صحيفة روسية تشتكي من لوم موسكو على الخسارات المتكررة

صحيفة روسية تشتكي من لوم موسكو على الخسارات المتكررة
بالتزامن مع عودة العلاقات بين روسيا وتركيا إلى طبيعتها، وتركيز روسيا على "الجانب السوري" في عودة هذه العلاقات نشرت صحيفة "vzgliad" الروسية، التي أسسها الكرملين في العام 2005، قبل أيام، مقالة تضمنت وللمرة الأولى انتقادات لحلفاء روسيا في المذبحة السورية القائمة.

خلافات بين روسيا و إيران

وبحسب ترجمة موقع "المدن"، قال الكاتب يفغيني كروتيكوف في مقاله إنه بعد فشل الهجوم على الرقة "انتقلت العمليات القتالية إلى مناطق أخرى من البلاد، وبشكل أساسي إلى محيط حلب، و لم تتوقف الاشتباكات لحظة وهناك بالذات ظهرت التناقضات بين الجيش الرسمي وحلفائه، وبالدرجة الأولى، روسيا وإيران".

ويشير الكاتب إلى أن"الجيش السوري الرسمي هو الأداة العسكرية الرئيسية للسلطة، وهو الذي تساند عملياته القوات الجوية الفضائية الروسية، والاستخبارات والمستشارون والوحدات المساعدة، والقاعدة الروسية في حميميم تنسق عملها مع الأركان العامة لهذا الجيش، ومع ممثليه أيضاً وكبار الضباط على الأرض"، وهذا أمر طبيعي، لأنه "من الناحية القانونية، الوحدة الروسية موجودة في سوريا بدعوة من الحكومة، وتنظم صلاحياتها الإتفاقيات والمعاهدات بين البلدين".

ويتابع الكاتب إن "نظام وحدة القيادة يجب أن يعمل حتى في العالم العربي، وبالتالي، فإن جيش النظام وأركانه العامة هي القيادة العسسكرية العليا لدمشق، وهي التي تخطط العمليات العسكرية ضد الجهاديين. أما كيف تقوم بذلك وإلى أي مدى تنجح به، فتلك مسالة أخرى". الأمر المبدأي، هو أن "الأركان العامة السورية بالذات هي التي يجب أن تتواصل مع جميع حلفائها وتنظم تراتبية الخضوع العسكري وتحقيق تنفيذ الأوامر، في حين ان القوات الجوية الفضائية الروسية ليست سوى أداة للمساعدة الدولية، وليست عاملاً سياسياً"، وهنا بالذات "تشكل في الأسبوع ونيف الماضي سوء تفاهم واضح، يظهر بجلاء في المعارك في حلب وحولها".

فقد قصفت "القوات الجوية الفضائية الروسية في الأيام الثمانية الأخيرة المناطق الواقعة إلى الشمال من حلب، ولعبت مشاركتها الدور الرئيسي في تقدم وحدات جيش النظام (وبالدرجة الأولى فرقة  النمر الهجومية) في منطقة الملاح الزراعية، التي تحتلها جبهة النصرة، وحركة نور الدين زنكي. وبموازاة ذلك تعرضت للقصف أهداف ومواقع الإسلاميين في جبال عندان وسواها، حيث كانت الطائرات تقوم بما يصل إلى 30 طلعة يومياً. على هذه الخلفية بدأت الفرقة الرابعة المدعومةمن القوات الرسمية، هجومها في القطاع الشمالي، الذي يقع في مدينة حلب نفسها".

تقدم بطيئ لجيش الأسد

ويمضي الكاتب بالقول، يجري "تقدم جيش الأسد ببطء شديد. إضافة إلى ذلك لا توجد في هذه المنطقة أي نقاط رئيسية، تشكل معلماً، ويغدو احتلالها مغرياً من ناحية البروباغندا. ومن الواضح للعيان أن ثمة هنا روتين حربي لا يستسيغه أحد. فرقة النمر تلك، التي تعتبر من النخبة (يقودوها العقيد سهيل حسن، المعروف جيداً في سوريا) لن تتحرك من مكانها قبل أن تعالج القاذفات الروسية المواقع أمامها. حتى النبأ عن اختراق خط الدفاع الأول للجهاديين تأخر مدة يومين، ولا تتوفر حتى الآن أي معطيات عن نجاحات حققها الهجوم.. وهذا في بلد عربي، حيث النبأ الجيد يسبق، عادة، الحدث نفسه".

ويقول الكاتب إن المصادر المحلية تربط ذلك بكون "الطائرات الروسية لم تُقلع صباح 30 حزيران فبعد ثمانية ايام من الغارات الكثيفة على مواقع الجهاديين شمال حلب، أخذت القوات الجوية الفضائية الروسية تايم ـــ آوت، وتوقف إثر ذلك على الفور هجوم الجيش السوري. لشرب القهوة، على ما يبدو".

جنوب حلب

أما الوضع جنوبي حلب فهو أكثر ضبابية، حيث تدور هناك "حرب الجميع ضد الجميع.. إن نفوذ إيران في هذا القطاع كبير جداً، سواء كوحدات من ما يسمى بالمتطوعين، أو كوحدات من حرس الثورة الإسلامية الموجود رسمياً في البلاد. الميليشيات الشيعية مستقلة، شكلياً، لكنها تتوجه إلى الجنرالات الإيرانيين أكثر مما تتوجه إلى الأركان العامة في دمشق".

ويضيف "لكن الوحدات الإيرانية والشيعية جنوبي حلب لا تتلقى مساندة جوية من القوات الجوية الفضائية الروسية. كما لا يتلقى المساندة الأكراد أيضاً، الذين يحاصرون منبج. والأميركيون لا يصلون إليهم في طيرانهم إلا في حالات نادرة جداً، وليس بمهمات قتالية، إنما بمهمات نقل، أي إنهم يعملون "حميراً"، حيث يلقون أحمالاً ويخشون الهبوط إلى ارتفاعات خطيرة، بسبب الشكوك في ظهور منظومات دفاع جوي محمولة أميركية لدى الدولة الإسلامية. ونتيجة لذلك بدأ الشيعة والأكراد يتكبدون خسائر كبيرة ، مما أدى إلى ردة فعل حادة من جانبهم على ما يجري".

ويواصل الكاتب "انهالت على القوات الجوية الفضائية الروسية موجة اتهامات وصلت إلى حد التخوين، تقريباً، لكن ثمة تصور سائد، بأن روسيا وقعت في فخ الولايات المتحدة "، التي وافقت على تقسيم مناطق المسؤولية في الفضاء، وتواصل عملية لا نهاية لها في فرز المعارضين "الحقيقيين"، عن "غير الحقيقيين". وأكثر ما يثير الغضب لدى الحلفاء هو "التوجه السلمي"، المتمثل في عقد اتفاقات محلية لوقف إطلاق االنار مع فصائل محددة، ليست متورطة بعلاقة مع تنظيم "داعش" ، أو" مع مخاتير مناطق سكنية منفردة وقادة مقاومة محلية".

حلفاء الأسد الشيعة

موجة المعلومات هذه ما زالت حتى الآن تصدر، كما يقول الكاتب، بشكل حصري "عن طهران وحليفتها بيروت. أما حلفاء دمشق الشيعة الآخرون (مثل حزب الله ، المستقل تماماً، من حيث اتخاذ القرارت العسكرية التكتيكية)، فهم يشاركون في العمليات المحلية في مناطق أخرى من البلاد، ومن دون أن يسمموا وعيهم بمثل هذه التركيبات المؤامراتية. فقد قامت القوات الرسمية صباح الخميس، وبمساندة حزب الله، بتدمير مضخات للمياه تزود قاعدة الدولة الإسلامية بالماء في منطقة جرود الجراجير في جبال القلمون، على الحدود السورية-اللبنانية. وفي الوقت عينه بدأ الجيش السوري وحزب الله عملية عسكرية ضد الإرهابيين في هذه الجبال، لأن فصائل الدولة الإسلامية قامت منذ عدة أيام بالهجوم على جرود القاع اللبنانية، وارتكبت هناك أعمال شغب ضد السكان غير السنة، ويؤكد كل من الجيش العربي السوري وحزب الله أن معلوماتهم الإستخباراتية، سواء حول معسكر الدولة الإسلامية، أو حول موقع وجود مضخات المياه، حصلوا عليها من المستشارين الروس".

ويشير الكاتب إلى أنه من وجهة نظر الدوائر المقربة من طهران، فإن على روسيا أن "تضغط أكثر" في منطقة حلب، بتشديد قصفها لمواقع الجهاديين، والمعارضين "العلمانيين" جنوبي المدينة. والمسألة هنا ليست في قلة الضربات الجوية الروسية. المسألة في أنه "يجري تنسيقها مع دمشق وتستهدف مساندة عمليات القوات الرسمية، بالدرجة الأولى، وليس مساندة الفرس أو فصائل المقاتلين الخاصة".

ومع ذلك، يقول الكاتب إنه "يستمر الشيعة وفصائل المقاتلين الخاصة بمناشدة موسكو ومطالبتها علناً بالمساندة المباشرة. وكلما تكبد الفرس خسائر أكثر جنوبي حلب، والأكراد حول منبج، كلما غدا أكثر إهانة، الأسلوب الذي تستخدمه الرؤوس الناطقة في طهران وبيروت (..) إن غياب طلعات القاذفات من حميميم بسبب الأحوال الجوية يُنظر إليه على أنه خيانة، تقريباً".

وينتهي الكاتب إلى القول إن الأمر "قد أصبح مزعجاً بما فيه الكفاية.العملية الروسية في سوريا تستمر منذ 9 أشهر، تقريباً، وتم إحراز نجاحات عسكرية وسياسية رائعة خلال هذا الوقت. لكن بعض المشاركين في الأحداث اعتادوا على المساعدة الروسية: الجوية، والاستخباراتية، والإنسانية، لدرجة أنهم توقفوا عن الشعور بأنفسهم بدونها، فالبعض لم يعد يحرك ساكناً، إذا لم يحلق طائر فولاذي أبيض مع نجمة حمراء على جناحيه".

ويختم "إن المسؤولية عن سوء الفهم هذا تتحمله، جزئياً، دمشق، التي خصخصت، عملياً، المساعدة العسكرية الروسية، ولا تريد أن تتقاسمها مع أحد. ولن ينجح الأمر في تغيير عقلية الفرس وسواهم من الحلفاء، فهم جزء من اللعبة أيضاً، أما الأركان العامة للجيش السوري فعليها أن تولي اهتماماً أكبر للتخطيط الدقيق للعمليات ذات الطابع الاستراتيجي. ولها أن تحدد الأولويات وتشرحها بصورة مفهومة لجميع الحلفاء، وتُجلس كل منهم في المكان الملائم. وإذا استمر القفز بين عدة أهداف استراتيجية في الوقت عينه، فإن الأمر يمكن أن يصل حد التخريب المكشوف".

التعليقات (1)

    عمر الحربي

    ·منذ 7 سنوات 10 أشهر
    اللافت في الموضوع هو ان هذا الكويتب لايرى اهل الارض لايرى اهل الشام لايرى الشعب السوري لايرى العرب لايرى اهل السنه والجماعه وكأن مايحدث في سوريا هو بين الفرس والكرد والشيعه من جهه ضد داعش ....... وكأنه لايوجد شعب سوري ثائر ضد نظام نصيري خائن يقتل الشعب
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات