من وعود بالمساعدات الجوية إلى قرار دولي بتمديد القتل!

من وعود بالمساعدات الجوية إلى قرار دولي بتمديد القتل!
لم يفاجىء أحد بتهرب الدول الغربية من وعودها بإلقاء مساعدات إنسانية من الجو على المناطق السورية المحاصرة، وبدلاً من ذلك قدمت وعوداً للشعب السوري بأنها ستواصل بكل دأب في استجداء روسيا وإيران للضغط على النظام ليسمح بإلقاء تلك المساعدات.

"المفترض" ..بحسب الأمم المتحدة

يأتي ذلك بعد أن حذّرت التقارير الأخيرة الصادرة عن الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة في مناطق كالمعضمية وداريا في ريف دمشق والوعر في حمص في حال استمر النظام السوري بمنع دخول المساعدات إلى هذه المناطق المنكوبة.

والجدير بالذكر تصريح للمنسق العام لدى الأمم المتحدة جان ايغلند توجه به إلى الصحفيين في الداخل السوري قائلا "كان من المفترض أن يكون شهر مايو أفضل بكثير"

الذي لم يذكره المنسق العام للسوريين في تصريحه، أنه كان من المفترض أن يكون العام الحالي أفضل بل والأعوام الثلاثة السابقة، فلو صدقت وعود الأمم المتحدة ومن خلفها الولايات المتحدة والغرب فيما يتعلق بسوريا، لتخلص السوريون من طاغيتهم منذ سنين، ألم تكن أيامه معدودة بحسب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون منذ العام 2012؟

ميستورا ..شخصياً

اللافت أن هذه التحذيرات جاءت مع موافقة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على إدخال المساعدات جوياً في حال "لم يستجد شيء يبعث على الأمل" في تلك المناطق حتى الأول من حزيران / يونيو.

تحدد الدول العظمى الأول من حزيران / يونيو موعدا للتحرك وكأن الزمن يمضي على سكان هذه المناطق السورية كما يمضي على شعوبها الآمنة الراغدة، وكأنَّ السوريين منذ الآن وحتى الأول من حزيران / يونيو لن يفقدوا العشرات وربما المئات جوعا ومرضا وحرمانا من أبسط مقومات الحياة البشرية.

وحتى هذه المساعدات الموعودة لن تكون ممكنة في حال رفض النظام السوري إدخالها، ولذا صرح المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا " ستيفان دي ميستورا" أنه في هذه الحالة سيقوم "شخصيا" برفع الأمر إلى الولايات المتحدة وروسيا حتى يتأكد من وصول المساعدات للمناطق المنكوبة.

دموع التماسيح

وجدير بالذكر هنا أن إدخال المساعدات جوا تتم بشكل دوري في مدينة دير الزور وتم في الشهر الماضي إنزال 700 طن من المساعدت تكفي 110000 مدني مدة شهر، أدخلت إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة النظام، ويحاصرها تنظيم "داعش".

المعضلة الأخلاقية التي لا تزال هذه الدول واقعة فيها، أن المأساة الإنسانية في سوريا لم تكن وليدة الساعة أو الشهر، وأن أزمة الغذاء في ريف دمشق وحمص ليست جديدة على المشهد السوري، بل لقد شهد العالم بأسره قبل أشهر صور هياكل عظمية لأطفال يعيشون في مضايا السورية، سمعوا ورأوا وقرؤوا عن حالات ليست بالقليلة لسوريين ماتوا جوعا في القرن الحادي والعشرين.

وعدوا المحاصرين من قبل قوات النظام، بإلقاء الطعام لهم من الجو في حزيران / يونيو، ولكن حتى هذا العمل الذي يحاولون الإيحاء بصعوبته تراجعوا عنه وعادت أمريكا إلى نغمتها المحببة إلى قلبها عن الطلب من الروس الضغط على النظام مع أنها تعلم أن قرار الحصار هو روسي بامتياز وطبقته روسيا في الشيشان من قبل.

وعلى ذلك وبقرار دولي شائن فالموت القادم من الجو عبر براميل بشار وقنابل بوتين العنقودية ستبقى تتساقط وسط دموع التماسيح من أوباما ودي ميستورا.

التعليقات (1)

    مهاجر

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    لا أودّ الإطالة، لكن أريد أن أقول أن مشكلتنا مع أمريكا وليست مع أحد آخر. عرب الخليج ويا أيها الملك سلمان كفاكم غباءً وسذاجةً، فنحن السنة يُعرف عنا العاطفة الجياشة ممزوجة بلطف وسذاجة ويمكن أي شخص أن يخدعنا. وللأسف أعداؤنا بارعون في ابتزاز عاطفتنا عن طريق تسويغ وعود براقة ما يلبثوا أن يتنصلوا منها عبر ايهامك باستحالة شي ما، خصوصاً الإيرانيين وأشياعهم.أهلنا الجوعى لكم ولنا الله عليه توكلنا وإليه المصير.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات