قد يقتل المرء نتيجة التهاب قصباته الهوائية، لكن ستظهر على جسده ملامح صعق كهربائي، وقد يموت سوريٌ آخر في السجون اللبنانية نتيجة جيوب أنفية، لكن جثمانه أثناء التشييع سيحمل بصمات دامية للسياط وتقرحات التعذيب، على هذا النحو جاء تقرير الطب الشرعي في لبنان، حول وفاة أربعة لاجئين سوريين في سجون الجيش، وعلمت أورينت نيوز من مصادرها أن القاضي المختص قد يأخذ تلك الرواية بعين الاعتبار.
واكتفت لجنة الطب الشرعي المكلفة بتقصي الحقائق، حول مقتل اللاجئين السوريين الأربعة بظروف غامضة في سجون تابعة لقيادة الجيش اللبناني، اكتفت لتحديد أسباب وفاتهم، وقالت بعد أن عاينت عينات من جثامينهم، إنهم توفوا نتيجة أمراض مزمنة، تراوحت بين التهاب القصبات الهوائية والجيوب الأنفية والصدمة الحرارية ورابعٌ قيل أنه توفي نتيجة تعاطيه للمخدرات.
التقرير المسرب استبعد أن يكون الجيش اللبناني عرّض هؤلاء المعتقلين لعمليات ضرب أثناء استجوابهم، أو إيداعهم في ظروف لا إنسانية داخل الزنازين، روايةٌ تكاد لا تصمد أمام قائلها، ولا تقنع قضاء مستقلا أو منظمة راحت تفتش عن أدلة وتشكك في نزاهة التحقيق من الأساس.
ما حقيقة المرض الذي يودي بصاحبه إلى الموت خلال ساعات؟ ولم لمْ تحولهم قيادة الجيش إلى مشاف لمعالجتهم أثناء احتجازهم، وهو حق مكفول حتى لأسرى الحرب، أهو تواطؤ أمام أجساد عليلة كانت تحتضر، أم تخاذل إنساني عن رفع الضرر عن مرضى يتألمون، أهو مشاركةٌ غير مباشرة بالقتل، أم لا مبالاة بحياة الآخرين، أم كل ما سبق؟.
التعليقات (0)