الطفل "عمران" على إعلام النظام.. هكذا قُتل للمرة الثالثة

الطفل "عمران" على إعلام النظام.. هكذا قُتل للمرة الثالثة
عادت قضية الطفل "عمران دقنيش" إلى الظهور مجدداً على السطح، بعد أن تحول الطفل ذو السنوات الأربع، إلى أيقونة سورية، ورمزٍ على المجازر التي شهدتها المناطق الشرقية في مدينة حلب، في حقبة سيطرة الثوار عليها، وذلك بعد أن قام أحد تلفزيونات النظام بزيارة عائلة الطفل عمران وإظهاره على الإعلام، للقول بأن من تسبب بمأساة العائلة إنما هو "الإرهاب" وليس قصف طائرات النظام والطائرات الروسية لمنزل العائلة.

https://orient-news.net/news_images/17_6/pa_1496759870.jpg'>

سقطات.. ما هي الضربة؟

عبر عدة مقاطع (منها بتصوير الموبايل، ومنها بتصوير الكاميرا) نقل تلفزيون سما التابع للنظام مجريات زيارة فريقها، وفريق قناة "العالم" الإيرانية إلى منزل عائلة الطفل عمران.

المقابلات مع الوالد المرهق، وكلماته التي لا تعطي معاني كافية لما حدث، كانت كفيلة لإدراك أن ما يقوله الرجل لم يكن من بنات أفكاره.

bvBL8hHrogI

فعبارة مثل "القصة معروفة"، و "تمثليتهم المعروفة"، وعبارة "تاجروا بدمه"، جميعها عبارات مقتضبة لا تحكي ما حدث، بل إن جميع المقاطع التي ظهر فيها الرجل لم يرو ما حدث بالتفصيل، إلى أن أحرجه سؤال مراسل قناة العالم الإيرانية بقوله "احكيلنا القصة"، فروى الرجل الحادثة وعندما وصل إلى مربط الفرس، قال "صارت الضربة" ولكن أي ضربة تلك التي "صارت"، لم يحدد هويتها، لكنه أردف قائلاً: "ما سمعنا لا صوت طيران ولا شي"، ليشير أن "شيئاً ما" لم يحدده هدم المنزل وقتل ولده الأكبر، وجرح عمران وشقيقته.

وفي أحد المقاطع يسأل المذيع الوالد: "احكيلهن اديش دفعولك منشان تطلع على الإعلام وتتهم الدولة السورية"، فرد الوالد المرتبك "دفعولي 8000 دولار"، فقاطعه المذيع "مين كان الوسيط"، فرد الوالد: "أبو الشيخ"، فعاد المذيع إلى مقاطعته: "قلهن مين كان بدو يعمل معك المقابلة"، فرد الوالد "عمر الموسى"، ليقوم المذيع فوراً بالتصحيح له قائلاً "موسى العمر".

7_MxFhjxv_Y

ويتبين جلياً أن الرجل لم يسمع بالإعلامي "موسى العمر" من قبل وأنه تم تلقينه له قبل التصوير، وحتى عن موضوع المساعدات، قال الرجل بأنه تلقى عدداً من المساعدات لكنه رفضها، وهو أمر حقيقي، فالعديد من المنظمات العالمية التي سمعت بقصة عمران حاولت أن تتدخل.

ويتجنب إعلام النظام على مدار السنوات الست الاعتراف بأن قصفاً جوياً يحدث في مناطق سيطرة الثوار، لكن منطقة كمنطقة "القاطرجي" الشعبية في الأحياء الشرقية، تلقت مئات البراميل وما تزال آثارها شاهدة إلى الآن حتى وبعد أن دخلتها قوات النظام.

وتظهر المقاطع المصورة من حي القاطرجي بحلب أثناء القصف، كيف أخرج عمران ووالده المصاب، وشقيقه المقتول من منزلهم بشكل واضح، في دحض واضح للمزاعم التي قالت إن القصة مفبركة وعلى رأس من ساقوا تلك المزاعم رأس النظام بشار الأسد.

bWnbh41EQC0

عندما كذبت "سما" بشار الأسد.. الصحفي ما زال بالانتظار

في حواره مع قناة SRF1 السويسرية، فاجأ المذيع بشار الأسد رأس النظام بصورة عمران، وهو يجلس مذهولاً بإصابته على كرسي الإسعاف.

لم يكن أمام الأسد، سوى أن يقول للمذيع الذي فاجأه بإشهار تلك الصورة، بوجهه، بكل ما يحمله هذا الفعل من معنى اتهامي له كقاتل، بقوله: "هذه الصورة بالتحديد مزوّرة"!

ووعد الأسد الصحفي لاحقاً، أنه سيقوم بتزويده بعدة صور لعمران وشقيقته وهما يمثلان دوراً آخراً كضحايا ضمن مقاطع مفبركة تقوم بها منظومة "الخوذ البيضاء" حسب زعمه.

qr7Rk90puCY

الميديا الإعلامية الموالية للأسد، هاجمت وماجت في ذلك الوقت، وذهب بعضها للقول إن الغبار على شعر عمران كان عبارة عن ماكياج فحسب، بسبب لونه الأبيض، فلا يوجد "غبار أبيض ينتج عن قصف" بحسب تعبير تلك الوسائل، مع تجاهل أو جهل تلك الوسائل أن مدينة حلب تستعمل الحجر الأبيض في أبنيتها، وهو ما يجعل الغبار أبيضاً مع كل عملية قصف تحدث.

لا تقتلوني مرة أخرى..

ومع انتشار مقاطع "سما والعالم" التي احتفل الجمهور المؤيد بهما، بدا وكأن هناك حملة ضد الوالد والولد، واعتبارهما كاذبين، دون الالتفات إلى أن العائلة تقطن الآن في مناطق تسيطر عليها قوات النظام ما يجعل الأمر ضرباً من المستحيل أن يرفض التصوير مع تلك المحطتين، أو أن يرفض قول ما يملى عليه.

تلقى الطفل والوالد سيلاً من الاتهامات، التي تضعهما في خانة الوقوف مع النظام، أو "التشبيح له" كما أوردت بعض صفحات مواقع التواصل، لكن الحقيقة ووحدها الحقيقة، كانت تشعّ من عيني الوالد والولد الذي لا حول له ولا قوة.

https://orient-news.net/news_images/17_6/pa_1496759782.jpg'>

لماذا الآن..

السؤال الأبرز الذي تم طرحه اليوم هو لماذا قامت قناة سما والعالم الإيرانية، بإعادة قصة عمران إلى الواجهة، طالما أن العائلة أصلاً موجودة في مناطق سيطرة النظام، لماذا لم تجري معهم اللقاء من قبل، لماذا لم تستغل الموقف قبل الآن وتخرجه إلى الإعلام ليقولوا إن طائرات "قوات النظام لم تقصفنا، وإنما قصفنا الإرهاب".

والسؤال، يجيب عنه المنطق وحده، فقد شكلت قضية الطفل عمران حراكاً عالمياً واستخدمت صورته من قبل السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ورفعتها بوجه فيتالي تشوركين مندوب روسيا، كما استحوذت الصورة على تعاطف العالم بأسره، فقام النظام بإنكار الحادثة جملة وتفصيلاً، وذهب الأسد ليقول إن الصورة مزورة، وأن الحادثة لم تحدث أصلاً.. ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟

بحسب مصادر مقربة من الوسط الإعلامي التابع للنظام في حلب، فإن تعليمات صارمة جاءت إلى جميع العاملين في الإعلام بالتكتم على قصة عمران، وعدم محاولة نبشها من جديد، بل تجاهلها تماماً حتى من باب كشف "فبركتها".

لكن التطور الجديد الذي دخل على القصة هو الحملة التي قام بها نشطاء سوريون ومن حول العالم ضد شركة "زين" السعودية للاتصالات، والتي استخدمت صورة عمران ضمن إعلان ترويجي لها، ويقدمه على أنه ضحية "الإرهاب".

f8HjcWOeE9o

الحملة أخذت ضجة عالمية، وبات هاشتاغ "زين تشوه الحقيقة" عالمياً، مطالباً الشركة السعودية بسحب الإعلان والاعتذار لعمران، لأنه يزوّر الحقيقة، ويغيب المجرم الحقيقي التي قصف بيت عمران.

عمران وغيره من الآلاف من الأطفال، كان من الممكن أن يكونوا "ضحايا نجوم" في سوق الميديا العالمية فيما لو توافرت لهم نفس الظروف، ومعظم أهالي أولئك الأطفال سيفعلون ما فعله والد عمران عندما يكونون تحت الإقامة الجبرية في مناطق النظام، فالرجل (مؤيداً كان أو معارضاً) يريد أن يعيش بسلام ولا يمكن المزوادة عليه أكثر من ذلك، فعمران الآن يعيش في بيت أهله، ورغم أنه فقد شقيقاً أكبراً، وفجع والداه، إلا أن عينيه ما زالتا تنظران إلى الكاميرا وتقول "لا تقتلوني مرة ثالثة!".

التعليقات (3)

    ابو شهاب الدين .....الدمشقي

    ·منذ 6 سنوات 10 أشهر
    سنبكيكي دم يا اسماء الاخرس نحن جند محمد لا تعلمين كيف نفكر فنحن ابناء هذا البلد ايها الغبية وانتي بنت بريطانيا وهذا الفرق الواضح .....

    عثمان عثمان

    ·منذ 6 سنوات 10 أشهر
    حسبنا الله ونعم الوكيل الله يساعد عمران وابو عمران على كل هاذ التزوير من قبل النظام الفاشي الذي يكذب ويقول الثوارهم من قصفو خان شيجون يستطيع ان يزور كل الاحداث اذا كان الاسد كاذب واسماء وشادي حلوه فلاتعجب من هاذ الكلام الله يساعد عمران واهلو وينجيهم من كل الفاسدين من النظام وايران وروسيا الكذاب الاكبر

    محمد الحسن

    ·منذ 6 سنوات 10 أشهر
    هي مو اول مره بكذبو ا عندهن تاريخ حافل بالكذب والاجرام قصه محمد عبد اوهاب من البياضه قصه اول مظاهرة طلعت بالميدان قال شو (اهالي الميدان يخرجون بالشوارع شكر لله لهطول المطر انذاك ) لك شو بد ي احكي ل احكي جماعه ولاد حرام من الراس لل الاساس
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات