للمرة الثالثة
"أوزلام البيرق" الإعلامية والكاتبة لدى صحيفة يني شفق التركية، تطرّقت لقضية اللاجئين السوريين في تركيا، بمقال جاء تحت عنوان "القضية السورية يجب أن تُؤخذ على محمل الجد"، ترجمتها أورينت نت، لتكون هذه مقالتها الثالثة من نوعها في غضون شهرين.
وعزت الكاتبة السبب الكامن خلف إصراراها على تناول قضية اللاجئين السوريين في تركيا، للأحداث وحالات التوتر التي تشهدها بلادها بين الحين والآخر بين الشعبين التركي والسوري، كإطلاق وسم "فليرحل السوريون" الذي شارك فيه فنانون أتراك أيضا، على خلفية المخالفة الاجتماعية التي ارتكبها بعض الشباب السوريين على السواحل التركية، لتليها جريمة قتل السيدة السورية "أماني الرحمون" والتي أثارت ضجة كبيرة حينها.
وعبّرت البيرق عن قلقها إزاء وضع السوريين المقيمين في تركيا، ولا سيّما بعد استماعها إلى أحاديث جانبية من قبل بعض المواطنين ممن ينتمون إلى الفئة المحافظة في البلاد، والذين رحبوا في بداية الأمر باستقبال السوريين، إلا أنّهم وفي الآونة الأخيرة بدؤوا بدورهم بالتأفف من تواجد السوريين فوق أراضيهم.
ماذا يعني انضمام المحافظين لرافضي السوريين؟
لفتت الكاتبة إلى أنّ اثنين من أصل ثلاثة ممن سنحت لها الفرصة من الحديث إليهم يبدؤون حديثهم بالشكوى من جيرانهما السوريين، موضحة أنّ السبب في ذلك ينمّ عن وجود مشكلة اجتماعية حقيقية، تؤدي إلى نشوب موجة تطرف جديّة تجاه السوريين.
وأشارت البيرق إلى أنّ حزب الشعب الجمهوري قد حدد موقفه مسبقا من وجود السوريين في تركيا، ليستخدمه كورقة سياسية من خلال إطلاق وعود بإعادة السوريين إلى بلادهم في حال تمكّن الحزب من السلطة، موضحة -البيرق- أنّ القوميين من حزب الحركة القومية لا يفتؤون يرددون عبارة "لماذا لا يحارب السوريون في بلادهم".
وأشارت إلى أنّ الغريب في الأمر لهذه المرة هو الكره الذي تنامى لدى المحافظين من حزب العدالة والتنمية، وشكواهم المستمر من عدم الشعور بالاستقرار والأمان بسبب تواجد السوريين في البلاد.
وتابعت البيرق مقالتها قائلة: "قسم من ناخبي حزب الحركة القومية يتبنى سياسة متطرفة تجاه السوريين، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ناخبين من حزب الشعب الجمهوري، بالنسبة إلى حزب الشعب الجمهوري بصرف النظر عن السوريين، المواطنون الأتراك الذين لا يحملون صفات معينة على حسب أهوائهم، بحسب تقديرهم لا يستحقون العيش فوق الأراضي التركية، فنحن متعودون على هذا، ولكن ما لسنا متعودين عليه هو نظرة التطرف لدى بعض المحافظين من حزب العدالة والتنمية".
وأردفت الكاتبة أنّ تركيا لم تتمكن من إقناع مواطنيها من نتيجة مفادها: أنّه وإن عاد بعض السوريين إلى بلادهم، البعض الآخر سيبقى في تركيا، وسيشارك الأتراك في بناء مستقبل تركيا، مضيفة: "من الواضح أنّه في السنوات الخمسة الأخيرة لم نتمكن من إلغاء فكرة لدى الأتراك، مفادها: أن السوريين عبء في البلاد، من الضروري حل هذه المشكلة، كيف؟ بالتأكيد ليس من خلال إرسالهم إلى بلادهم في ظل الحرب.
ما هي الحلول للتخفيف من حدة التوتر والاحتقان بين السوريين والأتراك؟
الحل في تخفيف حدة التوتر بين الشعبين برأي الكاتبة البيرق يكمن فيما يلي:
بداية توعية المجتمع التركي حيال اللاجئين السوريين.
إقناع الأتراك بضرورة العيش جنبا إلى جنب مع السوريين.
دمج السوريين ضمن المجتمع التركي.
ضرورة وجود سياسي مسؤول، وذلك للحيلولة دون تأثير مقولات السياسيين من حزب الشعب الجمهوري، وبعض الفنانين والنخبة في الرأي العام من المجتمع التركي، والتي غالبا ما تنم -المقولات- عن الكراهية والحقد تجاه اللاجئين.
التعليم، إذ يشكّل من هم دون سن الـ 18 نصف اللاجئين المتواجدين في تركيا، ولذلك من الضروري تعريفهم بالمفردات والمناهج التركية، ومن الضروري بذل جهود أكبر لدمج الطلاب مع ذويهم الأتراك في المدارس.
ضرورة توظيف واستخدام السوريين في إطار خطة الدمج أيضا، والحيلولة دون استغلالهم من قبل بعض الجهات، والسبيل للحيلولة دون استغلالهم يكون من خلال منحهم تصاريح عمل.
ضرورة إنشاء وزارة خاصة باللاجئين وذلك بأسرع وقت ممكن، للعناية بشؤون اللاجئين.
تجدر الإشارة إلى أنّ الأيام الأخيرة شهدت توترا أيضا في ولاية قونية التركية، بين مواطنين سوريين وأتراك، على خلفية مشاحنات وقعت، الأمر الذي أدّى إلى جرح عدد من المواطنين من الطرفين، جدير بالذكر أنّ تركيا تستقبل فوق أراضيها ما يزيد عن 3 ملايين لاجئ سوري، وذلك بحسب ما أفادت به الإحصائيات الأخيرة، لتكون تركيا بذلك أكثر دولة استقبالا للاجئين السوريين الفارين من النزاع في بلادهم، ليليها لبنان بعدد لاجئين يزيد عن مليون، وتليه الأردن بعدد لاجئين يصل إلى ما يزيد عن 657 لاجئا.
التعليقات (8)