صفقات وممرات آمنة.. سلو يكشف المزيد من أسرار الحرب على داعش

صفقات وممرات آمنة.. سلو يكشف المزيد من أسرار الحرب على داعش
شكل مصير عناصر تنظيم الدولة سؤالاً محيراً لدى المراقبين، لتأتي تصريحات "طلال سلو" القيادي المنشق عن ميليشيات "قسد" لتؤكد ما سبق أن ذكرته شبكة "بي بي سي" البريطانية في تحقيقها الاستقصائي عن صفقة تسليم الرقة عن كيفية نقل عناصر التنظيم بكامل أسلحتهم من مكان لآخر.

مسرحية الرقة

وصف "طلال سلو" في تصريحات أدلى بها لوكالة رويترز قبل يومين، صفقة الرقة بـ "المسرحية" التي رعتها أمريكا عبر التحالف الدولي، مؤكداً أن أعداد عناصر التنظيم التي خرجت من الرقة أكثر بكثير من العدد الذي تحدثت عنه "قسد".

وقال إن آلافا من مقاتلي التنظيم، غادروا المدينة بموجب صفقة سرية وافقت عليها الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن "قسد" هي من تولّت الإعداد لنقل جميع المسلحين الباقين من التنظيم بمدينة الرقة وذلك رغم أنها قالت حينذاك إنها تقاتل المتطرفين الأجانب المستميتين في الدفاع عن المدينة. وأضاف أن مسؤولاً أمريكياً في التحالف الدولي (لم يذكر اسمه) وافق على الصفقة في اجتماع مع أحد قادة "قسد".

وتضاربت الروايات فيما إذا كان مقاتلون أجانب قد سُمح لهم بمغادرة الرقة أم لا. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تحقيقها إن أحد السائقين في عملية الإجلاء وصف قافلة يمتد طولها إلى سبعة كيلومترات مكونة من 50 شاحنة و13 حافلة و100 عربة تابعة للتنظيم.

في حين أكد سلو أن قرابة الـ 4000 شخص هم وأسرهم كانوا على متن القافلة، مشيراً إلى أنهم كانوا جميعا من المقاتلين باستثناء 500 فرد. وأوضح أنهم اتجهوا شرقاً إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم حول دير الزور، حسب قوله.

ماذا عن دير الزور

ويرى ناشطون أن ما فعلته الولايات المتحدة في الرقة هو صورة عما تفعله روسيا في دير من نقل وفتح الطرقات لعناصر التنظيم للانتقال من مكان لآخر تحت إشرافها، ويربط الناشطون ذلك بمعارك التنظيم في ريف حماة ويطرحون أسئلة حول نقل روسيا والنظام عناصر لداعش من دير الزور باتجاه ريف حماة لا سيما أن هجوم النظام على ريفي حماة وإدلب تزامن مع معارك دير الزور.

وقام النظام لاحقاً بتمرير عناصر التنظيم باتجاه المناطق المحررة ليباشر الأخير شن هجمات متلاحقة على هذه المناطق، بالرغم من انقطاعه المفترض عن خطوط الإمداد مما يطرح سؤالاً حول حقيقة "تنقلات" التنظيم ومن يشرف عليها ولأي هدف؟

ريف حماة الشرقي

في ريف حماة الشرقي يبدو المشهد معقداً فتنظيم الدولة المتحصن بعدة قرى هناك يبدي شراسة في الهجمات التي يشنها باتجاه المناطق المحررة رغم وقوع مناطقه في حصار من المفترض أنه خانق من قبل قوات نظام الأسد.

وبالنظر لشدة هجمات التنظيم على مناطق الثوار في ريف حماة الشرقي التي لم تهدأ منذ قرابة الشهرين، تبقى الآلية التي يتمكن من خلالها التنظيم الاستمرار في المعارك وتأمين ما يحتاج إليه من كميات كبيرة من الذخيرة والسلاح غير مفهومة بسبب صغر المساحة المتواجد فيها وانقطاعه عن طرق الإمداد.

وكانت مناطق سيطرة تنظيم الدولة في ريف حماة تقلّصت في الآونة الأخيرة بعد معارك وانسحابات لحساب قوات النظام التي باتت تحاصره تقريباً في عدة قرى، وبدأت هجمات التنظيم ضد المناطق المحررة انطلاقاً من 3 قرى تم حصره فيها سابقاً تاركاً خلفه قوات النظام عند طريق أثريا خناصر.

ويؤكد ناشطون محليون وجود تنسيق بين التنظيم وبين قوات النظام لإضعاف جبهات الثوار، حيث تم رصد مرور آليات باتجاه مناطق سيطرة النظام قادمة من مناطق التنظيم وبالعكس، كما سمح النظام سابقاً لعناصر من التنظيم بالعبور في مناطقه (16 كم) قادمين من باتجاه الجبهات مع الثوار.

 تنقلات محمية

الصفقة مع الولايات المتحدة ليست الأولى حيث سبقها صفقة مشابهة مع ميليشيا "حزب الله" اللبناني نهاية آب الماضي، قضت بخروج عناصر التنظيم إلى دير الزور ليتم الإعلان لاحقاً عن اتفاق 113 من عناصر التنظيم مع النظام.

يقدم خط تنقلات التنظيم عبر الاتفاقات التي أبرمها مع عدة أطراف في سوريا صورة أوضح عن مناطق سيطرته وتغيرها وبنفس الوقت هدوء بعضها واشتعال أخرى.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات