هل خدع الروس ترامب بهامبورغ.. صحيفة أمريكية تجيب!

هل خدع الروس ترامب بهامبورغ.. صحيفة أمريكية تجيب!
ترى صحيفة الـ"ديلي بيست" الأمريكية أن الاتفاق الروسي الأمريكي حول المنطقة الجنوبية في سوريا هو غطاء ديبلوماسي أمريكي لاستراتيجية روسية انطلقت مع مقترحها بإنشاء "مناطق خفض التصعيد" في سوريا والمستفيد الأكبر سيكون إيران وفق نقاط توضحها الصحيفة، بمعنى آخر أن سياسة ترامب في سوريا تظهر كامتداد لسياسة سلفه أوباما.

الجائزة الكبرى

تقول الصحيفة الأمريكية في مقال لها اليوم بعنوان "كيف تلاعب الروس بترامب وخرجت إيران بالجائزة الكبرى" إن المبادئ الأساسية لسياسة ترامب الجديدة في سوريا تقوم على أن وجود الولايات المتحدة في سوريا هو لمحاربة تنظيم "الدولة / داعش" وهي، أي أمريكا، ليست معنية بالطعن بشرعية نظام بشار الأسد بالرغم من جرائمه العديدة، ومن الجهة الأخرى قامت روسيا، بنفس الوقت، بالاستثمار في مقترحها بإنشاء "مناطق تخفيف التصعيد" لتحقيق أهدافها.

يبدو مقترح خفض التصعيد بحد ذاته مقبولاً لأسباب إنسانية، لكنه من الناحية العملية، على الأرض، يمثل أهم آلية استراتيجية روسية، تقول ديلي بيست، لضمان منهجي لانتصار الأسد عبر تجميد انتقائي للخطوط الأمامية الذي من شأنه تعزيز القوات الموالية لنظام الأسد للقتال في أماكن أخرى، والولايات المتحدة قدمت غطاءً ديبلوماسياً لهذا المخطط. 

"اليوم الأمريكيون هم من يُقادون من الخلف"!

الدعم الأمريكي لمثل هذه المخططات يجعل من إدارة ترامب تفشل في التعلم من التاريخ الحديث في سوريا، حيث جلبت هذه الاتفاقات الاستقرار على المدى القصير لصالح طرف واحد دون خصمه.

وكان صميم الاتفاق الذي تم خلال اجتماع بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، في هامبورغ الأسبوع الماضي، يقضي بتحمل الولايات المتحدة والأردن مسؤولية إجبار جماعات المعارضة على وقف القتال، في حين ستضمن موسكو نظام الأسد وإيران.

وتوضح الصحيفة بأن هذا الاتفاق ليس استراتيجية جديدة للولايات المتحدة، بل هو توطيد لسياسة وضعها الرئيس السابق باراك أوباما، الذي دعت إدارته في كثير من الأحيان إلى رحيل الأسد، ولكنها لم تسع جديا لتحقيق ذلك.

ومن خلال الاعتراف بحدود أهداف الولايات المتحدة في سوريا، فإن واشنطن تعترف فعلياً بهزيمتها أمام روسيا وإيران، لقد ولت أيام "القيادة الأمريكية من الخلف"، اليوم الأمريكيون هم من يُقادون من الخلف.

وتعتبر ديلي بيست أن أكبر نقاط الضعف في الاستراتيجية الأميركية بسوريا هو المدى القصير، وحتى إذا لم يكن للولايات المتحدة مصالح وجودية في سوريا، فإنها أوجدت حصتها من خلال التدخل العسكري ضد تنظيم الدولة، وإذا كانت مصالح الولايات المتحدة محدودة وتهيمن عليها مكافحة الإرهاب، فعليها أن تبدأ في استباق هذه التهديدات بدلاً من الرد عليها بعد أن تكون قد تطورت ونضجت.

المشاكل الرئيسة المتعلقة باستراتيجية الولايات المتحدة في سوريا

أولاً، من خلال إجراءاتها في مكافحة ما يسمى الإرهاب، تواصل الولايات المتحدة بطريقة غير منطقية التعامل مع أس المشكلة، وذلك عبر السماح في الوقت نفسه لجذور، المشكلة، (نظام الأسد) بالبقاء على قيد الحياة. التطرف لم يكن أبداً السبب الرئيس لعدم الاستقرار في سوريا، إنما التطرف يغذي الظروف الموجودة مسبقا. إن استراتيجية الولايات المتحدة الحالية لا تفعل شيئا يذكر لمعالجة تلك الظروف الأساسية للحرب. 

ثانياً، الولايات المتحدة لا تبدو مستعدة للاستثمار في جهود تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في الأراضي التي يتم طرد داعش منها. وبدلاً من ذلك، يتم نقل القرارات المحلية إلى ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية / قسد"، وقوتها الرئيسية، "وحدات حماية الشعب" (YPG). بينما تحافظ قسد و YPG على علاقة غامضة مع نظام الأسد، بحسب ديلي بيست، وتقاسمه السلطة فى بعض المناطق، وتنسق معه عسكرياً في أماكن أخرى.

ثالثاً، بعيداً عن المعركة ضد تنظيم "الدولة"، تبدو الولايات المتحدة على استعداد لتقديم دعمها، علانية أو سراً، لمبادرة تخفيض التصعيد الروسية في سوريا، وهذا يشير إلى امتلاك واشنطن بعض الإيمان والثقة بنوايا روسيا في قدرتها على تحقيق الهدوء، بيد أن واشنطن نسيت أن موسكو فشلت في تأمين وقف إطلاق نار محايد وهادف ودائم منذ "تدخلها" في سوريا في قبل عامين.

رابعاً، إن الاستراتيجية الأمريكية المحدودة، الحالية، لمكافحة الإرهاب في سوريا مقترنة بقبول ضمني لانتصار الأسد وهذا يعني أن إيران قد حققت انتصاراً استراتيجياً كبيراً. حيث استغل الحرس الثوري الإيراني على مدى السنوات القليلة الماضية حالة عدم الاستقرار في سوريا من أجل إقامة شبكة كبيرة ومعقدة من الميليشيات الشيعية في الشرق الأوسط مما منح إيران نفوذاً كبيراً في المنطقة حيث تسيطر إيران على أكثر من 230،000 من رجال الميليشيات في سوريا والعراق ولبنان مجتمعة. منهم 150،000 في سوريا وحدها.

التركيز على الحلول طويلة الأجل

وتختم الصحيفة بأن على الولايات المتحدة أن تركز، على وجه السرعة بما يخص سوريا، على السياسات طويلة الأجل، وذلك استنادا إلى التزام مستمر وحقيقي بفكرة التسوية التفاوضية التي تضم أكبر قدر ممكن من المعارضة. ستعود عواقب التمسك بالرؤية قصيرة الأجل التي يتم اتباعها اليوم من قبل واشنطن في سوريا إلى مطاردتها، وبحلول ذلك الوقت، ستكون خيارات واشنطن محدودة ومحملة بالمخاطر أكثر مما هي عليه اليوم.

التعليقات (1)

    kk

    ·منذ 6 سنوات 9 أشهر
    طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..طويلة الأجل..قصيرة الأجل..
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات