بل نادر ، والكل يعلم انه قدم لتركيا والسوريين وغيرهم الكثر وأكثر مما قدمته كبرى الدول العربية ، ورغم خلافه مع اردوغان لم يتفوه بكلمة خطاء بحق اردوغان ، وهذا لا يقدر عليه الا المخلصين من الرجال
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات