أوروبا تتخذ موقفاً مغايراً لواشنطن بخصوص مظاهرات إيران

أوروبا تتخذ موقفاً مغايراً لواشنطن بخصوص مظاهرات إيران
أبدت الدول الأوروبية مواقف حذرة من المظاهرات المتواصلة في إيران ضد نظام الملالي، حيث أعربت عن قلقها داعية إلى "الحوار"، ويأتي هذا الموقف الأوروبي على عكس ما أبدته الولايات المتحدة الأمريكية التي اتخذت قراراً سريعاً بتأييد المتظاهرين ودعم مطالبهم.

فمنذ بدء المظاهرات في إيران قبل أسبوع، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -الذي يعتبر ايران عدوته اللدودة في الشرق الأوسط- تهجمه على نظام الملالي في إيران بأنه "وحشي وفاسد"، ووعد بتوفير الدعم الأمريكي للشعب الإيراني "في الوقت المناسب".

في حين اتخذ الاتحاد الأوروبي -الذي يخوض تطبيعا للعلاقات مع طهران منذ إبرام الاتفاق الدولي بشأن برنامج ايران النووي في 2015-  موقفا أقل ضغينة واختار التشديد على احترام حقوق الإنسان. حيث أعرب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لنظيره الإيراني حسن روحاني عن "القلق" إزاء عدد الضحايا وناشده "ضبط النفس والتهدئة". كما أرجئت الزيارة المقررة لوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان إلى طهران.

من جانبها دعت برلين طهران إلى "احترام حرية التجمع والتعبير" وحثت النظام الإيراني على الرد "بالحوار". وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إن "ألمانيا تشعر بقلق بشأن الموقف المتصاعد في إيران". 

أما وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون فعلق على الاحتجاجات الإيرانية قائلاً إن "المملكة المتحدة تراقب بانتباه الأحداث في ايران". كما استنكرت الممثل الأعلى للشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني "الخسائر غير المقبولة في الأرواح" داعية "جميع الأطراف المعنية إلى الامتناع عن أي عمل عنف".

لماذا اختار الاتحاد الأوروبي التهدئة

في هذا الإطار، قال السفير الفرنسي السابق في إيران والخبير في العلاقات الدولية فرنسوا نيكولو "لا شك أن الموقف الأوروبي أقل إفادة لنا أمام الرأي العام لدينا لكنه ينم عن حكمة". واعتبر أن "ما يجري في ايران تعبير عن معاناة عميقة، لكن أسلوب التعبير بلا إطار أو برنامج يكشف فرص نجاح ضعيفة، ستسحق لزاما في مواجهة قاسية مع النظام".

من جانبه، رأى خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة "ايريس" الفرنسية للبحوث تييري كوفيل أن "الاتحاد الأوروبي يبدي حكمة. لكن المهم هو المجتمع المدني الإيراني، والطريقة الفضلى لدعمه تكمن في استهداف التحسين الاقتصادي وليس صب الزيت على النار. فالمعتدلون الإيرانيون لديهم الكثير ليخسروه في هذه الأزمة، فيما قد يكسب المتشددون الكثير".

بدورها كتبت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية إنه "ليس من الحكمة أن يدعم الغرب وخصوصا الرئيس دونالد ترامب المحتجين لأن هذا الموقف قد يصب في مصلحة الصقور". وأضافت الصحيفة "أفضل ما يمكن فعله هو الانتظار وترك هذا النظام المعتل يكشف عن طبيعته الحقيقية".

التعليقات (1)

    Hocine

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    الشرق الأوسط السلاح النووي الإيراني
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات