خلفهم النظام والبحر أمامهم.. السوريون في لبنان إلى أين؟

خلفهم النظام والبحر أمامهم.. السوريون في لبنان إلى أين؟
تستعر مخاوف اللاجئين السوريين في لبنان، إثر التطورات الأخيرة التي جاءت بها استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الأسبوع الفائت، والتي فتحت أبواب التحليلات والتكهنات على مصراعيها عن قرب الحرب، الأمر الذي خلق بدوره جواً من التوتر والترقب في المنطقة كلها. 

ويعاني السوريون في لبنان ضغوطاً جمة لم تنته عند التمييز العنصري ولا حتى بالتهديد بترحيلهم، تفرضها بعض الأطراف اللبنانية المناهضة لوجودهم في لبنان، لتزيد التكهنات حول قرب حرب من التضييق على اللاجئين ووضعهم بين "فكي كماشة". 

وبحسب إحصائية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نهاية العام 2016، فإن مليون و17 ألف و433 من السوريين يعيشون على الأراضي اللبنانية، يشكل الأطفال والنساء الفئة الأكبر منهم. 

ويفكر بعض السوريين المقيمين في لبنان ملياً في السبل المتاحة للخروج من مخاوفهم، متسائلين عن الطرق المتاحة أمامهم، فيما لو صحت الادعاءات عن قرب اندلاع الحرب في لبنان؟.

السودان 

يفكر "محمود"، وهو خريج جامعي سوري وملاحق من قوات أمن النظام، ويقيم منذ أربع سنوات في بيروت، بأفضل الطرق المتاحة والأكثر أماناً للخروج من لبنان، قائلاً: "ليس أمامي سوى التوجه إلى السودان، كونها البلد العربي الوحيد الذي لا يفرض على السوريين الحصول على فيزا لدخوله".  "لكن الوصول إليه ليس بهذه السهولة"، يقول محمود.

ويؤكد في حديثه لأورينت نت، أن الوصول إلى الخرطوم يتطلب الكثير، لا سيما مكان الإقامة وفرصة عمل وثمن تذكرة الطائرة والتي تتجاوز 500 دولار للذهاب فقط، عدا عن المصاريف الأخرى، لكنه أفضل السبل المتاحة لمن هم في مثل وضعي، هذا لمن يمتلك جواز سفر أصلاً، وهذا الأخير مشكلة بحد ذاتها. 

إيران

كذلك، يبحث "رامز"، وهو طبيب سوري يقيم في بيروت عن طريق للوصل إلى تركيا،  عبر  الأراضي الإيرانية، إذ لا يتطلب من السوري فيزا للدخول إلى أراضيها، بينما تنصب مخاوف الطبيب على المخاطرة المتمثلة في دخول هذا البلد بالذات وإمكانية تعرضه لمضايقات ليس الاعتقال بعيداً عنها، كون النظام الإيراني هو الراعي الأول لنظام الأسد في قتل وتهجير السوريين.

ويرى الطبيب السوري، أن المخاطرة الثانية تتمثل في آلية عبور الحدود إلى تركيا عبر الجبال وما تحمله من مشقة وربما تهلكة بين وعورة المكان والوقوع ضحية للمهربين. 

البحر والنظام

 تتمثل الطريق الثالثة أمام السوري في طريقين ثالثهما مواجهة الواقع اللبناني، أولها المغامرة بركوب البحر باتجاه تركيا ومن ثم أوربا، أو التوجه إلى سوريا والوقوع فريسة بيد ميليشيات النظام، وهو ما لا يمكن لسوري التفكير به بعد لجوء لسبع سنوات، أو مواجهة الواقع وما ستؤول إليه الأمور في لبنان. 

بالمقابل، يؤكد بعض المهتمين والمتابعين للأوضاع في لبنان، صحة المقولة إن "ما قبل استقالة الحرير ليس كما بعدها"، لكن مبالغة وسائل الإعلام في تناول الوضع اللبناني والتأكيد على قرب بداية حرب، ليس أمراً واقعياً، من منطلق أن الوضع في لبنان ليس متعلقا فقط بالشأن الداخلي وأنه أمر واقع فرضته الأوضاع الاقليمية والدولية على شعوب المنطقة ليس فقط على السوريين، كما أن الوضع في لبنان ليس كما يصوروه على أنها بداية لحرب أهلية ثالثة. 

ويشير هؤلاء إلى أن السوريين في لبنان وغيرها يعانون منذ سنوات، لهم ما للبنانيين في الحرب وهي وإن كانت حقيقة، فإنها ليس حرب عليهم أو على وجودهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات