هيومن رايتس ووتش ترسم صورة قاتمة لواقع السوريين في عرسال

هيومن رايتس ووتش ترسم صورة قاتمة لواقع السوريين في عرسال
أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، أن العديد من اللاجئين السوريين في عرسال يواجهون ضغوطاً للعودة إلى سوريا.

"الاعتقال والاحتجاز والقيود على الحركة" ممارسات للضغط على اللاجئين

وقال مدير قسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش نديم حوري في تقرير للمنظمة صدر اليوم الأربعاء: "زادت أوضاع عرسال سوءاً إلى درجة أن لاجئين كثراً عادوا إلى منطقة حرب، مشيراً إلى أن لدى السلطات اللبنانية مهمة صعبة متمثلة في الحفاظ على الأمن في عرسال، لكن بعد إخراج داعش والنصرة، من الضروري تحسين الخدمات وحماية المدنيين".

وقال عدد من السوريين، الذين غادروا عرسال إلى إدلب، لهيومن رايتس ووتش، إنهم عادوا إلى سوريا بسبب الوضع في عرسال، بما في ذلك مداهمات الجيش مخيمات اللاجئين وعدم امتلاك الغالبية إقامات قانونية، الخوف من الاعتقال والاحتجاز، القيود المفروضة على حركتهم، وفرصهم المحدودة في الحصول على التعليم والرعاية الصحية.

الاعتقال أو الموت أو العيش في قلق دائم

وعاد نحو 10 آلاف سوري إلى سوريا من عرسال وفق أرقام رسمية منذ حزيران 2017، وفي الغالب بسبب اتفاقات تفاوض عليها حزب الله.

 ووثقت "هيومن رايتس ووتش" شهادات من عائدين إلى سوريا قادمين من عرسال، حيث قال طبيب عاد إلى إدلب: "عندما غادرنا عرسال كنا مجبرين لم تكن مكاننا كنا دائماً مضطهدين هناك مصيرنا كان إما الاعتقال أو الموت أو العيش في قلق دائم. لهذا السبب غادر معظم الناس؛ بسبب الاضطهاد".

الإقامة القانونية

9 سوريين من أصل 19  لا إقامة قانونية لديهم في لبنان، والرجال على وجه الخصوص يخشون الاعتقال على يد "الأمن العام" لدى محاولتهم تجديد إقاماتهم، حيث لا يمكن للسوريين من دون الإقامة التنقل بسهولة خوفاً من الاعتقال، ما يؤثر على فرصهم بالعمل والرعاية الصحية وتسجيل الولادات والزواج.

وتقدر منظمات الإغاثة افتقار 70 إلى 80% (أي نحو 1.5 مليون لاجئ) من اللاجئين السوريين في لبنان إلى وضع قانوني. 

احتجاز الأطفال

وقال 8 سوريين في عرسال إنه تم اعتقالهم أو اعتقال أحد أفراد أسرتهم لدى محاولتهم تجديد الإقامة، وإن السلطات احتجزت أطفالاً تصل أعمارهم إلى 9 سنوات، عرض أحد ممثلي المخيمات على هيومن رايتس ووتش قائمة تضم 222 شخصاً حاولوا تجديد إقاماتهم، لكن الأمن العام احتفظ بهوياتهم لفترات تراوح بين سنة و3 سنوات.

وقال سوريون لا يزالون في عرسال إنهم شعروا بضغوط لمغادرة المكان. قال أحدهم: "يضغط الجيش علينا، ويضغط الأمن العام علينا، ويضغط السكان هنا علينا. بات الوضع هنا غير مقبول". 

وبينما قال البعض إنهم سيبحثون في العودة بموجب اتفاق دولي، قالوا جميعاً إنهم يفضلون البقاء في لبنان لو تحسنت الظروف، إلى أن تصبح العودة إلى سورية آمنة.

ويقيم اللاجئون السوريون في مخيمات بائسة أو في شقق، وخصوصا في شمال وشرق لبنان قرب الحدود مع سوريا، واتخذت السلطات اللبنانية إجراءات للحد من اللجوء السوري، حيث شددت على عدم استضافة أي لاجئ سوري، كما أسقطت صفة اللاجئ عن كل من يخرج من لبنان إلى سوريا، فيما أبدى مسؤولون لبنانيون في عدة مناسبات سعي بلادهم لإقامة مخيمات للاجئين في سوريا أو في المناطق العازلة لتخفيف ضغط توافد النازحين للبنان.

ويبلغ عدد السوريين في لبنان نحو مليون و300 ألف، ويعيشون في ظروف إنسانية صعبة، في حين تشن قوات الأمن والجيش اللبناني حملات اعتقال يومية في صفوف اللاجئين بتهم "دخول البلاد بطريقة غير شرعية" أو تهم تتعلق بـ"الإرهاب"، كما أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في وقت سابق، أن حوالي 70% من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات