عرسال.. العقبة الأخيرة أمام المنطقة الآمنة الخاصة بـ "حزب الله"

عرسال.. العقبة الأخيرة أمام المنطقة الآمنة الخاصة بـ "حزب الله"
لطالما اعتبر "حزب الله" أن عرسال - التي تقع في لبنان وتمتد ضواحيها إلى داخل سوريا - تشكّل بقعة خطيرة له، كون اللاجئين السوريين يفسدون جهوده الرامية إلى إحداث تغيير ديمغرافي في المناطق التي يسيطر عليها على طول الممر من الساحل السوري إلى الحدود اللبنانية - أي "سوريا المفيدة" الخاصة بإيران.

وأشار "معهد واشنطن" إلى أن الهجوم العسكري قد بدء لتوّه، فإن الأمر ليس سوى مسألة وقت قبل أن يُخرِج "حزب الله" الفصائل ويعلن انتصاراً آخر، وبالتالي سيتبع ذلك عودة المزيد من اللاجئين إلى سوريا، مما سيسمح لـ "حزب الله" في النهاية بإنشاء المنطقة الآمنة الخاصة به في لبنان وعلى طول الحدود السورية. وبطريقة أو بأخرى، سيقع اللاجئون تحت سيطرة "حزب الله"، سواء بقوا في المنطقة الآمنة التي يديرها هذا الحزب أو عادوا إلى سوريا للعيش تحت حكم الأسد.

وعلى المدى المتوسط، سيحظى "حزب الله" بمناطق سيطرة لا تخضع للتحدي حول الحدود اللبنانية- السورية، وبخط إمدادٍ آمن إلى وطنه الأم ومنه، وبالدعم المحلي الناتج عن إعلان النصر - حتى وإن كان دعماً رمزياً. وسيستغل "حزب الله" هذا النصر من أجل استعادة دعم جمهوره - بعد أن تراجع هذا التأييد بسبب مشاركة الجماعة في حربٍ أجنبية والخسائر المصاحبة لها.

وستكون النتائج المترتبة عن المنطقة الآمنة التي يديرها "حزب الله" وخيمة لأسبابٍ إنسانية وسياسية على حدٍ سواء. وسيؤدي هذا التطور إلى تفاقم الإحباط بين العائدين إلى سوريا.

وتستضيف عرسال اليوم حوالي 50000 لاجئ سوري، يتواجد بعضهم في ضواحيها، حيث يقاتل "حزب الله" الفصائل. وتُعتبَر "القوات المسلحة اللبنانية" السلطة الأمنية الرئيسية في البلدة، ولكن "حزب الله" تدخّل أيضاً في العديد من الاشتباكات ضد تنظيم الدولة ومقاتلي "هيئة تحرير الشام"، الذين يُقدَّر عددهم بحوالي ألف شخص.

وفي وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، انتقدت المنظمات اللبنانية والدولية لحقوق الإنسان بشدة "القوات المسلحة اللبنانية" على إساءة معاملة المعتقلين السوريين. فعندما شن الجيش غارة على المنطقة في 30 حزيران، ألقى القبض على 350 لاجئاً سورياً، توفي أربعةٌ منهم تحت التعذيب، وهي حادثة غير مسبوقة تؤدي إلى المزيد من الانقسام في المشهد السياسي اللبناني والرأي العام اللبناني بشأن قضية اللاجئين والجيش. 

وخلال الأسبوع نفسه، أُشعلت النيران في ثلاثة مخيمات للاجئين السوريين في منطقتي قب الياس وتل سرحون في وادي البقاع، مما أدى إلى تدمير خيام وممتلكات العديد من المقيمين هناك. ومع ذلك، لم يتم اعتقال أي شخص. ويبدو أن هذه الحوادث أثارت المشاعر المعادية للاجئين في جميع أنحاء لبنان، مما أدّى إلى شن مجموعة من الهجمات ذات الصلة. 

وتجدر الإشارة أيضاً إلى توقيت هذه المفاوضات السابقة بين "حزب الله" والفصائل في عرسال جاءت مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته المتمثلة في إنشاء مناطق آمنة في سوريا لحماية اللاجئين - وهي خطط لم تتحقق بعد. وفي أية حال، أشار الاتفاق المقترح إلى منطقة آمنة بديلة يديرها "حزب الله"، من خلال سيطرة هذا الحزب على جميع البلدات الحدودية اللبنانية وتأمين الأسد للبلدات السورية الواقعة ضمن الممر وقرب دمشق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات