غياب المراكز التعليمية والجامعات تدفع الشباب الكردي للهجرة

غياب المراكز التعليمية والجامعات تدفع الشباب الكردي للهجرة
تعتبر هجرة العقول والأدمغة  والكفاءات من بين ابرز المشاكل التي تعانيها المنطقة الكوردية على الرغم من الهدوء النسبي الذي تتمتع به, وتتسبب في إحداث شرخ كبير بين العرض والطلب سواء في الجهات التعليمية أو المراكز الخدمية.

 وفي ظل غياب المراكز التعليمية من الجامعات وغيرها, يبقى السؤال الأبرز حول عمل المجالس الكوردية وعدم الحصول على مكاسب من علاقاتها مع الدول الأجنبية ومراكز القرار فيما يخص مستقبل الطلبة الكورد في سوريا.

في ظل غياب أي إحصائيات رسمية لهجرة الجامعيين والكفاءات, فإن الفراغ الحاصل نتيجة هذه الهجرة تبين أن المنطقة باتت شبه فارغة من أغلب العقول وأصحاب الشهادات العليا.

في هذه الأثناء فإن المجلس الوطني الكوردي - ائتلاف يضم أحزاب وتنسيقيات وشخصيات كردية مستقلة-الذي تأسس نهاية العام 2011 بعد انطلاقة الثورة السورية بأشهر, لم يستطع بلورة تواصله مع أغلب عواصم القرار الدولية.

كما لم يستفد من ال125 دولة المعترفة بالمجلس على حد زعمه, لكنه يكتفي بتحديد أسباب الهجرة على أنها بسبب سياسات الإدارة الذاتية من تجنيد إجباري وغيرها. في المقابل فإن الإدارة الذاتية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي بالتحالف مع قوى وشخصيات عربية ومسيحية بداية العام 2014, تصر على أنها في حالة حرب مع تنظيم داعش ولا يمكنها القفز فوق هذه المشكلة.

لكن المجلس الكوردي ينضم تحت الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية, والذي أستطاع أن يؤمن مستقبل عشرات الآلاف من الطلبة الجامعيين من مختلف المناطق السورية, ومختلف المراحل الأخرى للمقيمين واللاجئين في تركيا, إضافة إلى الاستفادة من المنح المقدمة من الدولة التركية للطلبة, وهو ما يثير الاستفسار عن سبب عدم استفادة الطلبة الكورد من تلك المنح.

فالمجلس  اكتفى بالأعتماد على جامعات إقليم كوردستان وسط الأزمة التي يعاني منها الإقليم, مع ذلك أعلنت مؤخراً وزارة التعليم العالي في إقليم كوردستان العراق, وبالتنسيق مع اتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي الكوردستاني –روج افا – وهو تجمع طلابي شبابي تأسس في هولير نهاية2013 يضم خليط من جميع التوجهات السياسية والدينية والقومية في المناطق الكوردية- الإعلان عن قبول 263طالباً للفرعين الأدبي والعلمي في جامعات الإقليم للمرحلة الجامعية الأولى.

تعتبر فئة أصحاب الشهادات والدراسات العليا في المناطق الكوردية، الفئة الأكثر معاناة من البطالة، ويعود ذلك على كون اليد العاملة الرخيصة هي المفضلة, خاصة في ظل غياب أي مركز بحث علمي في المنطقة الكوردية.

و تبقى جامعة الفرات قسم الحسكة هو المركز الوحيد, وهو مركز مفتقد لأبسط مقومات البقاء أو العمل البحثي الناجح, بدأً من البنية التحتية المعدومة؛ ووصولاً إلى هجرة أغلب حملة الماستر والدكتوراه بسبب غياب الرواتب وعدم الاهتمام بهم.

وفي ظل استمرار الخلافات البينية الكوردية  فإن الإرادة السياسية بالاهتمام بمصير ومستقبل الطلبة لا يزال مفقوداً, وخاصة أن معظم الأطراف الكوردية ومنذ 2011 لم تصرف (200) ألف ليرة سوريا على قطاع التعليم خاصة الجامعي.

وسط حالة اللامبالاة التي يعانيها الطلبة الكورد, وبشكل خاص أصحاب الكفاءات العلمية, فإنهم يجدون أنفسهم ملزمين ومجبرين على امتطاء إحدى بلمات الموت, واللجوء إلى أوربا على أمل العثور على فرصة إتمام تحصيلهم العلمي.

وتبقى ظروف المعيشة وصعوبة الحياة هناك السبب بدفع العديد منهم لترك التعليم والجامعات اللجوء إلى المطاعم وغيرها لتأمين لقمة العيش, وإن حصلوا على ما يريدون فإنهم مُلزمين بالعمل للدولة التي أسست بنيان شخصياتهم وقدمت لهم العون للوصول إلى المراتب العليا وباتوا منخرطين ومندمجين في المجتمع الجديد.

وفق حالة الخصام الغير مُعلن بين الأطراف السياسية الكوردية على اختلاف مشاريعها, والنخب السياسية والعلمية والفكرية والثقافية الكوردية, فإن حالة البؤس والفقر والحرمان والتجهيل, هي من أبسط النتائج المتوقعة والمأمول تحقيقها من قبل أطراف تسعى لفرض واقع الأمية والجهل بين الكورد سواء بسبب سياساتهم, أو لامبالاتهم، أو عدم الاهتمام بملف الطلبة والكفاءات الكوردية وعدم طرحها في أي محفل أو اجتماعات, وما أكثر هذه اللقاءات والوعود والاهتمام الدولي بهم على حد زعمهم.

التعليقات (12)

    العراك

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    الكاتب في واد و الحقيقة في واد السبب هو تصرفات ال ب ي د من تجنيد إلزامي لشباب الكردي لقتل إخوانهم من السوريين وهذا أمر معروف فالشمس ﻻ تختفي وراء الغربال فكل شاب كردي عنده شرف وأخﻻق فضل الهجرة على أن يكون من مجرمي ال ب ي د وهذا الشباب سيعود ليسحق ال ب ي د تحت أقدامه ويصحح بوصلة الأكراد

    بني الكرد

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    إن لم ترحمكم السماء لن ترحمكم الأرض فطالما حرمتم من حريتكم ولغتكم وثقافتكم ووطنكم فهذا يعني أن لا السماء ولا الأرض سيرحموكم، فما عليكم إلا الوحدة والنضال والكفاح لتحصلوا على حريتكم ووطنكم كي تستطيعوا العيش الكريم كباقي الأمم، فلا البعث أنصفكم ولا المعارضة ستنصفكم فتوحدوا وتابعوا نضالكم وإن لم تفعلوا ذلك فلا تحلموا بالعطف من أحد.

    الخوف

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    السؤال هو لماذا لا يهتم الاقليم الكورد بمستقبل طلبة الدراسات العليا ولماذا فعلا الكورد لا يستفيدون من منح الدراسات العليا في تركيا والاهم لماذا لا يستغل المجلس الكوردي علاقاته مع العالم بكل تأكيد قيادات المجلس يخشون من المثقفين والمفكرين والكتّاب فيكف بحملة الدراسات العليا

    احمد العربي

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    الائتلاف ينظر لكل السوريين علئ انهم سوريين وكل الذين يدعمهم الائتلاف لا يفرق بين كردي وعربي اما انتم ايها الفرس اقصد الاكراد الفرس لا تتحدثون عن الجزيرة الا علئ انها كردية. يكفي تزوير يكفي نسبة العرب في محافظة الحسكة اكثر من الاكراد بكثير فنسبتكم يا اكراد فقط 23 بلمية ونسبة العرب 60 بلمية بس لو مرة واحدة يعملوا احصائية دولية لنشوف نسبة الاكراد باجزيرة ايها الفرس المزورون العنصريون الانتهازيون شبيحة بشار الاسد

    متشكك

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    لا يمكن تصديق أكذوبة أن ال ب ي د قام أو يقوم بتدريب الشباب الكردي على قتل السوريين بل لحماية الكرد من قتل السوريين لهم، لما هاجمت داعش الكرد السوريين لم يدافع عنهم السوريون بل ال ب ي د والبيشمركة رغم أنهم سوريون، فالخطر لا يأتي من الكرد بل من المنظمات الطائفية التي تدعي تحرير سورية من النظام المجرم وترفع شعارات متطرفة لا علاقة لها بالحرية والتحرير والديمقراطية، من الأفضل تحلي الإنسان بالواقعية والصدق لأن حبل الكذب قصير

    حسين حسين

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    ليس هناك في الحقيقة شي اسمه مناطق كردية انما مناطق يقطن فيها الاكراد وهي بلواقع والارقام ذات غالبية عربية مسبحية وخاصة محافظة الحسكة وانا اظالب باجراء احصائية دولية من اجل ان يقتنع الحمقئ من الاكراد الذين يريدون ان يغطوا الشمس بغربال نعم يوجد اكراد في محافظة الحسكة لكن كم نسبتكم واين العرب والمسيحية السريان كغاكم جنون واوهام قومية فعلا صرعتونا ايها الاكراد لقد جئتم من جبال زاغروس الفارسية الئ المنطقة وتريدون تزوير التاريخ والهوية

    عبد

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    الوضع في المناطق الكردية تابعة للوضع السوري العام....لا يوجد انتاج حقيقي غير القمح والشعير والعدس....تصور حتىالخيار...والبندورة..لم يفلح الكرد بالنجاح فيها... فكيف تتحدث عن امور كالتعليم..والمرافق الاخرى...قامشلي...ستموت لا سمح الله ان ماتت حلب..او دير الزور...او...اي محافظة كبيرة بسورية..وعمم ذلك..في مجالات الحياة المختلفة...الكرد متخلفون..للعظم.. والازمات هي المحك...مناطقهم غير كوباني لم تشهد كالداخل السوري حروبا ومع ذلك...انظر لمعيشة الناس بالقامشلي...تصورو..البطاطا اصبح حلما... وين رايحين؟

    كردي حر

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    المشكلة انه طفرة حتى يطّلع واحد كردي متعلم والكل عّم يهاجر لانه متبقي مكان للعمل في المناطق الكردي وتدني العملة السورية اثر على نفسية الشباب

    عويمر

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    يعجبني في هذا الكاتب اصراره على الأغاليط في كل ما يكتب بدون ملل ولا كلل. فغياب المراكز التعليمية والجامعات كما تدعى ينطبق أيضا على العرب وغيرهم في تلك المنطقة، وهم أكثر من الكرد . ولم يدفعهم ذلك إلى الهجرة. ولكنني أنا أقول لك لماذا يهاجرون. يهاجرون لأنهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم غير سوريين وأنهم لا يشعرون بالإنتماء لهذا البلد كونهم مهاجرين أو متسللين إليه مؤخرا من تركيا وغيرها. وكما قال الشاعر: ومن أخذ البلاد بغير حرب - يهون عليه تسليم البلاد.

    روجافا

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    العراك هل الداعش أصبح فيدي عينك الشعب السوري الحزب ب ي د يحارب الداعش والإرهاببين لولا القوات الحزب ال ب ي د لكن مصير الشعب الكردي في السورية مثل شنكال

    روجافا

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    المجلس الوطني الكوردي الفاشل هو يشجع الشباب الكورد إلى هجرة

    روجافا

    ·منذ 7 سنوات 11 شهر
    لا وجود لعرب كان في السورية قبل الإسلام ولا وجود لعرب في حسكة قبل النظام الاسد قام النظام بتعريب المناطق الكردية بحجة الحركة التصحيحية بتوزيع الأراضي الكورد على العرب التي أتت بهم من مسكنة ومناطق أخرى من السورية
12

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات