خطر الجفاف والتصدّع يهدّد سدود القنيطرة

خطر الجفاف والتصدّع يهدّد سدود القنيطرة
تعتبر السدود في محافظة القنيطرة من أهم مصادر مياه الرَّي لسقاية المحاصيل الزراعية الصيفية والشتوية، إذ يوجد في محافظة القنيطرة سبعة سدود تخزينية بحجم تخزين حوالي 80 مليون متر مكعب، وتعاني السدود هذا العام انخفاضاً في حجم التخزين بسبب نقص الهاطل المطري، وكذلك الاستهلاك الزائد من المياه بسبب كثرة الزراعة دون استرشاد استهلاكها.

وتتميز القنيطرة بالموقع الجغرافي المميز حيث تعتبر من مناطق الاستقرار الأولى في سوريا ، حيث يزيد معدل الهطول المطري السنوي عن ٧٠٠مم، و تكثر فيها المجاري المائية من الوديان الدائمة والمؤقتة الجريان. و ‏مساحة الأرض المزروعة في محافظة القنيطرة في الحالة العادية على هذه السدود في القنيطرة ودرعا هي أكثر من عشرين ألف دونم في حالات التخزين الطبيعي للسدود.

تنظيم خجول..

يقول المهندس سالم البخيت المختص في الموارد المائية لـ أورينت نت إنه "تم في هذا العام  2016 تنظيم العمل على السدود مقارنة بالسنوات الماضية، لا سيما من بداية الثورة السورية، حيث من المفترض أن يتم تنسيق العمل بحيث يسمح بالزراعة حسب كمية المياه المتوفرة في كل سد، وتم منع الزراعة على الأودية هذا العام لتخفيف الهدر على هذه الأودية".

ويضيف البخيت: "بشكل عام فإن وضع السدود من الناحية الفنية مقبول نسبياً ولا يوجد أي أخطار أو أضرار رئيسية، عدا عن استمرار الجفاف الكامل لهذه السدود، ما يسبب تصدعات في جسم السد وهذا ما نخشاه".

وعدم وجود رقابة حقيقية على عمل هذه السدود برأي "البخيت" يفتح الباب أمام أخطار حقيقية تهدد الموارد المائية في المحافظة، خاصة الاستهلاك العشوائي للمياه وفتحها على الأودية والأنهار من قبل أشخاص، ولابد من حماية السدود من قبل الفصائل العسكرية أو تخصيص عناصر حماية لهذه السدود.

https://orient-news.net/news_images/16_8/1472559879.jpg'>

لمحة عن سدود القنيطرة..

أنشئ في القنيطرة عدة سدود على مجاري الأنهار لتوافر الشروط الملائمة لها من مياه وتربة خصبة، بحسب المهندس باسم العلي الموظف السابق في رقابة السدود، وهذه السدود هي:

سد "المنطرة"

يقع سد المنطرة في القطاع الأوسط إلى الغرب من "أم باطنة" وهو من النوع الركامي مع نواة غضارية ويستع لحوالي ٤٠،٢ مليون متر مكعب وطوله ٣٩٩٠م ويصنف السد من النوع المتوسط ويبلغ ارتفاع قمة السد عن الارض حوالي ٤٠ م.

وانتهى العمل به منذ وقت قريب وليس له شبكة ري، وعليه مجموعة من الابار البيرومترية المحفورة على ظهر السد بهدف مراقبة الرشوحات المائية داخل جسم السد.

سد "كودنة"

اقيم على وداي الرقاد وهو ركامي مع نواة غضارية تصنيفه متوسط وله شبكة ري تمتد ضمن أراضي عدة قرى هي (الهجة، قصيبة، قرقس، سويسة) بمساحة تصميمية ٢٦٠٠ هكتار طوله ٢٩٩٠ م وارتفاعه ٣٠م وحجم تخزين المياه فيه ٣١مليون متر.

وتم تخفيضه إلى ٢٧مليون متر بعد حدوث الكثير من الموجات الفيضانية ويستفيد منه الكثير من المزارعين في المنطقة.

يعاني السد عدداً من المشاكل بسبب الاستثمار الخاطئ له حيث تتعرض النواة الغضارية للسد للتشققات بسبب التفريغ الكامل للسد خلال المواسم الزراعية حيث أن هذه العملية تضرّ بالسد وتجعله عرضة للانهيار كون انه يمنع تفريغه بالكامل ووجوب بقاء كمية مياه كافيه تسمح ببقاء نواة السد رطبة وتسمى (الحجم الميت) وهي كمية المياه التي لا يسمح بعدها بفتح السد وتبلغ مليون متر مكعب. 

ومشاكل الإهمال وسوء الاستثمار يمكن سحبها على كل سدود المحافظة، ومن السدود (الهجة) سعة التخزين ٨٥٠ ألف متر مكعب يقع على مجرى العلان وله شبكة ري في قرية الهجة مساحتها حوالي ١٣٠٠دونم.

ويعاني السد من نفس المشاكل الناجمة عن سوء الاستثمار وافراغ السد تماما من المياه والشبكة حاليا خارج الخدمة بسبب تحطم قسطل الري الرئيسي نتيجة القصف الذي تعرضت له المنطقة. 

سد "بريقة"..

وهو سد ركامي صغير أقيم على مجرى وادي العسل يروي شبكة مساحتها ١٠٠ هكتار بطريقة الضخ عبر محطة ضخ أقيمت تحت السد.

ويبلغ حجم التخزين في السد ١.١ مليون متر مكعب وطول السد ٧٨٥ متر وارتفاع السد ١٣متر والحجم الميت ٦٠الف متر، وهو خارج الخدمة بسبب سرقة محطة الضخ بشكل كامل.

سد "رويحينة"..

يقع بالقرب من قرية رويحينة وهو سد صغير على مجرى وادي الرقاد بسعة تخزين مليون متر مكعب ويروي شبكة ري ضمن أراضي البلدة بمساحة ٧٠ هكتار وارتفاع السد ١٠،٧٠.

ودخل السد حيز الخدمة الفعلية عام ١٩٨٣ طول بحيرته ٥٠٠م ويغذي أيضاً مجموعة من بحيرات السمك خلفه والتي كانت تنتج الأسماك ومن المشاكل التي يعاني منها السد ظهور تشققات بسبب جفاف البحيرة حتى النهاية علماً أن الحجم الميت يبلغ ٨٥ الف متر، ودخل السد الخدمة الفعلية عام ١٩٨٦.

سد "الرقاد".. 

يقع بالقرب من قريتي المقرز والبكار وارتفاعه عن سطح البحر ٥٢٥،٥ وهو ركامي بنواة غضارية مركزية وهو من التصنيف المتوسط على وادي الرقاد بسعة تخزين ٩مليون ويروي شبكة بمساحة ٨٢٠ هكتار موزعة بين محافظتي درعا والقنيطرة ودخل في الاستثمار الفعلي عام ١٩٩١ وارتفاع السد ٢٣متر وطول السد ٢٨٨٤ م والحجم الميت ٦٠٠ الف متر وعلى السد مجموعة أبار بيزومترية لمراقبة الرشوحات عددها 11.

سد "غدير البستان" 

يقع على الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة شرقي بلدة غدير البستان وله شبكة ري تقع داخل أراضي محافظة درعا وأقيمت على القناة الرئيسة لجر المياه محطة ضخ للمياه لري أراضي زراعية في القنيطرة. 

وتعاني السدود في المحافظة من عدة مشاكل أهمها الاستثمار العشوائي غير المنظم لها وعدم وجود جهة تشرف على استثمار وتشغيل هذه المنشآت مما يجعلها عرضة للتشقق والتصدع. 

كما أن ضعف الإمكانيات لدي المجالس المحلية من آليات وغيرها للعمل تلعب دوراً في تخرب جزء كبير من شبكات الري نتيجة القذائف التي أطلقتها قوات النظام على السدود ومناطقها.

https://orient-news.net/news_images/16_8/1472559885.jpg'>

هوامش..

يعتبر خبراء في السدود ان جفاف السدود في القنيطرة يعتبر كارثةً بحق الموارد المائية التي تروي مساحات كبيرة من الأراضي إن كان في القنيطرة أو الجارة القريبة درعا، 

وساهم الفلتان الأمني -بحسب الخبراء- إرهاصاً كبيراً على مناحي الحياة كافة، الأمر الذي تسبب بفقدان المعدات والمشغلات لهذه السدود وعدم وجود رقابة فاعلة للإشراف عليها وعشوائية الاستخدام وفتح المياه على الأودية زاد في الأمر سوءاً، ولا يخفى على أحد تدني نسب الهطول في الأعوام الأخيرة، فضلاً عن سعي إسرائيل دائماً لتغيير مجاري الأنهار باتجاه الجولان.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات