حصار التنظيمين لمارع.. الشوكة التي أوجعت "حلق البغدادي"

حصار التنظيمين لمارع.. الشوكة التي أوجعت "حلق البغدادي"
تخوض مدينة مارع ثاني آخر قلاع الجيش السوري الحر في ريف حلب الشمالي معركة وجودية للبقاء على قيد الثورة السورية؛ التي كانت السباقة في الالتحاق بركبها، حيث تناضل مدينة "عبد القادر الصالح" الآن لصد هجمات ومفخخات تنظيم "الدولة" (داعش)، في لحظات ينتظرها تنظيم "وحدات حماية الشعب" الكردية (pyd) للانقضاض على باقي المناطق المحررة في الريف الحلبي وابتلاعها، وسط تعامي طائرات التحالف "الدولي" بقيادة الولايات المتحدة والذي أُوجد أصلاً "بحجة" قتال التنظيم.

تعيش مدينة مارع الآن لحظات استثنائية، حالة من الترقب والحذر تخيم على المدنيين المحاصرين الذين يبلغ عددهم نحو 20 ألف شخص، استنفار كامل لفصائل الجيش الحر، دعوات إلى حمل السلاح لكل من هو قادر، لمواجهة عدو اعتبر المدينة على رأس  أولوياته، وكيف لا وقد صنف "داعش" مدينة مارع بأنها "قبل القدس" وحتى سبقت أيقونته الدعائية  في "فتح روما".

لم تمض ساعات من حصار تنظيم (داعش) مدينة مارع وقطع طرق الامداد الواصل إلى مدينة إعزاز؛ الرئة الوحيدة التي تتنفس منها المدينة، ليشن التنظيم فجر اليوم هجوماً كبيراً على ثلاثة محاور لاقتحام المدينة، عبر إرسال العربات المفخخة المتزامنة مع إطلاق عشرات القذائف الصاروخية، حيث يكافح ثوار المدينة لمنع سقوط أيقونة الثورة السورية في شمال سوريا.

يشهد لمدينة مارع بأنها لفظت مبكراً أذرع داعش "الدعوية"، والتي مكنت التنظيم من خلالها التأسيس لقاعدة شعبية وبالتالي التمدد في ريف حلب، كما منع أبناء مارع إقامة أي معسكر أو مقر للتنظيم ، أضف إلى ذلك أن مارع أقل المدن والبلدات التي التحق أبنائها بالتنظيم بداية ظهوره وإلى اليوم.

جولات مارع مع "جنود البغدادي"

يدير أبناء مارع المعارك العسكرية، عبر "غرفة عمليات مارع"، والتي تم تشكيلها في شهر أيلول من العام 2014، وتضم فصائل "جيش المجاهدين والجبهة الشامية والفرقة 16 مشاة ولواء صقور الغاب وكتائب ثوار الشام وفيلق الشام"، والتي كان لهذا الجسم العسكري دوراً مهماً في صد تقدم تنظيم "داعش".

منذ نهاية العام 2014عام، أي في ذروة هجمات تنظيم "داعش" واحتلاله معظم الريف الحلبي بهدف الوصول إلى معبر باب السلامة مع تركيا، حيث احتل القرى والبلدات القريبة من مارع في "تلالين" في الشمال وحربل في الجنوب، بالتزامن مع محاولاته بتطويق وحصار المدينة، قاومت مارع وشقيقتها الكبرى إعزاز حملات التنظيم العسكرية، ولم تستطع مفخخات "البغدادي" وانغماسييه من اقتحام حصون الثوار، لتترسخ مارع كهدف "انتقامي واستراتيجي" في ذهنية التنظيم، حيث وظف ايدلوجيته "الدينية" للسيطرة على المدينة، ليشن منذ ذلك التاريخ أكثر من 10 محاولة لاقتحامها، عبر سيناريوهات عسكرية مكررة، يبدأها بالقصف التمهيدي ليلاً، عبر الأسلحة الثقيلة، وقذائف الهاون والمدفعية والصواريخ، يتبعه هجوم واسع بالمفخخات والدبابات والمدرعات والانغماسيين، وفي كل مرة كان تنكسر اسطورة التنظيم العسكرية على تخوم المدينة،  ليعمد "جنود البغدادي" إلى الخيار الذي يجيدونه جيداً عبر إرسال "عربات انتقامية مفخخة" لتضرب الساحة العامة والأبنية السكنية والأسواق وحتى المساجد، وتلحق الخسائر البشرية في صفوف المدنيين.

يرجع تاريخ محاولات تنظيم "داعش" الدخول إلى مارع إلى منتصف شهر آب عام 2014، بعد أن تمكن التنظيم من التمدد بشكل واسع وسريع في ريف حلب الشمالي، عبر احتلال مدن وبلدات "أرشاف وتركمان وأخترين وبارح وإحتيملات ودابق وتل مالد"، لكبح مارع سلسلة تمدد التنظيم، ليعاود الأخير المحاولة في شهر شباط من العام الماضي ويفشل أيضاً، ليعيد التنظيم ترتيب صفوفه ويجدد هجومه بعد شهر منذ ذلك التاريخ، ويغتال أبرز قيادات المدينة العسكرية، في عملية انتحارية ضربت مقر العمليات في مارع، عبر سيارة مفخخة يقوده انتحاري أدت إلى استشهاد  " "حازم الصالح" أحد أبرز قيادات الجيش الحر والمقرب من الشهيد "عبدالقادر الصالح" إلى جانب استشهاد "يحيى حافظ " القيادي في "كتائب الصفوة الإسلامية"، بالإضافة إلى عشرات الضحايا المدنيين.

كذلك جدد "داعش" هجومه على مارع في شهر آب، ليتبعه بالهجوم الأشهر على المدينة عبر قصف استخدام "غاز الخردل والكلور"، والتي خلفت حالات اختناق وتسمم في صفوف العسكريين والمدنيين.

يشار أن مارع ثاني أهم معاقل الثورة السورية في ريف حلب الشمالي، وهي من أوائل المدن التي التحقت بالثورة على نظام بشار الأسد، والتي اشتهرت بمظاهراتها الليلة الحاشدة والمنظمة، ليتمكن أهلها من تحريرها نهاية العام 2011، و لتكون أيضاً السباقة في حمل السلاح  بوجه النظام وميليشيات الشبيحة، يحبب البعض إطلاق صفة "أيقونة الثورة"  في الريف الحلبي، كونها مدينة الشهيد عبد "القادر الصالح" (حجي مارع) الذي كان أحد أبرز قادة الجيش السوري الحر في تاريخ الثورة، ومؤسس "لواء التوحيد".

التعليقات (2)

    عين الصقر

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    جميلة صياغة الخبر ...لكن راعوا الحقائق والهوية التي تعملون من خلالها الهوية الإسلامية العربية والحقائق ومجرياتها في السابق وحتى الآن ..الشهيد عبد القادر الصالح تقبله الله كان علما بحد ذاته ولا أحد ينكر كما لا أحد يجهل كيف تم تصفيته لأنه إنسان نظيف وصادق ((لا أجندة لديه ولا ينصاع لأي أجندة فكان مصيره الشهادة ))..هو الذي كان رقما صعبا لدى السماسرة القذرين فكان الحل إزاحته

    مارعي

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    الفكرة انو غرفة عمليات مارع مالها علاقة بمارع ولا بالدفاع عن مارع اللي دافع عن مارع ويدافع هم ابنائها فقط مهما تعددت التسميات
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات