وأفاد مراسل أورينت أن قوات الأسد وميليشيات إيران وبمساندة جوية من طائرات العدوان الروسي احتلت صباح اليوم على "منتجع الكاستيلو" شمالي مدينة حلب، وذلك بعد معارك عنيفة مع الفصائل الثورية.
أكثر من 300 ألف نسمة باتوا في حصار خانق
وأوضح مراسلنا أنه عقب اتقدم الجديد لقوات الأسد يكون طريق الكاستيلو المنفذ الوحيد لمدينة حلب نحو ريفها، قد رصد وبشكل كامل، وذلك يكون أكثر من 300 ألف نسمة باتوا في حصار خانق، إذ لا يوجد أي طرق برية تربط بين الأحياء الشرقية لمدينة حلب وريفها.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من سيطرة قوات الأسد على عدة نقاط ومعامل في منطقة الليرمون الصناعية، بينما تحاول تلك القوات المدعومة بالميليشيات الشيعية السيطرة على حيي بني زيد والخالدية في مدينة حلب، نظراً لأهميتهما في المعارك الدائرة مع الفصائل الثورية في شمال حلب.
وتتفاقم الأزمة الإنسانية التي تعيشها أحياء مدينة حلب المحررة، بعد إطباق الحصار عليها، الأمر الذي أدى إلى انحسار الأغذية والأدوية ومصادر العيش فيها، فضلاً عن كثافة القصف اليومي عليها منذ أكثر من 15 يوماً.
الأمم المتحدة تطلب هدنة لإيصال المساعدات
وطلب مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة من مجلس الأمن أمس الاثنين الضغط من أجل وقف القتال لغرض إنساني لمدة 48 ساعة أسبوعياً للسماح بدخول الغذاء وغيره من المساعدات إلى المناطق الشرقية بمدينة حلب.
وقال ستيفن أوبرين رئيس العمليات الإنسانية بالأمم المتحدة حسب "رويترز" إن المنظمة الدولية وشركاءها جهزوا سلفاً مخزونات "تحسباً لمثل هذه التطورات المؤسفة والواقعية تماماً."
وحصلت دعوة أوبرين لوقف القتال لمدة 48 ساعة أسبوعياً على دعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى.
وتحذيرات من تحول حلب إلى مقبرة للعملية السياسية
وفي السياق، شدد السفيران الفرنسي فرنسوا ديلاتر والبريطاني ماثيو ريكروفت في جلسة لمجلس الأمن تناولت الشأن الإنساني على أن حلب "قد تتحول إلى قبر للعملية السياسية، بعدما أصبحت مدينة الشهداء".
كما دعا ديلاتر إلى فتح طريق الكاستيلو "الطريق الوحيد المتبقي للمدينة التي قطعها النظام وحلفاؤه"، معتبراً أن حوالى ٣٠٠ ألف مهددون في حلب "وهم تحت رحمة الميليشيات، وعرضة لحصار مشابه لأدوات القرون الوسطى".
وقال ريكروفت "كفى، كفى، ولم يعد بالإمكان الجلوس في الغرف المغلقة، وعلينا جميعاً مواصلة الضغط بهدف فتح الطريق أمام الوصول الكامل للمساعدات"، مؤكداً دعم بلاده إعلان هدنة إنسانية من ٤٨ ساعة في حلب فوراً. ودعا روسيا إلى "ممارسة نفوذها، ليس فقط لإعادة فتح طريق الكاستيلو، بل لتأمين المرور الكامل للمواد الإنسانية في شكل مستدام" إلى حلب، معتبراً أن مواصلة قوات بشار الأسد "تجاهل وقف الأعمال القتالية هو تجاهل لقرارات مجلس الأمن ومجموعة الدعم الدولية لسورية".
واشنطن تحمل روسيا المسؤولية
من جهتها، دعت السفيرة الأميركية "سامنتا باور" روسيا إلى "الاستجابة إلى الدعوة لتنفيذ هدنة من ٤٨ ساعة"، معتبرة أن "هجمات نظام الأسد بدعم من روسيا تهدد بإيصال مستوى الأزمة الإنسانية إلى قعر أكثر عمقاً".
وقالت إن على "روسيا أن تساعد في إعادة فتح طريق الكاستيلو" بعدما "قطعها النظام وداعموه ومنعوا مرور المواد الأساسية عبرها".
وحملت "باور" روسيا مسؤولية العمل على وقف القتال، وهي المشاركة في رئاسة مجموعة الدعم الدولية لسورية، وتحدت روسيا أن تعلن "ولو عن تحقيق واحد قامت به يتعلق بقصف قواتها مدنيين وإيقاع ضحايا في صفوفهم".
وقالت باور إن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على "خطوات إن تمت يمكن أن تعيد إحياء وقف القتال ومسيرة دي ميستورا، والتي يعمل خبراؤنا على تفاصيلها".
التعليقات (8)