في الحلقة التي عرضها برنامج (المقالب) "هدي قلبك" على قناة otv التي يملكها رئيس الجمهورية ميشال عون، ظهر شاب سوري وهو يدخل إلى حلبة سباق السيارات الصغيرة "كارتينغ" من أجل مقابلة عمل، لتطلب صاحبة العمل من الشاب السوري (أحمد) مهمة أولية بنقل مسدس إلى جانب آخر من الحلبة، وتجريب إحدى السيارات في حلبة "الكارتينغ"، ليوقفه "عنصر مسلح" (هوأحد أعضاء فريق البرنامج) على "حاجز مفترض" ويطلب منه "شهادة القيادة، والهوية الشخصية"، ليلقي عليه بعد ذلك كمية من الشتائم والصراخ والتهديد.
يكتمل "مشهد العرض السفيه" بوصول شخص مفتول العضلات يدعى (مارسيل خضرا) والذي لعب دوراً أساسياً في ممارسة التشبيح والترهيب على الشاب السوري، عبر ابتزازه بطلبات بدت مهينة جداً، من خلع ملابسه والركض بعد وضع العصا في لباسه الداخلي والهتاف بعبارات من قبيل "بدنا خبز، بدنا حرية"، وذلك تحت التهديد إما بالسلاح أو بالاعتقال.
موقع "جنوبية" اللبناني علق على الحلقة في تلفزيون otv، وقال "مقدمو البرنامج سقطوا إلى الدرك، وتحولوا من أصحاب رسالة ومن حاملي الأمانة إلى مجرد كومبارس يؤدون أدوراً رخيصة على حساب الإنسان".
وأضاف الموقع اللبناني الشاب السوري (أحمد) "أكل الضرب" وهو الخائف من الحواجز والهارب من الموت والباحث عن الأمان وعن لقمة العيش، وهو الذي قد ثار شعبه لأجل الكرامة ليقع ضحية بين تجار الكرامة كُرمى لنكتة تلفزيونية سمجة!
وأردف "عنصرية القناة لا تختلف عن عنصرية التيار ورئيسه جبران باسيل إزاء ملف اللاجئين السوريين، الحلقة التلفزيونية تحوّلت لمساحة من السادية إلى صورة من أنظمة الأسد، تحقير، مهانة، ذل، انبطاح، سخرية من الجسد، وإلى ما ذلك من التصرفات والتعابير الساقطة أخلاقياً وإعلامياً".
هذا وأثارت حلقة برنامج "هدي قلبك" موجة سخط إعلامي وموجة استنكار على موقع التواصل الاجتماعي، حيث تم تداول نشطاء لبنانيين وسوريين هاشتاغ #اوقفوا_هدي_قلبك، طالبوا من خلاله بوقف البرنامج.
والجدير بالذكر، أن رئيس لبنان ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل مالكي قناة otv لا يتركان مناسبة محلية أو دولية إلا ويطالبان فيها بترحيل اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم بشار الأسد إلى بلادهم مرة ثانية، إلى جانب التصريحات الحاقدة والعنصرية ومنها اعتبار نزوح السوريين إلى لبنان عملية تُغذي "الإرهاب ويخلق حرباً وفوضى"، وتحميلهم أزمة الكهرباء وارتفاع نسبة الجرائم.
التعليقات (9)