عوامل ساعدت النظام على دخول بيت جن وتهجير أهلها

عوامل ساعدت النظام على دخول بيت جن وتهجير أهلها
بعد أكثر من 120 يوماً على الحملة العسكرية العنيفة لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية على بلدة بيت جن ومحيطها في جبل الشيخ تم التوصل لاتفاق مع ثوار المنطقة للخروج منها باتجاه المناطق المحررة في إدلب ودرعا.

 وبالرغم من تصدر نظام الأسد للحملة إلا أن قواته لم تكن أكثر من واجهة إعلامية بينما كانت الميليشيات الأجنبية التابعة لإيران هي القائمة فعلياً بالهجوم، حيث زجت ميليشيا "حزب الله" اللبنانية مؤخراً بكامل قواتها في معارك الـ(مغر المير، وتلال بردعيا) في حين وضعت إيران ثقلها العسكري والسياسي لدى قوات نظام الأسد التي عملت على زج ميليشيات "فوج الحرمون" الذي يعتبر أغلب عناصره من المقاتلين السابقين ضد النظام في مناطق (بيت سابر وبيت تيما وكفر حور وسعسع) حيث عملت هذه العناصر على كشف الثغرات الضعيفة لأماكن تمركز الثوار في جبل الشيخ. 

ماذا حدث؟ 

استقدمت قوات النظام تعزيزات كبيرة خلال الشهر الماضي منها ميليشيا "جيش التحرير الفلسطيني" و ميليشيا "الحرس القومي السوري" وميليشيا "فوح الجولان" و"جمعية البستان" بالإضافة لزج شباب الطائفة الدرزية و خاصة من بلدات حضر وعرنة وصحنايا، وبعضهم من السويداء. 

وتمكنت هذه المليشيات مؤخراً من السيطرة على كلاً من سلسلة تلال بردعيا الاستراتيجية التي تشرف على طرقات بلدات جبل الشيخ كما استطاعت الميليشيات المدعومة بقوات الفرقة السابعة والرابعة من سيطرتها على الظهر الأسود و تل الزيات والتقدم بتجاه بلدة مغر المير التي صمدت أمام أكثر من ثلاثين محاولة اقتحام.

وجاء هذا التقدم وسط قصف بري عنيف استمر طوال أيام الحملة، حيث تم إحصاء ما بين 500 إلى 800 قذيفة متنوعة من (مدفعية ثقيلة و هاون و دبابات ) بالإضافة للرشاشات الثقيلة.

ومن أهم الأماكن التي كانت تتم عمليات القصف هي منطقة جبل الشيخ (اللواء 68 واللواء 137 واللواء 121 وعين الشعرة وتلة أم بشار وحينا ودربل).

استراتيجة المكان وأهمية المعركة

 تعتبر منطقة بيت جن ومزرعتها في غوطة دمشق الغربية من أهم الجيوب التي تطل على ملتقى جغرافي له أهمية كبيرة، باعتبار موقعه المطل على الجولان المحتل، وقربه من مزارع شبعا البوابة الى الجنوب اللبناني، وقد كشف سير المعارك مع فصائل المنطقة أن الزخم الناري والعنصر البشري للمليشيات الإيرانية وعناصر "حزب الله"، الدور الثانوي للنظام في هذه المعركة.

 وتسعى إيران بكل قوتها العسكرية والسياسية للسيطرة على هذه البقعة الجغرافية المهمة، والتي من خلالها تستطيع فتح طرقات التهريب القديمة ومن خلالها تنشيط الجيوب السرية مع جنوب لبنان، الأمر الذي يشكل ورقة ضغط بيد إيران  سيما قبيل انعقاد مؤتمر سوتشي.

سيناريو جديد

بعد كثافة النيران التي اتبعتها المليشيات المهاجمة وسياسة الأرض المحروقة من خلال سيطرتها على تلال حاكمة كتلال بردعيا والظهر الأسود بدأت هذه القوات بتكثيف القصف المدفعي والصاروخي على مساحة جغرافية لا تتجاوز 15 كيلو مترا مربعا، استخدمت خلالها شتى صنوف الأسلحة الثقيلة والخفيفة سيما صواريخ أرض - أرض (من نوع فيل)، بحيث يسقط على المناطق الآهلة ما يقارب العشرين صاروخاً في اليوم الواحد، عدا عن القذائف المدفعية والدبابات التي تمركزت على هذه التلال.

 بعد كل التمهيد الناري انسحبت الفصائل من "مغير المير" وهي الوجهة العسكرية لميليشيا إيران في المنطقة ومن خلفها الميليشيات الدرزية في (المقروصة وحضر وحرفا)، إلا أن خسائر كبيرة منيت بها هذه المليشيات سيما في العنصر البشري، وقد قدر ناشطون أن أعداد قتلى "حزب الله" تجاوزت 30 قتيلاً في معارك الأسبوعين الماضيين، في حين قتل العشرات من الميليشيا الأجنبية التابعة لإيران، وعنصراً من ميليشيا "جيش التحرير الفلسطيني"، و10 قتلى في صفوف ميليشيا قرية حضر الموالية.

 وفي تصريح لأورينت نت أكد الناشط الإعلامي معاذ حمزة أن اتفاقا جرى بين مليشيات إيرانية من جهة، وبين الفصائل المقاتلة في اتحاد جبل الشيخ من جهة أخرى، قضى إلى خروج مقاتلي "هيئة تحرير الشام" مع عوائلهم لمحافظة إدلب، و300 عنصراً من باقي الفصائل إلى درعا، في حين يبقى الخيار مفتوحاً لمن يريد البقاء من المدنيين بشرط المصالحة "وتسوية وضعه" مع نظام الأسد.

 وأردف الحمزة قائلاً إن "التسجيل للعوائل التي تريد الذهاب لإدلب لازال جارياً، وكذلك تسجيل العوائل ممن اختار البقاء، ولم يتضح بعد الأعداد النهائية لهذه القوائم".

 وأكد أن احتمال بقاء أعداد من المقاتلين وارد، وتشكيل فصيل يبقى في بيت جن، بسلاحه الخفيف للحفاظ على ممتلكات المدنيين وأرزاقهم، إلا أنه نوه لغدر النظام واحتمال زج من بقي من القاتلين في معاركه بعد سيطرة الميليشيات على عموم المنطقة.

من جهته، أكد عضو المجلس المحلي على سليمان في بلدة جباتا الخشب أنه لم تصل أية عوائل بعد للبلدة، منوهاُ إلى خطورة الطريق الواصل بين البلدة وبيت جن، وسيطرة ميليشيات درزية على الطريق تمنع وصول هذه العائلات على مناطق أكثر أمناً.

 وأوضح السليمان، أن الأهالي في جباتا الخشب مستعدون لاستقبال المهجرين من بيت جن "واقتسام اللقمة فيما بينهم"، إلا أن المجلس المحلي يعاني نقصاً كبيراً في الإمكانيات، وانعدام الخيم التي قد يحتاج إليها المهجرون فيما لو وصلوا إلى القنيطرة. 

في سياق متصل، دخلت (الجمعة) عدة حافلات من مناطق سيطرة نظام الأسد إلى منطقة بيت جن لتنفيذ أولى مراحل الاتفاق الذي يقضي بتهجير الثوار وعائلاتهم إلى درعا وإدلب.

التعليقات (1)

    درزي لبناني

    ·منذ 6 سنوات 4 أشهر
    ما ربع مليون مهجر درعاوي ومن غير محل ساكنين السويداء هلق صار ما إلنا آمان? يللي تعدى من شهر عا حضر الله بحضر إللو قبر٠٠٠إفهمو ألمعتدي على الدروز مهزوم من 1000 سنة ...وسيهزم دوماً٠٠٠٠اقرو تاريخ شوي
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات