"تريّث" الحريري: حشر فريق 8 آذار لترميم "النأي بالنفس".. وإلا!

"تريّث" الحريري: حشر فريق 8 آذار لترميم "النأي بالنفس".. وإلا!
صنع رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل، سعد الحريري، الحدث على مدار 3 أسابيع منذ إعلانه الاستقالة من رئاسة الحكومة في الرابع من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بعد أن أثار من التكهنات والتخمينات حول أسبابها وظروفها وتداعياتها، ما لم تثره استقالة أي رئيس سابق للوزراء في لبنان.

ورغم إعلان الحريري في خطاب الاستقالة من الرياض، أن الخوف على حياته من الاستهداف، و"تغول" ميليشيا حزب الله ومن ورائها إيران على حكومته، كان الدافع وراء اتخاذ قرار الاستقالة، إلا أن فريق 8 آذار والذي ينضوي تحته التيار الوطني الحر وميليشيا الحزب، ومعهم الرئيس اللبناني ميشيل عون، "نجح" في تحويل "زلزال" الاستقالة لصالح التركيز على "الشكل" وهو الخوف على احتجاز الحريري في الرياض والتحرك دبلوماسياً للإفراج عنه، متغاضياً عن أسباب الاستقالة و"مضمونها".

عودة الحريري

عاد الحريري إلى بيروت مساء الثلاثاء قبيل انطلاق الاحتفالات بالذكرى الـ74 لاستقلال لبنان عن فرنسا، التي يدعي أنصار عون وحزب الله أنها توسطت لإخراجه من الرياض، ولم يجدوا غضاضة في "مديح" وساطتها المزعومة في يوم الاستقلال عنها، وبعد أن جال الحريري على كل من باريس ونيقوسيا والقاهرة، ليشارك في اليوم التالي في الاحتفالات المرتبة ليوم الاستقلال اللبناني.

موقف ملتبس

بعد مشاورات أجراها الرئيس المستقيل (الحريري) مع كل من الرئيس اللبناني ورئيس نوابه (نبيه بري) خرج الحريري على وسائل الإعلام ليعلن موقفاً جديداً أبدى ارتياحاً داخلياً لدى الشارع اللبناني برمته، وهو "التريث" لا "الرجوع" عن الاستقالة "تجاوباً" مع ما سماه "جهود الرئيس اللبناني لإجراء مزيد من المشاورات".

موقف الحريري الجديد سرعان ما تمّ توظيفه داخلياً وإقليمياً لصالح التأكيد على فكرة "الاحتجاز" و"استلاب القرار والإدارة" الذي روّج له حزب الله وآلته الإعلامية، وجيّش الشارع اللبناني بأسره، للمطالبة بعودة الحريري على وجه السرعة إلى بيروت. لكن حقيقة الأمر تتطلب المزيد من القراءة والتدقيق لما رشح من مداولات الحريري مع عون وبري.

النأي بالنفس

تشير تسريبات مصادر لبنانية إلى أن الحريري أراد منح "عون" وقتاً لبحث إجراء مشاورات سياسية مع حلفائه في حزب الله و"ترميم" سياسة النأي بالنفس" عن الأزمات المحيطة بلبنان لتحصينه في وجه المخاطر المحدقة.

وفيما نفت هذه المصادر لصحيفة الحياة أن يكون الحريري قد حدد المدة بأسبوعين على الأكثر، أكدت على حصول الحريري على ما اعتبرته "تفويضاً شعبياً" لمواجهة سياسات ميليشيا حزب الله الإقليمية، ومنحه فرصة لمراجعة قرار مشاركته في كل من العراق واليمن وسوريا، وهو ما يستشف من التصريحات الصادرة عن أمين الميليشيا ومسؤوليه، عن كون وجود الحزب في العراق "استشارياً" وأنه قد "أنجز" مهمته بالقضاء على تنظيم الدولة هناك، ونفيه المشاركة علناً في اليمن لمساعدة ميليشيات الحوثي، فيما ظلت "عقدة المنشار" قتاله إلى جانب قوات الأسد في سوريا، الذي يبدو أن قرار انسحابه منها لا يملكه الحزب تبعاً لولائه لطهران.

في غضون ذلك، وضع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ثلاثة شروط للعودة عن استقالته، وذلك رغم "التريث" الذي علّق معه الاستقالة أمس إثر عودته إلى لبنان؛ إفساحاً في المجال أمام الحوار والمشاورات التي يُفترض أن يبدأها ميشيل عون.

وعزَت مصادر في بيروت لصحيفة الشرق الأسوط تريث الحريري إلى رغبته في "إحراج (حزب الله)، وتأمين أوسع دعم ممكن في صفوف اللبنانيين لمطالبه الوطنية".

وقال مصدر مطلع لـ"الشرق الأوسط" إن "شروط سحب الاستقالة، هي صون (اتفاق الطائف)، والتطبيق الفعلي للنأي بالنفس، وعدم الإضرار بالعلاقات مع الدول العربية". وشدد المصدر على أن وجود الحريري في الحكم مرتبط بهذه الأسس.

وذكرت مصادر مقربة من الحريري أن الحكومة ستستأنف عملها، مؤكدة أن "التريث يعني تعليقاً مؤقتاً لاستقالة الحكومة، بعدما بحث رئيسها مع الرئيس عون خلفيات موقفه، ولمس منه جواً إيجابياً لبحث مطالبه". وأبدت مصادر مقربة من عون والحريري تفاؤل الرئيسين بإمكانية التوصل إلى نتيجة إيجابية.

بدورها، أكدت مصادر مطلعة على موقف حزب الله، استعداد الحزب للحوار مع التأكيد أن "سلاح الحزب سيكون خارج المعادلة، وأن بحثه سيكون مرتبطاً بالاستراتيجية الدفاعية".

الكرة في الملعب المقابل

تبدو ميليشيا حزب الله ومعها حلفاؤها في التيار الوطني الحر والرئيس اللبناني في "مأزق" حقيقي قد لا تنجح الماكينة الإعلامية في التغطية عليها وتوظيفها لصالح رواية "الاحتجاز" التي دحضت بمجرد عودة الحريري. فإما "تحصين" لبنان وترميم سياسة "النأي بالنفس" التي أعلنها الرئيس السابق ميشيل سليمان عام 2013 ولم يلتزم بها الحزب حينها، والخروج من ساحات المواجهة الإقليمية التي تحول فيها الحزب إلى "مرتزقة" تأتمر بأوامر طهران، وإما التصعيد مجدداً ومجابهة تداعيات ذلك على لبنان في ظل عملية نزع "الشرعية" اللبنانية والعربية (حتى الآن) عن الحزب.

التعليقات (1)

    فتوش أبو حطب

    ·منذ 6 سنوات 4 أشهر
    حل الذنب الإيراني و غروره حزب حسن هو بيد إسرائيل و أميريكا يقضوا عليه قضاء كاملا نهائيا و تجريده من سلاحه و تنظيف بيروت من عملاء الفرس و الخونة و إلا لا فائدة من الكلام و الإتفاقات
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات