سيدة سورية تتبرع بشعر ابنها لأطفال مرضى السرطان في تركيا

تبرّعت السيدة السورية "أماني الوعر" (26) عاما، والمقيمة في ولاية غازي عنتاب التركية، بشعر ابنها محمد البالغ من العمر (3) أعوام وبِضعة أشهر، لصالح أطفال مرضى سرطان الدم في تركيا.

وكانت السيدة "إيمان" غادرت سوريا منذ 4 سنوات متجهة إلى لبنان ومنه إلى تركيا، لتبدأ حياة جديدة، بعد أن تشتت شمل عائلتها بسبب الحرب المشتعلة في بلادها، حالها في ذلك حال الملايين من السوريين.

وتمكّنت "الوعر" بفضل وجود زوجها و ابنها إلى جانبها -بعد أن فقدت أخوتها في الحرب، وتركت أبويها في سوريا، وابتعدت عن أخواتها اللواتي تفرّقن عن بعضهن لإقامتهن في بلاد مختلفة، من التمسك بالحياة مرة أخرى، فانخرطت في أعمال إنسانية عدّة، كالمشاركة في فعاليات لمساعدة الأطفال المحتاجين من خلال صناعة دمى لهم.

عندما يكبر سيفتخر بما فعلhttps://orient-news.net/news_images/17_11/1510218960.jpg'>

وفي محاولة منها لإخراط ابنها في الأعمال الإنسانية والإحساس بالغير من سن مبكرة على حدّ قولها، تبرّعت السيدة "الوعر" بشعر ابنها محمد الذي عملت على إطالته مذ أن كان عمره 8 أشهر لصالح أطفال مرضى سرطان الدم في تركيا، بهدف رسم البسمة على وجوههم.

وفي لقاء أجرته معها وكالة الأناضول عبّرت "الوعر" عن سعادتها لتحقيقها ما رسمت له منذ 3 سنوات، مضيفة: "كنت أعتني بشعر محمد عناية كبيرة، محمد يستطيع أن يطيل شعره عندما يرغب بذلك، هو غير مدرك بالتضحية التي قدّمها، إلا أنّه سيفتخر بما فعله عندما سيكبر، كل من كان يراه كان يظنّه أنثى، ولم يصدقوا أنّه ذكر، أذكر ذات مرة عندما مرض وأخذناه إلى المستشفى لم يصدقوا بسبب طول شعره أنّه هو الطفل ذاته الموجود على البطاقة الشخصية".

سيترك أثرا جميلا في ذاكرة محمد

ولفتت "الوعر" إلى أنّها تذكّرت أطفال مرضى السرطان، عندما بدأ محمد بالبكاء لحظة قص شعره عند الحلاق، مضيفة: "عندما كان عمر محمد 8 أشهر، كان لديه شعر جميل جدا، كنت أربط شعره على شكل خصل، هو بدوره كان يحب شعره حبّا كبيرا، وكان على الدوام يسرّح شعره، ذات مرة أجلسته أمام المرآة، وقصصت له شعره، حاول أن يمسك بشعره فلم يتمكن، فبدأ بالبكاء، حينها تذكرت أطفال مرضى السرطان،  وسألت نفسي "تُرى ما هو حجم الحزن الذي يحيط بأطفال مرضى السرطان عندما يبدأ شعرهم بالتساقط؟" ومنذ ذلك اليوم قررت وزوجي بإطالة شعر محمد، ليقدّمه كهددية لطفل مصاب بمرض السرطان، علّه بذلك يكون سببا في رسم البسمة بوجه أحد المصابين، أردت أن يترك هذا الأمر أثرا جميلا في ماضي محمد عندما يكبر، وآمل أن يكمل مشوار حياته في مساعدة الآخرين، وأن يسير على هذا المنوال".https://orient-news.net/news_images/17_11/1510218973.jpg'>

وأشارت السيدة أماني إلى أنّها هي بدورها تبرّعت في وقت سابق بشعرها لمرضى السرطان، مؤكدة على أنّها ستستمر بذلك كلما طال شعرها.

اهتمام كبير من الإعلام التركي

وحظي تبرّع محمد بشعره لصالح أطفال مرضى السرطان باهتمام كبير لدى وسائل الإعلام التركية، الذين أثنوا على فعله النبيل، لافتين إلى أنّ ما قام به محمد يعدّ تضحية إنسانية كبيرة.

تجدر الإشارة إلى أنّ المستشفيات التي تُشرف على علاج أطفال مرضى السرطان تتقبل مثل هذه التبرعات، لتصنع منه شعرا مستعارا "باروكة"، بهدف وضعها على رأس طفل تساقط شعره جرّاء إصابته بهذا المرض.