بلدة لبنانية تهجر السوريين بعد جريمة قتل والمفوضية تدعو لوقف العقاب الجماعي

بلدة لبنانية تهجر السوريين بعد جريمة قتل والمفوضية تدعو لوقف العقاب الجماعي
فجرت حادثة الاعتداء على فتاة لبنانية في بلدة مزيارة قضاء زغرتا، شمال لبنان، من قبل شاب سوري، ممارسات عنصرية بشعة بحق المئات من السوريين المقيمين في البلدة، والبعض منهم أمضى ما بين 15-20 عاماً بين جنباتها، بعد أن قرر سكان البلدة، ولا سيما من أطلقوا على أنفسهم "عونيو كسروان الفتوح" تهجير كل السوريين من بلدتهم قسراً، "انتقاماً" على حد زعمهم، لمقتل الشابة ريا الشدياق التي تعرضت للتعذيب والقتل من قبل حارس بنايتها.

ونقلت وكالة رويترز عن مواطنين سوريين يقطنون في البلدة شهادات عن الممارسات العنصرية التي أجبرتهم على ترك منازلهم وهجرها تحت جنح الظلام، وسط تباه وتفاخر من قبل متطرفين عنصريين!

عاش أبو خالد في بلدة مزيارة اللبنانية لمدة 20 عاما تقريبا حتى طرد منها مع عدة مئات آخرين من السوريين بعد الاشتباه في مقتل امرأة على أيدي لاجئ سوري.

وقال أبو خالد وهو يقف خارج مبنى في قرية قريبة مع بعض من أفراد أسرته المؤلفة من 13 فردا بعد إجبارهم على مغادرة مزيارة بناء على أمر من السلطات المحلية "أنذروني الساعة اتنين بالليل بالإخلاء".

وأضاف لرويترز "كيف طلعنا ما بعرف؟ طلعنا وحطينا أغراضنا ع الطرقات حتى لقينا ها المستودع هدا وحطينا فيه ها الولاد".

اللاجئون السوريون في لبنان

يعيش 1.5 مليون سوري في لبنان، ويشكل هؤلاء نحو ربع سكان لبنان. لكن الصبر ينفد على وجودهم وعلى العبء الذي يشكلونه على الموارد المحلية.

وفي السابق، نفذ الجيش اللبناني عمليات إجلاء للاجئين سوريين بسبب ما زعمه من "مخاوف أمنية."

وعلى الصعيد المحلي، ظهرت المشاعر السيئة على فترات متقطعة خلال السنوات القليلة الماضية، إذ فرضت بعض المجالس البلدية حظراً للتجول وطلبت من اللبنانيين عدم تأجير منازل لسوريين أو طلبت من السوريين صراحة مغادرة منطقة ما.

وقال جورج غالي مدير البرامج في منظمة (ألِف) اللبنانية المعنية بحقوق الإنسان إن مجلس بلدية مزيارة ذهب إلى ما هو أبعد بعد استخدامه لشاحنات لطرد السوريين خارج البلدة.

وصدر هذا القرار بعد إلقاء القبض الأسبوع الماضي على رجل سوري بتهمة قتل الشابة ريا الشدياق في مزيارة وهي بلدة مسيحية في شمال لبنان.

وقالت مصادر أمنية إن جثة ريا عُثر عليها في منزل أقارب لها يوم 22 سبتمبر/ أيلول وعليها علامات لكدمات وخنق واعتداء جنسي. واعترف لاجئ سوري في العشرينيات وكان يعمل حارسا للمبنى بقتلها.

تصريحات عنصرية!

صدمت الجريمة اللبنانيين والسوريين على السواء لكن سكان مزيارة، بدؤوا بعملية تهجير لكل السوريين في منطقتهم كعقاب جماعي!

المواقف العنصرية وصلت إلى رجال الدين المسيحي، وقال القس يوسف فضول لرويترز "عم نطعميهم وبياكلونا. ما بقى فيه مجال لأنا نستقبلهم". وأضاف: "ممنوع يقعدوا بمزيارة كليا. يعني يعملوا لهم خيام محل ما بدهم".

في المقابل، شكى اللاجئون السوريون من التعرض لعقاب جماعي بسبب جريمة ارتكبها شخص واحد.

وقال صبحي رزوق، من محافظة إدلب، وعاش في مزيارة لنحو 15 عاما قبل تهجيره: "إذا ما رجعت ع شغلي شو بده يصير في. وبلدي هلا ليك الحرب، من يومين ضربت ضيعتي بسوريا. من يومين بالضبط نزل صاروخ حد بيتي. وين بدي أروح أنا بحالي؟".

ورزوق شأنه شأن أبو خالد، فقد انضمت له أسرته في لبنان بعد اندلاع الثورة في سوريا. وقال: "نحنا بنستنكر استنكارا كاملا ها العملية هاي البشعة اللي صارت. وهدول جماعة أهل مزيارة من أرقى ناس وأرقى شعب.. بس الطريقة اللي تهرجنا منها والله ما كنا متوقعينها تصير هيك".

في غضون ذلك، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى "الكف عن الانتقام الجماعي من اللاجئين". وقالت إنها على تواصل مع السلطات المحلية وأسر اللاجئين.

ونشرت بلدية مزيارة على صفحتها على فيسبوك قرارات اتخذها مجلس البلدية بالسماح للسوريين بالعمل في البلدة خلال ساعات النهار فقط إذا كانت لديهم أوراق إثبات وكفالة قانونية. وتضمنت القرارات منع المالكين من التأجير إلا للذين يحملون تصاريح إقامة.

وفي منشور آخر حثت البلدية الملاك في مزيارة أو الذين يكفلون سوريين على طردهم أو إلغاء كفالتهم.

وقال مارون دينا رئيس مجلس بلدية مزيارة "نحنا مع إخلاء السوريين بالطرق القانونية ومع إخلاء كل مخالف ومع إخلاء كل شخص ما له وجود (علاقة) بمزيارة".

دوافع عنصرية وحزبية

ومع تقدم نظام الأسد والميليشيات الموالية له في عدد من المناطق على حساب تنظيم الدولة، تزايدت الدعوات في لبنان لإعادة السوريين إلى بلادهم، لكن رئيس الوزراء سعد الحريري قال إنه لا يمكن فرض عودة جبرية.

https://orient-news.net/news_images/17_10/1507217855.jpg'>

لكن التيار الوطني الحر التابع لرئيس الجمهورية اللبنانية، ميشيل عون، يقود حملة عنصرية سياسية لإعادة السوريين إلى بلدهم قسراً، بحجة عودة الأمن هناك، وخوفاً من أوهام توطينهم في لبنان والإخلال بالتوازن الطائفي والمذهبي.

والأسبوع الماضي، استشهدت بلدة بشري في شمال لبنان بمقتل ريا للتضييق على السوريين، قائلة إن الوضع في سوريا قد تحسن إلى درجة لم يعودوا بعدها بحاجة إلى البقاء في لبنان.

وأصدرت بلدية بشري بيانا قالت فيه إنه يتعين على السوريين عدم التجمع في الساحات العامة وعدم الخروج بعد الساعة السادسة مساء بالإضافة إلى منعهم من استئجار العقارات في المنطقة اعتبارا من 15 نوفمبر/ تشرين الثاني.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات