وعبرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية بينها الصليب الأحمر ع عن قلقها على مصير عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين بالفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة منذ منتصف 2014.
قتلى الميليشيات الشيعية
من جهة ثانية استقبل مستشفى الكاظمية العام شمال غرب بغداد العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الجيش و"الحشد"، واحتل "حزب الله" ومليشيا "الخراساني" الصدارة بواقع 66 قتيلاً وجريحاً في الساعات الثماني والأربعين الماضية.
وكشف مصدر عسكري عراقي، لـ"العربي الجديد"، أن ضباطاً أميركيين عقدوا اجتماعاً مع قادة الجيش برئاسة الفريق قائد قوات الجيش عبد الوهاب الساعدي، على خلفية تصاعد عدد الضحايا المدنيين بفعل انتهاكات مليشيات "الحشد" وقصفها العشوائي أحياء الفلوجة السكنية.
ووفقاً للمصدر ذاته، فإن "الأميركيين أبلغوا قيادات الجيش بضرورة توقف المليشيات عن عمليات القصف واعتراضهم للهاربين من أهل الفلوجة واقتياد الرجال إلى سجون خاصة بها، أو أن واشنطن سترفع غطاءها الجوي عن المعركة"، لافتاً إلى أن "الاجتماع استمر لثلاث ساعات ولم يتم التوصل لأي اتفاق حتى مساء أمس".
وفي تطور اعتُبر نكثاً من رئيس الوزراء حيدر العبادي لتعهدات قطعها لقيادات سنّية بعدم إشراك "الحشد" وإبعاد الحرس الثوري الإيراني عن الفلوجة خوفاً من عمليات قتل وتفجير وسرقة تنفذها تلك العناصر، وصل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري قاسم سليماني إلى مشارف الفلوجة الشرقية أمس الثلاثاء، واستقر في قاعدة المزرعة التي كانت منتجعاً سياحياً قبل الاحتلال الأميركي للعراق، واطلع على سير المعارك وعقد اجتماعاً مع قيادات المليشيات العراقية وضباط في الجيش العراقي.
الانتقام من المدنيين
ونشرت مليشيا "أبو الفضل العباس" صوراً لسليماني وهو يجتمع مع قادة المليشيات المتواجدة بمحيط المدينة. واعتبرت قيادات سنّية عراقية أن وصول سليماني ومشاركة المليشيات وأفراد الحرس الثوري في المعركة، بمثابة نكث العبادي بوعوده.
وقال عضو جبهة الحراك الشعبي العراقي محمد عبدالله، إن وصول سليماني يؤكد أن العبادي لا كلمة ولا عهد له ونكث بوعده السابق، معتبراً أن "فاتورة الانتهاكات سترتفع، كما أن وجوده يعني تأزماً طائفياً جديداً في العراق". من جهته، قال الشيخ فدعم العيساوي، أحد زعماء عشائر الأنبار، إن "المليشيات جاءت لتنتقم، لا لتحرير الفلوجة".
التعليقات (2)