أردوغان من أمريكا....الأسد مارس إرهاب دولة والعالم اكتفى بالصمت

أردوغان من أمريكا....الأسد مارس إرهاب دولة والعالم اكتفى بالصمت
جدّد رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، انتقاده للصمت العالمي إزاء إرهاب الدولة الذي مارسه نظام الأسد ضد شعبه، مذكّرا بأنّ عدد الذين قتلوا على يد النظام في سوريا قارب المليون.

جاء ذلك في معرض إجابته عن أبرز الأسئلة التي أعدّها "ميشيل بلومبيرغ" عمدة نيويورك السابق، وذلك خلال حضوره "منتدى الأعمال العالمي" المنظّم من قبل مؤسسة بلومبيرغ.

وفي معرض إجابته عن سؤال فيما إذا كانت تركيا قد حدّدت تاريخا محدّدا لسحب جنودها من سوريا، بعد دخولهم إليها مع عملية درع الفرات، قال أردوغان:

تركيا دولة لديها حدود مع سوريا يبلغ طولها 911 كم، وإلى جوارها مباشرة لديها حدود مع العراق، وأنا ناقشت مرارا الملف السوري مع الدول الصديقة ومع المؤسسات الدولية، وفي نهاية المطاف اضطرت تركيا لدخول سوريا، إذ أجريت عددا من اللقاءات مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلا أننا لم نتوصل إلى نتيجة فيما يخص الشأن السوري".

وانتقد أردوغان الصمت العالمي إزاء جرائم الأسد، قائلا: "بلغ عدد الذين قتلهم الأسد ما يقارب المليون، وهذا إرهاب دولة، والعالم بأسره صمت إزاء ذلك، إلا أنّ تركيا بحكم أنّها جارة لسورية، وبحكم وجود روابط قرابة بين الشعبين لم تبقَ متفرجة إزاء ما حدث، وعلى الرغم من التحذيرات والوصايا التي قدّمناها للأسد مستغلين الصداقة التي كانت تجمعنا به آنذاك، إلا أنّه لم يتغيّر شيء على الأرض".

نصل إلى نتيجة في مباحثاتنا مع سوريا

وتابع الرئيس أنّ تركيا تتجه شيئا فشيئا نحو نتائج ملموسة فيما يخص الشأن السوري، من خلال مباحثاتها مع روسيا، مضيفا: "تمكنا على الأقل من تحويل ما يقارب 12 ألف كم في جرابلس ودابق والراعي إلى منطقة آمنة وهادئة، الأمر الذي ساعد في عودة عشرات الآلاف من السوريين إلى بلادهم، ليعيشوا في أمن واستقرار".

وتطرّق الرئيس إلى الدعم الذي تلقّته تركيا من أوروبا لدعم اللاجئين السوريين فوق أراضيها، موضحا أنّ الاتحاد الأوروبي أخلف في وعوده التي قدّمها، لافتا إلى أنّ إجمالي ما أنفقته تركيا للاجئين بلغ 30 مليار دولار، فيما بلغ الدعم الأوروبي الذي تلقّته من أوروبا بهدف دعم اللاجئين 820 مليون يورو من أصل 6 مليار يورو وعد به الاتحاد الأوروبي تركيا لدعم اللاجئين السوريين.

هل تلقّت تركيا دعما جديّا في هذا الصدد من لجنة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؟https://orient-news.net/news_images/17_9/1505986308.jpg'>

للأسف الدعم الذي تلقته تركيا من لجنة الأمم المتحدة لم يتجاوز 520 مليون دولار، وعلى الرغم من ذلك تركيا استمرّت في مدّ يد العون للسوريين، فالآن عدد السوريين فوق الأراضي التركية يصل إلى 3 مليون سوري، 260 ألف منهم في المخيمات نهتم برعايتهم، وسنواصل الاهتمام بهم، وفي ظل ذلك نحاول الوصول إلى مخارج في الشأن السوري، وسنستمر في البحث عن ذلك".

كنا قادرين على القيام بالعملية نفسها في الرقة

هناك اعتقاد بأنّ الأمر الذي تريد حلّه في الشرق الأوسط يجب أن تتباحث فيه مع روسيا، وذلك لعدم فاعلية أمريكا في المنطقة، هل توافقون على هذا الرأي؟

عليّ أن أوضح أمرا ما للمشاهدين الذين يتابعوننا عبر شاشات التلفاز، هو أنّ داعش موجود في سوريا، ولكن في الوقت نفسه هناك تنظيم إرهابي آخر ننظر إليه على أنّه إرهابي أيضا وامتداد لـ  PKK، ألا وهو PYD، والآن أمريكا تقود عملية الرقة ضد داعش بالتعاون مع PYD وYPG .

وأبدى أردوغان استغرابه من تعاون أمريكا مع PYD قائلا: "لا يمكنني أن أفهم كيف يمكن لدولة تؤمن بالديمقراطية أن تتعاون مع "تنظيم إرهابي" ضد "تنظيم إرهابي آخر، وتركيا كدولة تؤمن بالقانون اقترحت على أمريكا التعاون في عملية الرقة، وقلنا للأمريكيين تعالوا لنقوم بعملية الرقة سويةً، وأبدينا استعدادنا لتخصيص ألويتين لهذا الأمر، وكذلك أوضحنا استعداد فصائل المعارضة لذلك، إذ تمكنا في وقت سابق لوحدنا من تطهير جرابلس ودابق والراعي من داعش، وذلك من خلال القضاء على 3 آلاف عنصر منهم، وكان بإمكاننا أن نقوم بالأمر ذاته بسهولة تامة في الرقة، وأستغرب لماذا تتعاون دولة تؤمن بالديمقراطية للقضاء على تنظيم إرهابي بالتعاون مع تنظيم إرهابي آخر؟".

من يضمن لتركيا استعادة الأسلحة المقدّمة لـ PYDhttps://orient-news.net/news_images/17_9/1505986248.jpg'>

وتساءل أردوغان إن كان أحدٌ ما يستطيع أن يقدّم الضمانات لتركيا فيما يخص عدم استخدام PYD الأسلحة التي تقدّمها له الولايات المتحدة الأمريكية ضدها، مستشهدا بالتبريرات التي قدّمت خلال رئاسة جورج بوش، فيما يخص الأسلحة التي أعطيت لشمال العراق، والتي وعِدت تركيا حينها بسحبها بعد انتهاء الحرب، إلا أنّ الأمر لم يتم كذلك.

هل ستزيد تركيا من عدد جنودها في سوريا؟

وخلال إجابته فيما إذا كانت تركيا ستزيد من عدد جنودها في سوريا أم لا، قال: "يختلف ذلك مع تغيّر التطورات في سوريا، فالظروف هي التي تحدد ذلك، وقدرات الجنود الذين نرسلهم يختلف على أساس ذلك أيضا، الآن لدينا جنود ذوي قدرات فائقة على أهبة الاستعداد على الحدود السورية التركية، وفي أي لحظة من الممكن أن يبدؤوا مهامهم في سبيل إرساء السلام هناك".

هل يمكن أن يكبُر التحالف التركي-الروسي أكثر خلال المرحلة القادمة؟

العبارة التي نؤمن فيها في السياسة التي نتبعهها هي "زِد من عدد أصدقائك، وقلّل من أعدائك" ونحن نعمل وفق هذا المفهوم، فقد مررنا بمرحلة ساءت فيها علاقاتنا مع روسيا، وفي زمن قصير تمكّنا من تلافي ذلك، والآن هناك زيادة كبيرة في حجم التجارة المتبادلة بيننا وبين روسيا".

سألتقي السيد بوتين الأسبوع المقبل

وأشار أردوغان إلى أنّه سيعقد لقاء مع نظيره الروسي في 28 أيلول / سبتمبر يوم الخميس، وذلك خلال مأدبة عشاء، لمناقشة التطورات السورية، بالإضافة إلى بعض المشاكل التي تحدث في إدلب، مضيفا: "على الرغم من قصف مدينة إدلب إلا أنّ الأطفال هناك يستمرون بالذهاب إلى مدارسهم، أُعلنت إدلب كمنطقة خفض نزاع، ويوجد لروسيا الآن أبراج حماية ومخافر خارج حدود المدينة، وكذلك توجد نقاط حماية في الداخل تابعة لتركيا، يشرف عليها جنود أتراك بالتعاون مع فصائل المعارضة".

ولفت إلى أنّ تطبيق وقف إطلاق النار بشكل نهائي في مدينة إدلب، مع إعلانها منطقة خفض نزاع، سيؤمّن عودة عشرات الآلاف من السوريين إلى بلادهمن  كما تمّ في وقت سابق تأمين عودة عشرات الآلاف من السوريين إلى بلادهم عقب تطهير مدن عدّة كـ جرابلس ودابق والباب وغيرهم من داعش، وإحلال الأمن والاستقرار فيها".

استفتاء الاستقلال في العراق

أشار أردوغان إلى أنّ تركيا لا تؤيد إعلان دولة مستقلة داخل العراق، قائلا في هذا الصدد: "لا يمكننا أن نسمح بذلك، وذلك لكون التركمان والعرب يعيشون هناك أيضا، فالمنطقة لا تحتوي فقط على الأكراد، ولا يحق لأحد أن يفرّق وحدة هؤلاء، وقرار بارزاني سيقوده إلى العزلة، الآن إسرائيل الوحيدة التي تدعم هذا الأمر والعالم بأسره يعارضه، وما أتمناه أن يعدل السيد بارزاني وفريقه عن هذا الخطأ".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات