بالأسماء.. تعرّف على "مافيات التبغ" في اللاذقية

بالأسماء.. تعرّف على "مافيات التبغ" في اللاذقية
بعد الهبوط الكبير لليرة السورية، خفضت المؤسسة العامة للتبغ من حجم المستوردات المرخصة إلى أقل من الربع منذ نهاية العام 2012، ما جعل العائلات النافذة عند النظام، (شركات محمد جابر أحد أقارب الأسد)، (وشركات محمد مخلوف خال بشار الأسد) أن تأخذ دوراً في تأمين البديل، وتقوم بإدخال أصناف متعددة من التبغ الأجنبي المجهول المصدر إلى السوق السورية، وبأشكالٍ تتعاظم كمياتها وأنواعها مع الوقت. 

مصادر مجهولة!

مصادر هذه الدخان مجهولة، لدرجة أننا لم نجد للأنواع المنتشرة أي موقع إلكتروني عبر الإنترنت، ولم نستطع الحصول على مستندات الاستيراد من إدارة المرافئ العامة في سوريا، أو المؤسسة العامة للتبع، ليتبين لاحقاً أن شركات جابر ومخلوف تُنتج أنواع من التبغ في سفن صناعية ضخمة مخصصة لصناعة الدخان لتبيعها داخل السوق السوداء العالمية. 

وأيضاً داخل معامل غير مرخصة أنشئت في ريف القرداحة وجبلة غرب وجنوب اللاذقية. أنواع التبغ المباعة غير خاضعة للرقابة الحكومية، وأشكالها وأنواعها ليست إلا فخاً لاستدراج المدخنين، خاصة أن أسعارها مقبولة لرداءة إنتاجها، وطريقة تصنيعها تجعلها مقبولة الطعم، رغم أن مختص طبي في مدينة اللاذقية أخضع بعض الأصناف الموجودة في السوق لفحوصات مخبرية وأكد لنا وجود مواد سامة كالنايلون والكرتون داخل مادة التبغ. 

ولمصادرة هذه الشركات للسوق السوري كاملاً مما يجعلهم بكامل الحرية في التحكم بالسوق والمُنتج. هذا ما لم نتحدث عن الصيغة الزائدة للريح لتجار الجملة والمفرق، التي منحها الجابر ومخلوف للبائعين، فالمؤسسة العامة للاستيراد (غوتا) بالتعاون مع جهاز التموين كانت تضبط أسعار الدخان وفقاً لأرباح لا تتجاوز الثمانية بالمئة لبائعي المفرق، ونسبة لا تتجاوز الثلاثة بالمئة لبائعي الجملة، أما المستوردات الحديثة لأيمن ومخلوف فتسمح بهامش أرباح يصل ل 12% لبائعي المفرق، و6% لبائعي الجملة. وهذا ما شجع التجار أكثر على طرح هذه الأنواع من التبغ في السوق. 

مبيعات التبغ لدفع رواتب ميليشيات الشبيحة

ورغم أن المؤسسة العامة للتبغ قد أشارت أن أرباحها قد وصلت إلى 12 مليار ليرة سورية في عام 2015 إزاء بيع 4300 طن من التبغ المنتج داخلياً، وطن من الدخان المستورد، لكن ميزانية هذا العام ستكون بلا تحديد للدخان المستورد، فقد حصل أيمن جابر على حق الاستيراد الكامل للتبغ الأجنبي، أي أنه يبيع ما يستورد ويصنع. وذلك لعكس الأرباح مباشرة على هيئة رواتب لدعم مليشيا صقور الصحراء المقاتلة في سوريا (حسب زعمهِ).

 ورغم تبليغ جميع التجار مسؤولية أيمن جابر عن توزيع الدخان في سوريا بدلاً من المؤسسة العامة للتجارة الخارجية، إلا أن الإعلان عن الاتفاق رسمياً لم يتم، وبهذا عالج أيمن جابر لمصلحته أقنية التهريب الخارجية، وبات لزاماً حتى على مهربين تقليدين من بيت الأسد التوقف عن إدخال أنواع التبغ، لمصلحة شركات أيمن جابر الإنتاجية للتبغ، فلا رخص للمحلات أو الأكشاك إلا بالتزامهم بيع المنتجات التبغية التي يُدخلها الجابر والمخلوف، بالتعاون مع المؤسسة العامة للتجارة الخارجية، والتي تنازلت عن ضريبة الاستيراد لدعم المليشيا. 

إطلاق نار متبادل

دعم اقتصاد المليشيا عبر التبغ مشروع ناجح للجابر، خاصة أن أكثر من 33 صنفاً قد رُصد داخل السوق لأنواع التبغ المصنع من قِبله، والأصناف تلقى رواجاً هائلاً لرخص أسعارها تقريباً، بالنسبة لأنواع التبغ التقليدي المنتشر في كل العالم، وخلال هذا العام استطعنا التأكد (إدارة المرفأ في مدينة اللاذقية) من خروج طنان ومئتا الف كيلو غرام من الدخان إلى الأسواق السورية، وهذه الإحصائية لا تشمل كل المُنتج المُباع، إلا أنها تحقق رقماً قياسياً بالنسبة لمبيعات لعام 2015 . هذا ونحن لا نعرف لحد الآن الرقم الحقيقي لكل المبيعات.

اقتصاد التبغ التابع للعائلة الجابر، وبعيداً عن دعمه للحرب ومليشيا صقور الصحراء، سبب حرباً بينه وبين آل الأسد، فأجبر الجابر كل العائلات المنتمية لعائلة النظام بالتوقف عن التهريب، وقطع الطريق على أي نوع من التبغ لا يدخل تحت إشرافه، مما سبب إشكالاً واسع الطيف في مدينة اللاذقية، حيث تبادلت مجموعات تتبع للطرفين إطلاق النار في شوارع مدينة اللاذقية. تسيطر عائلات مقربة من النظام على جميع أنواع الاقتصادات العاملة في سوريا، التقليدية والهامشية، ويُحول كل هذا اتجاه حُجة الحرب. 

التعليقات (1)

    غسان

    ·منذ 6 سنوات 8 أشهر
    مستوى اعلامي متدني لا يليق بالثورة السورية
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات