التطورات اللافتة في مسار المظاهرات في إيران شهدها اليوم الرابع من المظاهرات، والمتمثلة أولاً بزحف المتظاهرين نحو بيت المرشد علي خامنئي، والواقع في شارع باستور في العاصمة طهران، لكن قوات الأمن والحرس الثوري المنتشرة بكثافة في الشوارع المؤدية لبيت الولي الفقيه، استخدمت الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين لمنع تقدمهم.
المشهد الثاني، هو ما أظهره مقطع فيديو تداوله نشطاء إيرانيون، حول سقوط عنصر من الباسيج بيد متظاهرين في مدينة كرمانشاه بعد أن هجم عليهم بصاعق كهربائي.
لكن الحادثة التي ربما تكون الأولى من نوعها في تاريخ إيران الحديث، هي إقدام المتظاهرين على حرق الحوزة العلمية في مدينة تركستان في محافظة قزوين شمال غرب إيران، حسبما أظهر مقطع فيديو تداوله نشطاء إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أما على صعيد محاولة النظام الإيراني منع المتظاهرين من نقل صورة ما يجري داخل بلادهم للعالم، فقد أغلقت السلطات مؤقتاً تطبيقي إنستغرام للصور وتلغرام للرسائل النصية على الهواتف المحمولة أشهر التطبيقات في البلاد، حيث قال التلفزيون الرسمي الإيراني إن الهدف من ذلك هو لـما سماه "الحفاظ على السلام".
التطور الأبرز في اليوم الرابع على تواصل المظاهرات في المدن الإيرانية، هو خروج الرئيس حسن روحاني عن صمته بخطاب موجه للمتظاهرين، والذي أعطى نتائج عكسية أدت إلى تصاعد وتيرة التظاهرات أكثر من ذي قبل، ولا سيما أنه هدد المتظاهرين "باتخاذ إجراءات حاسمة ضدهم وحمّل مسؤولية تدهور الوضع الاقتصادي إلى حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد"، كما قال في خطابه "إن حل بعض المشاكل الاقتصادية يستغرق وقتا طويلاً"، الأمر الذي رأه مراقبون دلالة على تعميق الانقسامات والخلافات على أعلى مستويات داخل أجنحة النظام.
ومن المواقف التي ظهرت في اليوم الرابع توجيه أحد عناصر "الباسيج" رسالة إلى المتظاهرين يعلن فيها انضمامه إليهم واضعاً بدلته العسكرية وخوذته و"الهراوة" إلى جانب الرسالة.
رسالة من بعض عناصر الباسيج وهم يعلنون الانضمام للمتظاهرين#مظاهرات_ايران#النظام_الايراني_ظالم_شعبه pic.twitter.com/pJrBrUJz1k
— قناة وصال (@Wesal_TV) ٣١ ديسمبر، ٢٠١٧
كما أخذت صور الكتابة على الجدارن في المدن الإيرانية بالانتشار، وخاصة أن الشعارات استهدفت بشكل خاص شخص المرشد كشعار "الموت للديكتاتور".
إمرأة كُوردية من #إيلام تكتب شعار "الموت للديكتاتور" على جدار المدينة #مظاهرات_ايران#النظام_الايراني_ظالم_شعبه pic.twitter.com/NrGGkx6emU
— قناة وصال (@Wesal_TV) ٣١ ديسمبر، ٢٠١٧
بدوره قال (موسي افشار) عضو لجنة شؤون الخارجية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في تصريح صحفي حول التظاهرات في إيران، إن "المظاهرات والمواجهات استمرت في العاصمة طهران حتى ساعات متأخرة من الليل، وهتفوا (لا تخافوا لا تخافوا كلنا متحدون معا)، و(الموت للدكتاتور) (اخجل يا سيد علي واترك الحكومة)".
وأضاف افشار أنه في اليوم الرابع "استشهد مالا يقل عن اثنين من المتظاهرين في مدينة ايذه بمحافظة خوزستان اثر الرصاص المباشر لقوات الحرس وأصيب عدد آخر بجروح، كما استشهد أحد المنتفضين في مدينة تويسركان (محافظة همدان) اثر إطلاق النار من قبل قوات الحرس وأصيب عدد آخر بجروح".
وشدد افشار على أن "هذه الجرائم اللاإنسانية تبين عجز نظام الملالي اللاإنساني في مواجهة الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني التي استهدفت نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران، ولكن الدماء المراقة جوراً ستزيد من شعلة انتفاضة الشعب الإيراني ويزداد الشعب عزما كل يوم".
جدير ذكره، أن السلطات الإيرانية أعلنت مقتل 13 أشخاص خلال المظاهرات، واعتقال أكثر من 370 شخصاً خلال الأيام الأربعة الماضية، في حين يقول ناشطون إن عدد المعتقلين يفوق ما أعلنه النظام الإيراني رسمياً، حسب موقع العربية.
يشار إلى أن المظاهرات بدأت الخميس الماضي، في مدينة "مشهد"، ذات الخصوصية الروحية والثقافية ثاني كبرى المدن الإيرانية، وامتدت لاحقًا إلى مدن: نيسابور، وشاهرود، وكرمانشاه، وقُم، ورشت، ويزد، وقزوين، وزاهدان، والأحواز، والعديد من المدن الأخرى، وذلك بمشاركة مجموعات واسعة من المواطنين في احتجاجات عفوية، ضد الأوضاع الاقتصادية والسياسية و"الفقر والبطالة" في البلاد.
التعليقات (2)