لماذا يحب النازيون الجدد بشار الأسد؟

لماذا يحب النازيون الجدد بشار الأسد؟
تبدأ مريم ألبا مقالتها في مجلة الـ "Foreign Policy،" والتي ترجمتها أورينت نت، بقولها إن على المرء ألا يستغرب عندما يسمع أن بشار الأسد، رأس النظام في سوريا، أصبح معبوداً بنظر القوميين البيض والنازيين الجدد في الولايات المتحدة.

فقبل أسابيع، وفي التجمع القومي الأبيض الذي كان شعاره "وحدوا اليمين" في تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا الأمريكية، ظهر شاب يرتدي قميصاً كُتب عليه "بشار للبراميل شركة التوصيل". كان المقصود بتلك العبارة استخدام الأسد المتكرر والمروع للبراميل المتفجرة ضد المدنيين، وهي الأسلحة التي تستهدف مناطق المعارضة في سوريا عشوائياً.

هتف المجتمعون القوميون يومها: "ادعموا الجيش العربي السوري (جيش الأسد)، "الأسد لم يرتكب ذنباً". وذهب المتظاهرون في إدعائهم كيف قام الأسد "بحل مشكلة "داعش" بقنبلتين كيماويتين فقط.

 ونشر جيمس فيلدز، المناصر لتفوق العرق الأبيص، ذو 20 عاماً، صورة بشار الأسد في حسابه على فيسبوك، شارحاً تحتها "الشخص الذي لا يقهر،" قبل أن يقوم بدهس حشد من المتظاهرين المعاريضين لفكره، مما أدى إلى مقتل هيثر هيير وجرح 19 آخرين.

هناك تفسير بسيط لهذه المعادلة التي أصبح فيها اليمين المتطرف الأميركي مغرماً بالأنظمة الشمولية العربية، فالأسد يستخدم نفس العبارات الطنانة التي يستخدمها اليمين المتطرف في وصف المجتمع الذي يحاول بناءه في بلده - مجتمع متجانس من المخلصين والمؤيدين، لذا فإن النازيين الجدد من الأمريكيين يرون الأسد "بطلا".

ومع تطور أحداث تشارلوتسفيل وتبعاتها، خاطب الأسد مجموعة من الدبلوماسيين في دمشق وتضمن حديثه مواضيع أهمها الحرب الدائرة في سوريا، قال حينها: "لقد فقدنا الكثير من شبابنا وبنيتنا التحتية، لكننا اكتسبنا مجتمعا صحيا أكثر تجانسا."

المجتمع الصحي المتجانس في نظر القوميين البيض يكون في النقاء العرقي. أما مجتمع الأسد المتجانس، فهو ذاك المجتمع الخال من أي نوع من المعارضة السياسية، أي أن السوري الذي لا يتناسب ويوافق قاموس الأسد عليه أن يحاكم أو أن يصفَّى.

ويصف ألكسندر ريد روس، محاضر الجغرافيا في جامعة ولاية بورتلاند الأمريكية، صاحب كتاب "ضد الزحف الفاشي،" الأسد بقوله إنه (أي الأسد) شخصية محورية في تحقيق "الأوراسيانية"، القائمة على أن العالم سوف تقوده روسيا من عصر "المادية المظلمة" إلى عصر الإمبراطورية العرقية.

وبعبارة أخرى، إن سلالة الأسد، وبدعم دولة فلاديمير بوتين الاستبدادية في روسيا، هي رأس الحربة في الشرق الأوسط نحو خلق مجتمع "روحاني واجتماعي وسياسي نقي." أما تنوع الفكر السياسي فإنه يشكل عقبة رئيسة أمام تلك الرؤية الإمبراطورية.

ويضيف ريد روس إن الأسد هو الشخصية الرئيسية في سيناريو تلك النظرة القومية البيضاء، والتمسك بسوريا يمثل موطئ قدم للمعتقدين بالأوراسيانية وذلك لإنجاز مهمة جيوسياسية - مهمة لها كل ما يتعلق بالنقاء الروحي المرتبط بالأسرة والتقاليد اليمينة.

وبما أن الإعجاب لا يكون من طرف واحد، فقد أقام نظام الأسد علاقات مع القوميين البيض المتطرفين على مدى عقود، ومن بينهم ألويس برونر ، العسكري النمساوي الذي عمل مع حكومة ألمانيا النازية من عام 1932 حتى عام 1945، وتوفي في دمشق في عام 2010.

 ونُقل أن برونر نصح الأسد الأب باتباع تقنيات التعذيب الممنهج المستخدمة الآن في معتقلات الأسد ذات الصيت السيء، والتي انتهت بتصفية عشرات الآلاف من السوريين، حتى وإن كان النظام نفى تهمة إيواء برونر.

التعليقات (1)

    سنيو ميسم

    ·منذ 6 سنوات 6 أشهر
    مقال تافه لا داعي لنشره.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات