"أنقذوها أو اقتلوها".. شاب يلجأ للفيس بوك لإنقاذ والدته

"أنقذوها أو اقتلوها".. شاب يلجأ للفيس بوك لإنقاذ والدته
"ستجدون ما تبقى منها يعيش في خيمة، إما أن تذهبوا وتقتلوها، أو لا تتركوها تموت مرضا"، بهذه الكلمات طالب أحمد أصدقاءه عبر فيسبوك تخليص والدته المسنة من أتون الحرب المشتعلة في ريف الحسكة.

"نورة أحمد السلامة"، والدة أحمد المسنة علقت في أتون حرب لا تعنيها وليس لها منها سوى أنها ضحيتها بين تنظيم (داعش) وميليشيا "قسد" في بلدة مركدة بريف الحسكة الجنوبي.

لا عذر لقادر منكم

لم يتبق على ما يبدو أمام "أحمد" سوى العالم الافتراضي لتوجيه ندائه لأصدقائه، قائلا: "إلى أصدقائي الكرد السوريين، القادرين على إنقاذ أمي. الكرد الذين تشاركت معهم الشعر والنثر والعمل والحلم والشراب والطعام نحو نصف قرن, روح أمي تناشدكم، دمها يلومكم كل لحظة، يلاحقكم، لا عذر لقادر منكم".

ويؤكد "أحمد"، أن والدته الهاربة من بطش ميليشيات النظام وداعش، يمنعها العسكر من الوصول إلى المشفى للتداوي".

مناشدة الشاب، تأتي إثر حملة تقودها ميليشيا "قسد" لطرد تنظيم داعش من ريف الحسكة الجنوبي وريف دير الزور الشرقي بمساندة طيران التحالف الدولي، وتمكنت مؤخراً من السيطرة على بلدة مركدة حيث يمنع عناصر الميليشيا والدة أحمد من مغادرة البلدة بغرض التداوي.

على الطرف الأخر من نهر الفرات، تزحف ميليشيا النظام بدورها للسيطرة على مناطق داعش جنوب الفرات فيما يطلق عليه أهالي المنطقة اسم "الشامية"، حيث اختفى المئات من المدنيين تحت نيران الطيران والقصف المستمر.

فظائع يرويها الناجون

"محمود"، هو الآخر يبحث عن شقيقته وأطفالها الثلاثة، والتي اختفت في مدينة الميادين شرق دير الزور، بعد أن اتخذهم داعش كدروع بشرية مع انسحابه من مدينة الرقة إلى الشرق.

يقول "محمود" لأورينت: "فقدنا أثرها مع زوجها واطفالها الثلاثة (أحدهم معاق) في مدينة الميادين مع دخول ميليشيات النظام إلى المدينة، ولا نعلم ما حل بهم حتى اللحظة".

وتؤكد مصادر إعلامية أن المئات من المدنيين فُقدوا بعد سيطرة ميليشيات النظام على بلدات ومدن ريف دير الزور الشرقي، إضافة لفقدان المئات في ريف الحسكة الجنوبي ودير الزور الشرقي مع بسط ميليشيا "قسد" سيطرتها على المنطقة، وسط تخوف من ارتكاب مجازر بحق هؤلاء لا سيما على يد ميليشيا النظام.

وكان ناشطون تناقلوا مقاطع مصورة لناجين يروي فيها فظائع ما يرتكبه مرتزقة النظام والميليشيات الإيرانية لمن يقع بيدهم من المدنيين في المناطق التي يسيطرون عليها.

الرشى للنجاة

الصحفي السوري "رضا المياذيني"، وهو أحد أبناء مدينة الميادين، قال إنه بتاريخ 16/10/ 2017، وبعد سيطرة ميليشيات النظام على المدينة بيومين، رحّلت عشرات المدنيين ممن لم يتمكنوا من مغادرتها إلى مدينة دير الزور، واحتجزتهم في جامع "الفتح" ومدرسة بجانبه.

ويؤكد "المياذيني"، بحديثه لأورينت، أن قسما كبيرا من الأهالي هربوا قبل دخول ميليشيات النظام للمدينة إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، بينما توجه قسم آخر إلى مخيمات في ريف الحسكة، حيث تمكن بعضهم من دخول الحسكة بدفع المال والرشى لعناصر مليشيا "قسد".

ونوه الصحفي إلا أن وكالة أنباء النظام "سانا"، استغلت الوضع المزري للمحتجزين لديها بإجراء مقابلات تلفزيونية، وإظهار ميليشيات النظام كمنقذ لهم!

ومع اختفاء المئات بين المعارك وتقطع السبل، يتخوف ذووهم مما لا يمكن أن يكون بالحسبان، وليبقى أحمد بانتظار من سماهم "أصدقاءه" لإنقاذ ما تبقى من جسد والدته المسنة نورة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات