هل اغتالت إيران ناهض حتر؟

هل اغتالت إيران ناهض حتر؟
منذ اللحظة الأولى لانتشار خبر اغتيال الصحافي الأردني ناهض حتر، وجهت قناة العالم الإخبارية الناطقة باسم الحرس الثوري الإيراني في خبرها العاجل أصابع الاتهام للمملكة العربية السعودية وللإرهاب السني "الظلامي"، وكان لافتاً إصرار القناة على هذا الاتهام حتى قبل اتضاح هوية القاتل، واستضافت ضيفا من بيروت، وبثت فيديو يهاجم فيه حتر المملكة العربية السعودية.

ولكن إذا أمعنا النظر في أحداث الاغتيال سنلاحظ أن إيران هي المستفيد الأكبر من عملية الاغتيال، حتى وإن كانت أداة التنفيذ سلفية، وذلك لأسباب عديدة.

ناهض حتر ظهر على الفضائية السورية بتاريخ في 6 أيلول 2015، وأطلق تصريحات صادمة حول إيران ما بعد التدخل الروسي، أظهر فيها ولاءه للروس وتخليه عن الإيرانيين. ومما قاله: "إن المقاربة الروسية لحلّ الأزمة في سوريا، تقول بأنه لا مكان لتركيا أو إيران في حل الأزمة السورية. فالحل السياسي في سوريا سيستبعد الطرفين المتصارعين تركيا وإيران. فتحييد إيران يعني أنه لن يكون لها مكان خاص في سوريا نتيجة هذه الحرب". 

أما عن العلاقة الروسية السورية فيقول بحماس شديد: "أنا أرحب بالجيش الأحمر في سوريا"، فوجوده في سوريا بشكل "نصف علني" هو رسالة إلى الأتراك بأنه لم يعد لكم مكان في سوريا، وبأن روسيا هي الحليف الأول لسوريا ولا يمكن أن تقبل شريكا في "حبّ" سوريا، التي هي جزء من تقليد روسي قديم يعود إلى الإمبراطورة.. كاترينا التي كانت تقول "أن مفتاح غرفة نومي موجود في دمشق!".

هذا الكلام أزعج الدوائر الإيرانية وقتها فأوعزت بطرد حتر من جريدة الأخبار، وكان ذلك في يوم 8 أيلول 2015، أي بعد يومين من المقابلة، ويومها بررت الأخبار موقفها بأن حتر أساء للاجئين السوريين. علماً أن حتر كتب في مقالات سابقة، في جريدة الأخبار، ما يفوق إساءته للاجئين السوريين، وإذ دعا في أحد مقالاته في الصحيفة نفسها للتخلص من السنة في سوريا لأنهم غير جديرين بالحضارة.. وغيرها مقالات كثيرة في نفس السياق ونفس اللغة.

وتابع حتر تأييده للتدخل الروسي ولم يعد يمتدح الإيرانيين وحزب الله كما كان عليه الأمر سابقاً واقتصر ظهوره بشكل خجل على برنامج الطبيعة الأخيرة على قناة الميادين وبمعدل مرة كل ثلاثة أشهر، فيما لم يعد يظهر على الفضائية السورية. وبدا واضحا أن قرارا ما تخذ في شأنه من جانب الحرس الثوري الإيراني، وأجنحته الاعلامية.

ويبدو أن نشره للرابط المتعلق بالرسم الكاريكاتوري، وإصدار قرار حبسه أعاد الاهتمام به من قبل إعلام إيران، الذي بدأ يكيل الاتهامات للسنة على خلفية حبسه. 

والمعروف أن إيران تضع الأردن ضمن أجندتها المقبلة لزعزعة الاستقرار فيه، فقد صرح بذلك قبل نحو عام قاسم سليماني في أحد الاحتفالات، وثبت تورط شخصيات محسوبة على إيران بزرع متفجرات كشف النقاب عنها قبل تفجيرها، وبمحاولات التدخل بالشأن الأردني من بوابة الفوضى في معان، لما وقعت أحداث "معان" تدخلت طهران وأرسلت سفيرها إلى المدينة وتقدمت بمبادرة للاجتماع في طهران بين السلفيين والحكومة الأردنية لرأب الصدع ولكن الحكومة الأردنية رفضت العرض، بالإضافة لغيرها من الملفات التي تؤكد استهداف إيران للأردن.

فاغتيال حتر على يد شخصية سلفية أردنية، أياً كان صاحب الأمر الحقيقي بالاغتيال، يخدم إيران من عدة وجوه:

1- خلق بلبلة أردنية - أردنية يمكن من خلالها الدخول لإضعاف الأردن وتحقيق الأهداف الإيرانية المعلنة، هي زرع الفوضى في هذا البلد العربي، وإحكام حصار السعودية.

2- التخلص من حتر الذي خان إيران، وإلصاق التهمة بالارهاب السني، وإبقاء المسألة قيد التداول.

التعليقات (2)

    محمد طبرة

    ·منذ 7 سنوات 7 أشهر
    يعني كذب عيني عينك!!!؟؟القاتل قبضو عليه وهو سلفي معروف بميوله،واتى قبل ايام من السعودية وتتهمون ايران بكل وقاحة؟؟يعني اخجلوا على حالكن شوي،لو كان القاتل غير معروف كان من الممكن هذا الاتهام،ولكن ولخيبة املكم تم القبض عليه،وانا اتهم السعودية بقتله لان سياسة الذبح والنحر مشهورة فيها.

    عمار

    ·منذ 7 سنوات 7 أشهر
    قبحك الله يا هذا السلفيون براء مما نسبت إليهم بلسانك *** قاتلك الله وشل لسانك
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات