وذهب قره غُل في مقاله -الذي جاء تحت عنوان (جرح إيران وزعزعة تركيا.. من الضروري تجسيد إرادة جغرافية وخارطة حرية) والذي نشرته صحيفة يني شفق التركية- إلى أنّ قوى خارجية حاولت إشعال فتيل الاحتجاجات في إيران من خلال إثارة المشاكل الاجتماعية والمآزق السياسية والحساسيات العرقية واللعب على وتر المنافسة على السلطة فيها.
وأشار الكاتب إلى أنّ الرسالة التي أرادت القوى الخارجية إيصالها إلى إيران من خلال استغلال الاحتجاجات الشعبية فيها جاءت على النحو التالي: "مهما اكتسبتِ قوّة، ومهما اتّبعتِ خارطة توسّع جغرافي، ومهما كان تأثيرك على الفئات الشيعية خارج الحدود الإيرانية كبيرا.. حتّى وإن وصلتِ إلى اليمن وسوريا وسيطرت على لبنان وطوّقتِ السعودية وخطّطت للوصول إلى مكة والمدينة فبإمكاننا أن نصيدك في عُقر دارك".
أولى خطواتهم لنقل الحرب إلى إيران
وذكر قره غُل أنّ القوى الخارجية أثبتت لإيران -على الرغم من إعلانها النصر في سوريا، ومحاولاتها لإبعاد التهديدات والمخاطر المحدقة بها إلى ضفاف البحرين الأبيض والأحمر- أنّها ضعيفة من الداخل وإن حاولت إظهار نفسها قوّية في المنطقة.
وأضاف في الإطار نفسه: "إنّ الاحتجاجات الأخيرة هي أولى الخطوات لنقل الحرب إلى إيران، وإن توقّفت الاحتجاجات في المدن الإيرانية وتمّت السيطرة عليها، فإنّ الملف الإيراني في المستقبل سيبدأ من حيث انتهت الاحتجاجات".
الخطة لن تشتمل على دولة واحدة
وأوضح الكاتب أنّ خطة القوى الخارجية لن تبقى محصورة في التدخل بدولة واحدة بعينها، وإنما ستكون خطةً شاملة على منطقة بأكملها.
وأردف الكاتب أنّ الخطة المذكورة أعلاه ستفتح المجال أمام هجمات عدوانية وجنونية لم تُشهد من قبل، قائلا: "مثالا التدخل في سوريا والعراق بقيا في الماضي، ومن الضروري اللانتباه إلى أنّ العاصفة القادمة ستكون مختلفة عن سابقاتها، والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ستحاولان بشتى السبل و بالتعاون مع شركاء لهما في المنطقة توسيع هذه الجبهة وتعميقها".
وشدّد قره غُل على ضرورة توسيع نطاق الدفاع في ظل توسّع نطاق الهجمات على دولة ما، ذاكرا أنّه ما من دولة في الوقت الراهن لديها القوّة الكافية للدفاع عن نفسها، مضيفا: "عندما تكون الهجمات إقليمية ومتعددة المشارب من الضروري أن تكون المقاومة أيضا إقليمية ومتعددة الجبهات، ولذلك من الضروري أن نُسرع في إنشاء إرادة جغرافية مشتركة".
ونوّه الكاتب إلى أنّ محاولات ضرب إيران تستمر منذ سنوات وستتكرّر في المستقبل، على غرار محاولات الضرب التي شهدتها تركيا انطلاقا من أحداث غيزي بارك تقسيم مرورا بإثارة قضايا فساد داخل أجهزة الدولة، وصولا إلى محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز / يوليو عام 2016.
وختم قره غل مقالته: "سيحاولون تنفيذ خططهم إلى أن يضربوا كافة دول المنطقة، ولكن المقاومة التي جسدتها تركيا هي من النوع الذي يُحتذى به، وأظن أنّ المقاومة التي جسدتها تركيا ستنتشر شيئا فشيئا في كافة دول المنطقة".
التعليقات (3)