إنهم لا يمثلوننا

إنهم لا يمثلوننا
تحت شعار "إنهم لا يمثلوننا" أعلن الشعب الفلسطيني بمختلف تجلياته ومرجعياته وشرائحه المعرفية والسياسية والاجتماعية والحزبية، موقفه الواضح والصريح والنهائيّ ممَّنْ راودت لهم أنفسهم إدارة الظهر للدم السوريّ المقدس، وتسللوا بليل غادر مقترفين زيارة أشبه بالفضيحة لقصر الطاغية في دمشق.

إنَّ من لا يرى ضيماً ولا عيباً، بركوب سماء الحرية العالي نحو أعتى وكرٍ على وجه البسيطة الآن، من أوكار معاداة الحرية والكرامة وقتل أسباب الحياة لدى شعب طالما عشق الحياة، وطالما تمسك بها وبمختلف أشكالها وألوانها ومعانيها ومسراتها، هو بالتأكيد لا يمثل شعباً حُرَّاً، يعشق الحرية هو الآخر، وينحاز في كل مّرَّةٍ، وعند كل مفصلٍ تاريخيٍّ وحضاريٍّ للحياة.

بأسماء ليست لامعة، وليلٍ غير دافئ، وقدر لا يمكن غض الطرف عنه من التبجح والوقاحة وقلة الحياة من دم الشهداء، وأهالي الأسرى والمعتقلين، وتعب المشردين الهاربين من جحيم البراميل باتجاه أربع جهات الأرض، شدّ الأربعة المارقون عن وجدان الشعب الفلسطيني على ركايب ليست أصيلة، فالركايب الأصيلة تحرن إن فرض عليها درباً بطعم الخيانة، ومقصداً بطعم الجريمة، وقصراً مشيداً فوق جماجم المقهورين.

الركايب ليست محنطة مثل ضمير هؤلاء، وهي غير مسيّرة مستسلمة لأوامر عنترة، مرهونة لتوعدات الوليّ الفقيه، منتظرة لعطاياه التي من وعودٍ زائفةٍ وتحريرٍ وهميٍّ وقسمٍ بزوال الكيان، وعناوين صار يضجر منها شعبنا الفلسطيني الحر الأبي: شعارات المقاومة والممانعة الممجوجة البائسة.

التغريبة الفلسطينية ليست نبتاً حراماً يا مراد السوداني ورشاد أبو شاور وخالد أبو خالد ووليد أبو بكر، وبصراحة أنا لا أورد أسماءكم هنا لتكريمكم، ولكن لتعريتكم، وكي يعرف أبناء شعبنا في فلسطين والشتات أسماء من ارتكب (العيبة) وجلس في أقبية العار.

يقول الكاتب الفلسطيني زياد بركات: "تستطيع أن تغمض عينيك عن القباحات لكن هذا لا ينفي وجودها، ومن هذه زيارة وفد من الكتاب الفلسطينيين، ليس بينهم كاتب كبير فعلًا، إلى دمشق ولقاؤهم مع السيدة نجاح العطار نائبة الرئيس. ثمة فضيلة مستترة هنا لا بأس من الإشارة إليها، فالسيدة على قيد الحياة وما زالت في منصبها،  وهي كسيدها تحتاج إلى ذخيرة ما لتؤكد أن "الدولة" ما زالت تعمل على النسق ذاته الذي أرساه الأب حافظ الأسد، وذروة عملها كالعادة استقبال الوفود التي تبايع أو تنشد الحكمة، وكانت زيارة الروائي رشاد أبو شاور ووليد أبو بكر ومراد السوداني وخالد أبو خالد فرصة لـ نجاح العطار لتعرف وتتيقن بأن نظامها يقف سدًا منيعًا في وجه الظلام والظلاميين، وأنه ما زال عنوانًا للممانعة!".

هذا رأيٌ حرٌ لا لبس فيه، وهو رأيٌ لا ينتظر صكوك غفرانكم أيها المخجلون، ولا يتطلع لمباركة من أي نوع يمنحه إياها (آية الله) والمعروف أن آيات الله كثيرة ومنها أن ترى المسوخ فتشكره على نعمائه أن خلقك على أحسن تقويم.

فيما حلب ما تزال تحترق بأدوات الخسة والجريمة المتسلحة بها تماماً عصابة النظام، ومن ورائها عصابات موسكو، يجلس الأربعة مع واحدة من مسوغي الجريمة، ويقبلون إجراء زيارة بكل هذه النذالة والبؤس الدلاليّ والقيميّ والأخلاقيّ والمعرفيّ!

وفيما حلب الضاربة جذورها في أعماق التاريخ والحضارة، يقصفها من زاروه بوحشية غير مسبوقة، ويدمر مستشفيات ويَقتل أطباءً وأطفالًا ومدنيين على مرأى من العالم كله، وتحديدًا الولايات المتحدة التي لم تَر في الأمر ما يستحق إقامة مناطق آمنة، يتحدثون مع رموز القاتل وخدَمِهِ البائسين، ويتناقشون، ولعلهم، تطرقوا لروعة قاسيون، ورمزية الياسمين، وقصائد درويش حول الشام الدمشقية الجميلة!!!

لكم الغرف المغلقة، ولنا فضاء الحرية العالي.. وروابي الشرف الرفيع.. حيث عاركم أعجز من أن يمسه.

أعلن، كما أبناء شعبي جميعه، براءتي منكم، وخجلي من عاركم، ورفضي تأييدكم الدكتاتور، أما توزيعكم الشهادات المجانية حول من هو وطنيّ ومن هو عميل، فهي بصراحة لا تعنيني بأي حال من الأحوال، وإن التغريبة السورية التي فاقت عشرات المرات تغريبتنا الفلسطينية الممتدة، ستلقي بكم إلى حفر النسيان، لأنها تغريبة ليست حقودة، وهي تستمد صمودها من صدق الناس الغلابا، ومن فطرة الأرواح النقية في كل زمان وكل مكان.. أما أنتم، فموتوا بعاركم فهو لكم وحدكم.. حيث أنكم لا تمثلوننا..

أما فلسطين الحبيبة الحزينة المكلومة بمن هم من أمثالكم، فهي تصرخ غضبانة بكم وبمن عرجتم وصولاً لأبواب حرسه المدجج بالكراهية: يكفي متاجرة باسمي.. سئمتكم.. وسئمت أسيادكم في قم وجحور دمشق والضاحية.

التعليقات (4)

    احمد ابو فرح

    ·منذ 8 سنوات أسبوع
    مقال جميل .. سلمت اياديكم.. ادام الله الاخوة بيننا وبينكم يا شعب سوريا.. اهل الصدق والرباط .. ونصركم على من عاداكم..

    ابو عمر

    ·منذ 8 سنوات أسبوع
    بارك الله بك وبأمثالك الشرفاء الوطنيين حقا و اللهي التاريخ يسجل كل شيء ولن نرحم من تآمر علينا نحن السوريين و أشقاؤنا الفلسطينيين ولسوف ينتصر الحق باذن الله تعالى وان غدا لناظره قريب

    حسان

    ·منذ 8 سنوات أسبوع
    بارك الله فيك ونصركم ونصرنا على جميع الظالمين

    tripone

    ·منذ 8 سنوات أسبوع
    ربنا يحيي اصلك
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات