لمّ الشمل أجهض "جامايكا" فهل تقضي الانتخابات على مستقبل "ماما ميركل"؟

لمّ الشمل أجهض "جامايكا" فهل تقضي الانتخابات على مستقبل "ماما ميركل"؟
أزمة سياسية لم تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، تلك التي تعرفها برلين هذه الأيام، مع انهيار مفاوضات "ائتلاف جامايكا" لتشكيل الحكومة الألمانية الجديدة.

مفاوضات تشكيل ائتلاف حاكم جديد يضم حزب ميركل الفائز بالانتخابات البرلمانية الأخيرة (دون أغلبية مريحة)، وكلاً من الحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر انهارت في ساعة مبكرة من يوم الإثنين، لتخرج المستشارة الألمانية وتبدي "أسفها" على ذلك.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511264070.jpg'>

المرأة الحديدية تتحدى

وبعد اجتماعها مع الرئيس الألماني "فرانك فالتر شتاينماير" لاطلاعه على نتائج مفاوضاتها الماراثونية الشاقة، أعلنت ميركل رفضها تشكيل حكومة أقلية، وعبرت عن استعدادها لخوض انتخابات جديدة. 

رأت ميركل في مقابلة مع التلفزيون الألماني أنه لا يوجد ما يدعو لانسحابها من الحياة السياسية في بلادها، وعبرت عن استعدادها لقيادة حزبها مجددا إذا وصلت الأمور إلى إجراء انتخابات جديدة، وقالت إنها "امرأة لديها مسؤولية ومستعدة لتحمل المزيد".

وحول تفكيرها في الاستقالة من منصبها بعد انهيار مفاوضات تشكيل (ائتلاف جامايكا)، ذكرت المستشارة الألمانية أن الاستقالة لم تخطر لها على بال لأنها تعتقد أن بلادها بحاجة للاستقرار. 

ميركل رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي، نفت ارتكابها أي أخطاء في المفاوضات التي فشلت في تشكيل ائتلاف "جامايكا"، وأوضحت أنها فعلت كل ما تستطيعه لإنجاح تشكيل هذا الائتلاف.

وبشأن تشكيل ائتلاف حكومي كبير يتمتع بأغلبية برلمانية بين حزبها والحزب الاشتراكي الديمقراطي، أوضحت ميركل أنها لم تغلق موضوع هذا الائتلاف، وتنتظر ما ستسفر عنه مفاوضات رئيس الجمهورية فرانك فالتر شتاينماير مع ذلك الحزب، رامية الكرة في ملعب الرئيس الألماني لإقناع الاشتراكيين بذلك.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511264063.jpg'>

مواقف الأحزاب الألمانية

بعد ساعات على انهيار التحالف الرباعي، اتجهت الأنظار إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي لمعرفة ما إذا كان سيعيد النظر في رفضه الدخول مجدداً في "حكومة الائتلاف الكبير" مع الاتحاد المسيحي، لكن رئيسه "مارتن شولتز" استبعد إمكان دخول الحكم مجدداً عبر تحالف ثنائي مع ميركل وائتلافها المسيحي، مؤكداً أيضاً استعداده لخوض انتخابات جديدة ومبكرة وقال: "رفع المواطنون بطاقة حمراء ضد التحالف الثنائي. أما التحالف الرباعي الذي سقط فحلف واهن".

في غضون ذلك، تبادل الحزب الليبرالي وحزب الخضر الاتهامات حول من تسبب في فشل المشاورات. واعتبر الخضر أن بند لمّ شمل اللاجئين والحل الوسط الذي قبله المسيحيون، أعجز المفاوضين الليبراليين، الذين ردوا بأن "نقاط الخلاف بلغت نحو 120 نقطة خلال المفاوضات".

أما رئيس الحزب المسيحي البافاري "هورست زيهوفر"، فحمّل الحزب الليبرالي المسؤولية قائلاً: "كنا نقف قاب قوسين من الحل قبل أن ينسحب الحزب الليبرالي"، الذي أكد رئيسه "كريستيان ليندنر" لاحقاً عدم الخشية من خوض انتخابات جديدة، وقال: "الأفضل ألا يحكم المرء بدلاً من أن يحكم بطريقة سيئة".

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511264074.jpg'>

القضايا الخلافية

نقاط الخلاف بين الأحزاب الأربعة كثيرة وأهمها مواجهة التغير المناخي، والتخلي عن الفحم الحجري مصدراً للطاقة، وإلغاء ضريبة التضامن الخاصة بالوحدة الألمانية، وقضية اللجوء والهجرة.

وبحسب صحيفة الحياة اللندنية، فقد تبادلت الأحزاب الأربعة "التنازلات" في نقاط كثيرة، لكن موقع "تسايت" الإلكتروني قال إنه "لو كان حصل اتفاق في بند لمّ الشمل لكان يمكن حدوث إجماع في مسألتي المناخ والضرائب". وأشار إلى أن حزب الخضر اقترب من قبول اقتراح الاتحاد المسيحي الديموقراطي تحديد عدد 200 ألف مهاجر سنوياً لألمانيا، في مقابل عدم تعطيل لمّ الشمل للاجئين لفترة أطول. لكن الحزب الليبرالي تشدد في شروط لمّ الشمل، مطالباً بتمديد منعه لعامين حتى صدور قانون للهجرة.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511264079.jpg'>

انتخابات جديدة

السيناريو الأكثر ترجيحاً بعد رفض الأحزاب السياسية التحالف مع ميركل هو الاحتكام مجدداً إلى صناديق الاقتراع. وكشف استطلاع موسع للرأي أجراه "معهد فورسا" لقياس اتجاهات الرأي العام أن أكثرية المواطنين الألمان يعتقدون أن إجراء انتخابات جديدة هو المخرج من المأزق السياسي الراهن في بلدهم.

وأيد 45% من الناخبين الألمان الذين شملهم الاستطلاع إعادة الانتخابات البرلمانية، وعبر27% منهم عن تفضيلهم تشكيل ائتلاف حاكم كبير من الحزبين المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، في وقت أيد 24% تشكيل حكومة أقلية تجمع الحزب المسيحي مع الحزب الديمقراطي الحر أو مع حزب الخضر.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511264087.jpg'>

أوروبا ترتجف!

فشل مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية في ألمانيا اثار قلق بعض الشركاء الأوروبيين. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدث مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في وقت متأخر مساء الأحد، موضحاً أن توقف العملية ليس من مصلحة فرنسا.

وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن انهيار مباحثات تشكيل الحكومة الألمانية لن يُؤثر عل مفاوضات بريكست. بينما اعتبر وزير خارجية هولندا "هالبه زيلسترا" أن انهيار محادثات ميركل لتشكيل حكومة ائتلافية يعد "خبراً سيئاً لأوروبا"، نظرا للدور القيادي الذي تقوم به ألمانيا أكبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن "ألمانيا دولة شديدة التأثير داخل الاتحاد الأوروبي، لذا فإن عدم وجود حكومة لديها سيصعب عليهم كثيرا اتخاذ قرارات".

في غضون ذلك، أشار وزير الخارجية البلجيكي "ديدير ريندرس" إلى أن تشكيل ائتلاف حاكم صار يحتاج إلى وقت طويل في كثير من الدول حاليا، موضحا أن بلجيكا وهولندا مرتا بذلك أيضا.

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511264126.jpg'>

وفي المقابل، ذكر رئيس المفوضية الأوروبية "جان كلود يونكر" أنه لا يرى في فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي في ألمانيا خطورة على أوروبا. وقال متحدث باسم رئيس المفوضية: "نحن هنا في المفوضية مطمئنون إزاء ضمان الاستقرار والاستمرارية"، موضحا أن الدستور الألماني يوفر أساسا لذلك.

يرى مراقبون أن ملف الهجرة، وخصوصاً قضية لمّ شمل عائلات اللاجئين، لعبت دوراً محورياً في فشل الأحزاب في التوصل لاتفاق. 

https://orient-news.net/news_images/17_11/1511264133.jpg'>

وقبل أن يأتي الإعلان المفاجئ من الحزب الليبرالي ساد تفاؤل بقرب ولادة الحكومة. إذ ظهرت تسريبات، بحسب موقع "دويتشه فيله" تقول إن "حزب الخضر" كان على استعداد لتحديد "سقف أعلى" للاجئين المسموح بدخولهم إلى البلاد قدره 200 ألف لاجئ في السنة. لكن الخضر، حسب التسريبات، طالبوا في المقابل باستئناف عمليات لم شمل العائلات لجميع اللاجئين العام المقبل، بما فيهم الحاصلون على "الحماية المؤقتة".

_9LOLZnVi1k

التعليقات (1)

    حسن

    ·منذ 6 سنوات 5 أشهر
    نتمنى الخير والنجاح لهذا البلد الطيب المانيا بلد الانسانية الاول بالعالم في عصر ضاعت فيه القيم الانسانية بالرغم من الدعاة تحت مسميات متعددة
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات