تعرف على أبرز ردود الأفعال عقب قرار "أوغلو" بالتنحي

تعرف على أبرز ردود الأفعال عقب قرار "أوغلو" بالتنحي
أثار قرار رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" يوم أمس الخميس بالتنحي عن رئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وبالتالي عن رئاسة الوزراء، ردود أفعال متباينة في داخل تركيا وخارجها، حيث وصف زعيم أكبر الأحزاب السياسية المعارضة في تركيا ما حدث يوم أمس بأنه "انقلاب"، وسط توقعات بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في تشرين الأول أو تشرين الثاني المقبلين، بينما اعتبرت الولايات المتحدة أن تنحّي "داوود أوغلو" لن يؤثر على التعاون مع تركيا ضد تنظيم "الدولة الإسلامية (داعش).

"انقلاب القصر"

فقد أعرب رئيس حزب الشعب الجمهوري "كمال كليجدار أوغلو زعيم أكبر الأحزاب السياسية المعارضة في تركيا، عن أمله في أن يعود قرار رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" حول إجراء مؤتمر عام استثنائي لحزب العدالة والتنمية، بالنفع للبلاد، وذلك  عقب إعلان الأخير عدم ترشحه لرئاسة الحزب مجدداً خلال المؤتمر الاستثنائي الذي سيعقد في 22 أيار الجاري.

وشكك "كيليتشدار أغلو" في مؤتمر صحفي بأن يكون "داوود أغلو" ترك منصبه بإرادته، مشيراً إلى أن خطاب رئيس الوزراء يوم أمس كان "وداعياً عاطفياً".

ووصف زعيم أكبر الأحزاب السياسية المعارضة في تركيا ما شهده البلاد يوم أمس بأنه "انقلاب القصر"، معتبراً أن "داوود أغلو"  وصل لمنصب رئاسة الوزراء مرتيّن بشكل ديمقراطي ووفقاً للإرادة الشعبية، ولكنه غادر بإرادة شخص واحد، في إشارة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وانتقد "كيليتشدار أغلو" قبول معظم أعضاء حزب "العدالة والتنمية" لهذا "الانقلاب" دون مقاومة، مستدركاً في المقابل، أن حزبه لن يسمح بتأسيس "حكم ديكتاتوري في تركيا".

استحقاقات النظام الرئاسي 

في هذه الأثناء، قال "محمد علي كولات" رئيس مؤسسة "ماك دانيسمانليك" لاستطلاعات الرأي التي تعتبر مقربة من أردوغان إنه "من الآن فصاعداً، جدول الأعمال الوحيد لتركيا هو النظام الرئاسي والانتخابات المبكرة"، متوقعاً إجراء هذه الانتخابات في تشرين الأول أو تشرين الثاني المقبلين.

والانتخابات المبكرة

وبموازاة ذلك، رجحت مصادر في المجلس التنفيذي لحزب العدالة والتنمية الحاكم لوكالة رويترز "إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في الخريف"، يكون الهدف منها الفوز بثلثي مقاعد البرلمان البالغة 550 مقعداً للسماح للحزب بتغيير الدستور دون حاجة لإجراء استفتاء"، حيث سيمثل ذلك زيادة في عدد مقاعد الحزب بمقدار 50 مقعداً عن العدد الحالي البالغ 317 مقعداً.

وشدد المصادر على أن "أردوغان سيتحرك بسرعة، وسيحاول الوصول إلى أغلبية كافية لتحقيق الرئاسة التنفيذية، وسيتم تشكيل هيكل حزبي واختيار قيادة لتحقيق ذلك"، مؤكداً أن "أردوغان لا يريد خسارة المزيد من الوقت".

العلاقات التركية الأمريكية

إلى واشنطن، حيث أثنى البيت الأبيض أمس الخميس على رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، واصفاً إياه بأنه "شريك جيد للولايات المتحدة"، مشيراً إلى أنه لا يتوقع أن يؤثر تنحيه على العلاقات التركية الأمريكية فيما يتعلق بقتال تنظيم "الدولة الإسلامية".

الطريق إلى أوروبا

إلى ذلك، تخوف سياسيون من الائتلاف الحاكم في ألمانيا من أن يكون تنحّي "أوغلو" هو بمثابة تمهيد الطريق أمام "أردوغان" ليحكم بشكل مطلق.

وعبّر "يورجن هارت" المتحدث باسم الشؤون الخارجية في "حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، الذي تتزعمه المستشارة "انغيلا ميركل"، عن قلقه من تنحّي داود أوغلو.

وأشار "هارت" إلى أن "تركيا ستقرّر بنفسها ما إذا كان مسارها المستقبلي سيقود إلى أوروبا، أو إلى مزيد من العزلة".

من جهته، رأى "نيلز أنين" مسؤول الشؤون الخارجية في "الحزب الديمقراطي الاشتراكي"، الشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي، أن " أردوغان سيتمكّن الآن من المضي قدماً في خططه لتعديل الدستور دون أي معارضة من رجال حزبه".

يشار هنا أن ألمانيا تتابع عادةً الشؤون التركية عن كثب، كونها الشريك التجاري المهم لأنقرة، ويقيم فيها حوالي ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي.

خطاب الوداع

وأعلن داوود أوغلو خلال مؤتمر صحافي، أعقب اجتماعاً للهيئة التنفيذية للحزب الحاكم، بكى فيه بعض أعضائها، أن حزب "العدالة والتنمية" سيعقد مؤتمراً طارئاً يوم 22 أيار، لانتخاب رئيس جديد له، مؤكداً أنه لن يترشح لمنصب رئاسة الحزب، وذلك بعد أسابيع من توتر العلاقة مع أردوغان، ومحاولة الأخير الحد من صلاحيات رئيس وزرائه داخل الحزب.

عدم ترشح داود أوغلو (57 عاماً) لرئاسة الحزب تفقده تلقائياً منصبه كرئيس للوزراء، لأن النظام الداخلي للحزب ينص على أن يتولى رئيس الحزب رئاسة الحكومة،ومن المرجح أن يكون خلفه أكثر استعداداً لتأييد مسعى أردوغان لتغيير الدستور بغية إقامة نظام رئاسي.

وفي خطاب دافع فيه عن سجله، مع تجديد ولائه لـ"أخيه" أردوغان، أكد داود أوغلو أمس أنه حافظ على الحكومة والحزب "خلال فترة مضطربة"، متعهداً باستمرار الحكومة "القوية" بقيادة "العدالة والتنمية".

وأكد داود أوغلو أن اختصار فترة رئاسته للحكومة لم تكن باختياره، بل طبحكم الضرورة"، مضيفاً أنه لا يحمل "أي أحقاد"، داعياً حزب "العدالة والتنمية" الذي يحكم تركيا منذ العام 2002 إلى البقاء "متحداً".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات