فصائل حمص ترد على مانشرته العربي الجديد: لسنا صحوات

أصدرت عدة فصائل تابعة للجيش السوري الحر في ريف حمص الشمالي بياناً مشتركاً، اليوم الجمعة، نفت من خلاله اتهامات وجهت إليها بالتواصل مع روسيا لتشكيل حلف وهدنة مع النظام، والتفرغ لقتال "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). 

وهاجمت فصائل "فيلق حمص وحركة تحرير حمص وجيش التوحيد" تقرير نشرته صحيفة "العربي الجديد" يوم أمس الخميس، والذي يروج لتشكيل ما يشبه "الصحوات" لمحاربة "جبهة النصرة" وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في ريف حمص، من خلال عقد اتفاقات مع فصائل سورية معارضة تنقل عداءها من النظام السوري وحلفائه، إلى "النصرة" و"داعش" حصراً.

وقالت الفصائل الثلاثة في بيانها المشترك "في خضم ما يتعرض له الشعب السوري من تدمير ممنهج يترافق مع صمت عالمي تستمر حالة بث الإشاعات وخلق الفتن في صفوف الفصائل المقاتلة وكان آخرها ما صدر عن موقع العربي الجديد.

وشدد البيان المشترك على أن كل ما ورد في التقرير "لا يعدو عن كونه تلفيقاً وتزويراً واضحاً للحقائق يراد منه زيادة معاناة الشعب وعودته إلى مربع القهر والاستبداد"، مستغرباً "السلوك الذي يتنافى وواجب العمل الإعلامي وأخلاقياته المهنية والذي كان من المفترض أن ينقل الصورة كما هي".

"صحوات روسية"!!

ويروج تقرير "العربي الجديد" إلى تشكيل ما يشبه "الصحوات" لمحاربة "جبهة النصرة" وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في ريف حمص، من خلال عقد اتفاقات مع فصائل سورية معارضة تنقل عداءها من النظام السوري وحلفائه، إلى "النصرة" و"داعش" حصراً.

ويزعم التقرير أن "خيارات الروس وقعت على فصائل على مستوى ريف حمص، مثل حركة تحرير حمص، وفيلق حمص، وجيش التوحيد، مدعياً أن هذه الفصائل التي تم التواصل معها تتميّز بانعدام وجود علاقة لها مع النصرة، ومنها لديها حالة توتر مع التنظيم، مثل حركة تحرير حمص، عبر منح ضمانات لعدم مواصلة قصفهم الجوي والمدفعي، وإدخال المساعدات الإنسانية إليهم، مقابل أن يدخلوا في هدنة طويلة مع النظام على أن يتم العمل على حلّ سياسي مقبول من جميع الأطراف، إضافة إلى "قتال الإرهاب المتمثل بتنظيمَي الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة"، وفقاً للتقرير.

مابعد فتنة الغوطة 

في المقابل، أصدرت "حركة تحرير حمص" بياناً منفصلاً، تلقت أورينت نت نسخة منه أن تقرير صحيفة "العربي الجديد" هدفه زرع الفتنة بين "إخوة السلاح"، مشيراً إلى أن روسيا جربت هذا الأسلوب عندما ابتدعوا مسألة تصنيف الفصائل الثورية وأخفقوا في وضع كل من أحرار الشام وجيش الإسلام على لوائح إرهابهم المزيفة.

وأكدت الحركة في بيانها أن قرارها ينبع فقط من مصلحة وقيم الثورة ومبادئها، ولا تتبع لحزب أو هيئة أو جهة ما، نافية تلقيها دعماً دولياً أو ضمن أي غرف عمليات دولية.

وشددت الحركة بأنها تتشارك في كافة الأعمال القتالية على جبهات ريف حمص الشمالي مع الفصائل المذكورة ضد النظام، وهو سبب صمود المنطقة ودحرها لأشرس ثلاث حملات عسكرية جربت خلالها الميليشيات المعتدية كافة أساليب التكتيك العسكري من تغيير لمحاور الهجوم وعقد الهدن مع بلدة دون أخرى .

واعتبرت "حركة تحرير حمص" أن ما جاء في تقرير "العربي الجديد" هو أسلوب قديم جديد للنظام وحلفائه بالترويج لريف حمص الشمالي على أنه إسلامي وغير إسلامي لبث الفتنة والاقتتال بين الطرفين تارة، أو يصنف التشكيلات بين ريف ومدينة وهو تصنيف لجأ إليه النظام منذ خروج المقاتلين من حمص المدينة ، ولم يلق آذاناً صاغية يومها.

واعتبر بيان "حركة تحرير حمص" أن روسيا وبعد نجاح التهدئة بين الفصائل الثورية في الغوطة الشرقية، لجأت إلى نقل الفتنة إلى فصائل ريف حمص الشمالي، التي هزمت قوات النظام والميليشيات الطائفية من إيران وحزب الله.

روسيا وزرع بذور الفتنة

وتعمدت روسيا خلال الأيام القلية الماضية إلى إصدار عدة بيانات وتصريحات تهدف من خلالها إلى خلق فتنة بين الفصائل الثورية و"جبهة النصرة"، حيث أعلن أمين مجلس الأمن الروسي "نيكولاي باتروشيف" قبل أن موسكو تتوقع انفصال "المعارضة المعتدلة" عن "جبهة النصرة"، مع إشارته إلى أن موسكو وواشنطن قامتا "بتقاسم مجال المسؤولية في سورية، فموسكو تتعاون مع الحكومة، بينما تتعامل واشنطن مع المعارضة".

كذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، عن تمديد المهلة التي أعطتها سابقاً لفصائل المعارضة السورية لاستكمال ما تسميه موسكو "تنصلها من تنظيم جبهة النصرة"، وأكدت تأجيل ضرب مواقع التنظيم لحين التأكد من الأهداف، وادّعت الوزارة الروسية، في بيان لها، أنها تلقت طلبات من جماعات مسلحة عدة، خصوصاً في دمشق وحلب، تطلب فترة توقف في الضربات الجوية. وقالت الوزارة إنها قررت بعد وضع هذه الطلبات في الاعتبار، منح المزيد من الوقت قبل أن تستأنف ضرباتها الجوية ضد مواقع جبهة النصرة.