لكن يحق لنا أن نحذر السوريين كردا وعربا، ثوارا ومتطرفين، جهلة وعوام ومثقفين، عسكريين وسياسيين، من مسرحية سوداء ستحدث في الرقة إذا لعبوا أدوارهم حتى النهاية، وننصحهم أن لا يبالغوا في التمدد الناتج عن نفخ أمريكا لهم جميعا، فينفجروا لا إراديا بوجه أنفسهم.
أيها الثائر لا تطالب أهل الرقة بمحاربة قوات الحماية الكردية أو مقاومتها، بل لا تشتمهم، بل لا تتمنى بقاء داعش على دخول الأكراد، لأنك ستقع ضحية المعادلة الساذجة التي تقول داعش يقاتل النظام والأكراد يتعاونون معه إذا داعش أفضل، فينقل قولك أو بوستك عميل لهم إليهم فيذبح طفل رقاوي أسمر.
أيها المنتمي لقوات الحماية الكردية لا تقل سنحرر الرقة، فأنت لست بمحرر، وعهدناك متآمرا على الثورة مع أعدائها مرة، ومرتكبا لفظائع ضد المدنيين عربا وكردا مرات عدة، لكن تذكر أن أهل الرقة ليسوا دواعش، لا تستمع إلى أصوات قادتك وارفض أوامرهم، حجتك الجاهزة هذه المرة ستكون مرفوضة.
وأي جريمة ستسجل باسمك حتى يفيء الجميع إلى المحاكم، يوم لك ويوم عليك، فلا تغرنك تصريحات "غريب حسو" ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سوريا في كردستان العراق لوكالة نوفوستي الروسية أن مدينة الرقة بعد تحريرها من "داعش" ستنضم للنظام الفدرالي الذي أسس له الأكراد في شمال سوريا ستبقى أحلاما تدفعون دمائكم من أجلها دون تحقيقها، ولا تستمع لما يقال لك بأنك في أرض أحلامك، وأن الدول الغربية ومعها إسرائيل تدعمك، فحتى إسرائيل هذه لا تنام هانئة حتى اليوم، لأنها احتلت أرضا ليست أرضها.
بالعودة إلى السوريين جميعا فلقد قيل ورحم الله من قال: داوها بالتي كانت هي الداء، لذا دعكم من اتهام الإدارة الامريكية بالغباء، هي تنفذ بذكاء اتفاقا عقدته وروسيا منذ ثلاثة أشهر، على أن تطرد الأخيرة داعش من تدمر مقابل أن تطرد أمريكا داعش من الرقة، لكن الخلاف وقع مع تركيا والسعودية اللتان شمرتا للتدخل حينها، لتعترض روسيا وتدفع ثمنا لقبول اعتراضها وهو الانسحاب غير المشروط من سوريا، أمر أحرج أوباما المتقامر مع زوجته على إنهاء ولايته دون خوض حرب حتى ولو أشعل العالم حروبا، ولم يبق بيده سوى استخدام مديته الكردية الحادة والمطواعة، وبمساعدة أعظم دولتين على الكوكب حتما ستنجح ميليشيات الحماية الكردية بطرد تنظيم مسلح من محافظة سورية صغيرة كالرقة.
حما الله هؤلاء المقاتلين السوريين الكرد والتابعين لصالح مسلم، من مقتلة، قد تكون أمريكا وعدت تركيا بها أيضا، لذا نؤكد ونناشد كل الأطراف أداء المسرحية بصمت ذكي يشعر الإدارة الأمريكية بأنها تجاوزت المسرح الاليزابيثي، ولا يسلب أوباما إنسانيته ورهانه على الابتسامة في حل مشاكل العالم الدامية.
يقول التاريخ الحديث جدا إن يوما من الأيام شهد تحالفا أمريكيا حميميا مع القاعدة في أفغانستان، ذلك أنها كانت طبيبا جراحا وماهرا للروس، لكن جرّاح الأمس أمسى مريض اليوم، يملك المهنة والخبرة، فيا أطباء اليوم لا تنسوا أن مناهج الأطباء الأمريكية مصممة لعلاج المرضي وقتل الأطباء.
التعليقات (1)