استفاق أهالي وثوار مدينة مارع بريف حلب الشمالي، على خبر حصار المدينة من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، ليحقق الأخير ما عجزت عنه "وحدات حماية الشعب" الكردية في القضاء على المدينة التي تعتبر مركز ثقل الثورة السورية في الريف الحلبي، والخزان البشري الكبير الذي يمد الفصائل المقاتلة في الشمال بالمقاتلين والعتاد، الأمر الذي جعلها على سلم أولويات تنظيمي "داعش" و"وحدات الحماية"، وبينما كان السياسيون الأمريكيون وقادة PYD يتفاخرون بحربهم "المفترضة" على مدينة الرقة، كان تنظيم داعش يقتحم القرى المحيطة بمارع بتواطؤ وتعاون كاملين من قبل تنظيم PYD ، لتصبح المدينة محاصرة من قبل التنظيمين.
في منتصف العام الماضي، خرج قيادي في تنظيم "داعش" عبر تسجيل مصور، مردداً بأعلى صوته "مارع قبل القدس - مارع قبل روما، مارع عاصمة الصحوات"، وذلك إبان سيطرة التنظيم وتمدده إلى محيط المدينة ودخوله قرى وبلدات تلالين وحربل وأم حوش، ومنذ ذلك التاريخ عمد التنظيم إلى اقتحام المدينة لأكثر من عشرة محاولات باءت جميعها بالفشل.
اللافت في عمليات تنظيم "الدولة" ضد مدينة مارع اليوم، هو "العبور الآمن" لأرتال التنظيم من أمام مواقع تنظيم "PYD"، في حالة تجاوزت التواطئ والتنسيق لتصل إلى "التحالف" بين التنظيمين لتبدو معها حقيقة معارك الرقة بأنها ليست أكثر من مجرد تقسيم للمناطق بين التنظيمين.
ينشر المكتب الإعلامي لما يسمى "ولاية حلب" التابع لتنظيم "الدولة" بياناً صباح اليوم، يؤكد سيطرته على قرى "كلجبرين وتل جبرين وكفركلبين وتل حسين وطامية وبريشة" في ريف حلب الشمالي، وباحتلال تلك المناطق، يفرض التنظيم حصاراً كاملاً على مدينة مارع مسقط رأس الشهيد "عبدالقادر الصالح" قائد لواء التوحيد، ليغلق "داعش" الخط الأخير في مربع الحصار على مارع مع "حليفه" تنظيم "وحدات الحماية"، وبذلك تم فصل المدينة وقطع طرق إمدادها الواصل إلى شقيقتها الكبرى إعزاز.
في تدقيق بسيط على المناطق التي سيطر عليها التنظيم صباح اليوم في محيط مارع، يلاحظ أن أرتال "داعش" التي احتلت تحديداً قريتي " كلجبرين وكفركلبين" كانت على بعد أمتار من مواقع تنظيم "الوحدات" الكردية المتمركزة في بلدتي "عين دفلة ومنغ" المحتلة، ولم يتم استهدافها، الأمر الذي يفسر وجود اتفاق مسبق بين الجانبين.
تتجه الأنظار الآن إلى تركيا، التي تعتبر سقوط مدينة مارع خطاً أحمراً لا يمكن تجاوزه، نذكر هنا كيف هددت أنقرة تنظيم "الوحدات الكردية" في حال التقدم نحو المدينة، وذلك إبان احتلال التنظيم عدة مدن وبلدات في ريف حلب أبرزها تل رفعت ومنغ واحرص وعين دفلة"، بغطاء جوي من طائرات العدوان الروسي.
التعليقات (1)