تقارب مع ترمب لكن مواقفه لا تزال غامضة

 تقارب مع ترمب لكن مواقفه لا تزال غامضة
خمسة استحقاقات يمكن أن تحدّد مساراً إيجابياً للعلاقة العربية - الأميركية، وهذه عناوينها: فلسطين، وسوريا، والعراق، واليمن، ومكافحة الإرهاب. 

فليس مؤكّداً أن الأولويات العربية هي بهذا الترتيب، بل باتت تبدأ بمواجهة إيران بالنسبة إلى بعض، وتتفاوت عند بعض آخر، أما أولويات إدارة دونالد ترمب فتبدأ حالياً بـ»ضرب الإرهاب الأصولي» ويليها «ردع إيران». 

لا يزال الغموض سائداً في الاستراتيجية الأميركية بالنسبة إلى الأزمات المذكورة، بالإضافة إلى ليبيا، وكذلك في الخيارات المطروحة لحلّها، وكل الدول المعنية أقلّ أو أكثر بهذه الأزمات، سواء كانت عربية أو غير عربية، تبدو منتظرة لواشنطن، وتعتقد أن لدى ترمب إرادة لتحريك الملفات، أما كيف سيتصرّف فلا وضوح على الإطلاق.

هناك من يرى إيجابية ما في بعض المواقف والخطوات، كدعوة رئيس السلطة الفلسطينية إلى البيت الأبيض، وتأجيل نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وطلب عدم التوسّع في الاستيطان، وأخيراً اعتبار حائط المبكى جزءاً من الضفة الغربية المحتلة، لكنها إيجابية غير مؤثرة، وغير قابلة للترجمة في أي مبادرة تنتويها الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، بل يعتبر عديد من المحلّلين أنها كانت مخصّصة فقط للتمهيد لزيارة ترمب للسعودية.

غير أن الحماس الذي أبداه الرئيس لتحقيق اختراق في الملف الفلسطيني - الإسرائيلي لا ينفكّ يتراجع بعد اصطدامه بالواقع، فالعقبات التي يواجهها أي تحرّك أميركي هي إسرائيلية أولاً وأخيراً؛ إذ إن الشروط التي تضعها حكومة المتطرّفين في إسرائيل ليست تعجيزية فقط، بل تفاقم التعقيدات ولا تقود إلى أي سلام، ولا يُتوقَّع من الجانب الأميركي أن يعترف بهذه الحقيقة ليتمكّن من الحفاظ على المواقف التقليدية المؤيّدة عموماً لإسرائيل.

اللافت في المواقف الأميركية من سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا أنها غير مكترثة بشعوب هذه البلدان، ومعاناتها من الحروب والصراعات التي دمّرت اقتصاداتها واستقرارها، وإذ تبدو منخرطة في محاربة «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) وتنظيم «القاعدة» إلا أنها مُحجِمة عن الدفع بالحلول السياسية التي تُعتبر ضروريةً ومكمّلةً للجهد الحربي. 

فكما تسبّبت محاربة «داعش» بصراعات بين الدول يُرجَّح أن يتسبّب «ما بعد داعش» بمزيد من هذه الصراعات، والانطباع السائد أن أميركا تخوض حربها على الإرهاب تاركةً خياراتها السياسية مفتوحة، فهي لا تتبنى مثلاً موقفاً مبدئياً بإنهاء الحروب في تلك البلدان، أو يغلّب وحدتها على مساعي تقسيمها، ولعل في إصرارها على تكليف أكراد سوريا بمحاربة «داعش» ومكافأتهم بإقامة كيان خاص بهم توجّهاً تقسيمياً مكشوفاً تحافظ عليه إلى حدّ المجازفة بإفساد العلاقة مع حليف مزمن مثل تركيا.

ولمزيد من التعقيد باتت الولايات المتحدة تعتمد مفهوماً يجعل الإرهاب، والتهديد الإيراني متلازمَين، واقعياً لا يمكن قبول السياسات الإيرانية؛ لأن نتائجها واضحة على الأرض في سوريا، والعراق، واليمن، وحتى في لبنان، ولا يمكن إغفال أن النفوذ الذي سعت إليه إيران أدّى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى دمار ثلاثة بلدان عربية، حتى صعُب الحوار معها، فيما هي تبحث عن اعترافات دولية بتثبيت هذا النفوذ، ولن تحصل عليها، لكن، هل يعني هذا أن سياسات ترمب ضد إيران ستحقق مصلحة للعرب؟ ليس معروفاً حتى الآن سوى الأقوال، وقد تليها أفعال في إطار الصراع الدائر في البلدان العربية الثلاث، وما يجب عدم نسيانه أن أميركا ترمي في نهاية المطاف إلى استقطاب إيران لا إلى تدميرها.;

التعليقات (1)

    ابو صالح

    ·منذ 6 سنوات 10 أشهر
    ايران صناعه امريكيه لاتشليح العرب كرامتهم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات