الباب.. مهجرون من أهالي الوعر يستعدون للعودة إلى حمص.. ماهي الأسباب؟

النظام يطرح جملة من الشروط عبر وسيط

تؤكد مصادر أن نظام الأسد كلّف المدعو "أدهم رجوب" كوسيط، والذي سيقوم بدوره بالتواصل مع أهالي حي الوعر، مطالباً بتشكيل لجنة من الذين يرغبون بالعودة وتقديم قوائم اسمية لمن يريد العودة وتحديد موعد قريب قد يكون يوم الجمعة القادم وأقصاه يوم الثلاثاء القادم ضمن دفعة واحدة فقط مهما كان العدد الذي سوف يحدد بعد إرسال القوائم الاسمية للراغبين بالعودة.

وتداول ناشطون مقاطع صوتية للمدعو "أدهم رجوب" المكلف من نظام الأسد يتحدث فيها عن شروط النظام وآلية العودة للوعر، و ذكر فيها عن حصوله على موافقة أمنية من "جهات الدولة" بهدف عودة أهالي حمص في منطقة درع الفرات إلى حي الوعر.

العائدون إلى التسوية مع النظام

وقال رجوب "إن بلدة تادف الخاضعة لسيطرة النظام هي المنطقة صفر ومنطقة تجمع الحافلات للعودة، وعلى الفصائل في منطقة درع الفرات اختيار الطريقة المناسبة لوصول العائلات من أماكنهم إلى البلدة، حيث سيستلم النظام زمام الأمور من تدقيق في دفاتر العائلة وأشخاصها وتفتيش الأمتعة، وبعدها ستنقلهم الحافلات من المنطقة إلى حي الوعر بضمان من نظام الأسد الذي سيؤمن الطريق للعائدين وأما الحاجيات والأمتعة لن يتم إرسال سيارات شحن من قبل النظام ويمكن أن يتم تأمين سيارات شحن على حساب الأسر العائدة".

وأشار إلى وجود شرط حضور كامل أفراد العائلة كما وردت في دفتر العائلة دون نقصان أي فرد من أفرادها وسوف يعاملون معاملة أهالي حي الوعر الموجودين الآن ضمن الحي.

ونوه وسيط الأسد إلى أن كل من سيعود سيطبق عليه قانون التسوية الذي فرضه النظام على كل من يريد العودة مع التركيز على عودة كامل أفراد الأسرة وفق جداول اسمية وعددية سيتم تدقيقها على دفاتر العائلة وعدم التعرض لأي شخص سيعود وعدم المسائلة أين كان وإلى أين ذهب.

تسوية مع المنشقين

وكشف "رجوب" أن العساكر والعناصر المنشقة سيخضعون لـنظام "التسوية"، ويعادون للخدمة في محافظة حمص، وبالنسبة لطالب الجامعة يحصل على وثيقة تأجيل ويعود لجامعته.

وأخيراً طالب "رجوب" بالاستعجال بالعملية خوفاً من حدوث أي ظرف داخلي أو خارجي قد يلغي العملية".

شبيح وليس وسيط

في المقابل اتهم ناشطون المدعو "أدهم رجوب" بأنه عميل لنظام الأسد وليس وسيط لهم كما ذكر، وقد كانت له ممارسات تشبيحية كثير على أبناء مدينة حمص وحي الوعر خاصة خلال سنوات الثورة.

ونوه ناشطون إلى رغبة النظام الشديدة بعودة شباب حي الوعر الذي ظهر بوضوح من خلال تأكيد رجوب الذي يتحدث باسم النظام بعودة الشباب وعدم عودة الشيوخ والنساء فقط من أجل استغلالهم وضمهم لصفوف ميليشياته ومحاربتهم بجانب قوات النظام في باقي الجبهات.

وضع إنساني مأساوي لأهالي حمص 

لكن ماهي الأسباب التي تدفع أهالي الوعر المتوجدين في منطقة درع الفرات إلى العودة مجدداً إلى حمص التي يسيطر عليها نظام الأسد؟.

تحدثت بعض من العوائل التي ترغب بالعودة لـ "أورينت نت" عن سبب رغبتهم بالعودة، بعد الاستقبال السيئ الذي واجهوه في منطقة درع الفرات وعدم تأمين مقومات الحياة في المخيمات من مياه وسكن وغيرها من الحاجات الضرورية، بالإضافة لسوء الوضع الطبي وإهمال الجانب التعليمي تماماً عن المخيمات وغلاء آجار المنازل والمعيشة لمن يريد الخروج من المخيمات، وفقر شديد مترافق مع عدم توفر فرص عمل كافية للمهجرين وعدم استطاعة احتواء المهجرين إغاثياً بسبب الأعداد الكبيرة التي قصدت منطقة درع الفرات.

يشار هنا، أن نحو 200 عائلة سجلت للعودة من مدينة الباب بريف حلب إلى حمص، ونحو 250 عائلة أخرى ترغب بالعودة من مخيم زوغرة في جرابلس بريف مدينة الباب إلى حمص وعشرات العوائل من مناطق متفرقة تستعد للعودة مع العائدين، وتجري عملية التسجيل في مخيم الزوغرة من قبل بعض الأشخاص الذين شكلوا لجنة للعودة.

وهجر نظام الأسد نحو 20000 نسمة، تطبيقاً لاتفاق فرضته روسيا على لجنة التفاوض الممثلة للحي التي تضم فعاليات عسكرية ومدنية عن الحي، ويقضي بخروج مقاتلي المعارضة وعائلاتهم ومن يرغب من الأهالي إلى أرياف حلب وحمص وإدلب.