أورينت تفتح ملف المغيبين من أهالي الرقة (صور)

أورينت تفتح ملف المغيبين من أهالي الرقة (صور)
مازال المئات من أهالي مدينة الرقة في حكم المفقودين أو المغيبين بعد الانتهاء من طرد تنظيم داعش من المدينة وتدمير 80 % منها، حيث لا يعرف الكثير ما حل بمصير عوائلهم أو اصدقاء وأقارب لهم، مرجحين أن يكونوا فقدوا بالقصف أو اتخذهم تنظيم داعش مع خروجه من المدينة كدروع بشرية، في وقت يرجح البعض أن يكونوا قد احتجزوا من قبل ميليشيا قسد باتهامهم كمنتمين للتنظيم أو على صلة بأحد أفراده.

وكشف مصدر  ميداني خاص لأورينت نت (رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية) أن مئات وربما آلاف من أهالي الرقة والنازحين إليها لا يُعلم مصيرهم حتى اللحظة، مرجحا أن يكونوا قد قضوا تحت الأنقاض بقصف التحالف، ولا سبيل لمعرفة مصيرهم من خلال التوجه لآخر الأماكن التي تواجدوا فيها قبل فقدانهم، جراء منع ميليشيا قسد دخول المدينة بحجة أنها مزروعة بالألغام ويتم العمل على إزالتها.

أكبر إبادة في سوريا منذ 2011

ويؤكد المصدر أنه لا يمكن حصر حجم القتلى في المدينة أو توثيقهم، وهو ما تخشى ميليشيا قسد العمل عليه ومن خلفها قوات التحالف، إذ ستظهر حجم الإبادة التي تعرضت لها المدينة، منوهاً إلى أن الجهة الوحيدة التي تعمل داخل المدينة لإزالة الألغام هي منظمة أمريكية تسمى (ماك - MAG)، وقد دخلت هذه المنظمة إلى مدينة عين العرب بعد طرد التنظيم منها عام 2015، ويتخوف أن تعمل هذه المنظمة على إخفاء ما حدث للمدينة وأهلها اثناء الحرب على داعش.

وحذّر المصدر من أن تغييب هذا الأمر عن وسائل الإعلام سيكون سبباً في تغييب "أكبر إبادة بحق السوريين" منذ بدء الثورة السورية عام 2011 وحتى يومنا هذا، حيث سيتسبب حجم الجرائم المرتكبة بحق الرقة وأهلها "حرجاً" للولايات المتحدة والدول المنضوية تحت التحالف ضد داعش وبالتالي الكشف عن حقيقة إبادة المدينة وأهلها، وهو ما تحرص على إخفائه الولايات المتحدة وميليشيا قسد.

في السياق، كشفت مصادر عملت ضمن بعض "المنظمات الإنسانية"  في المنطقة لأورينت نت (رفضت الكشف عن هويتها أيضاً)، أنه لا يسمح لهم كجهات إنسانية الدخول إلى المدينة أو معاينة الوضع فيها، كما لا يسمح لأي جهة مهما كانت صفتها الدخول وتوثيق ما تعرضت لها المدينة وسكانها ممن أجبروا على البقاء فيها اثناء معركة طرد داعش منها سواء من قبل التنظيم أو بسبب القصف على المدينة.

عناصر من منظمة (MAG) الأمريكية المختصة بإزالة الألغام

مخيمات للمتهمين بالإنضمام لداعش

ونوه المصدر إلى أن بعض من الناجين لا يعلم مصيرهم حتى اللحظة، وهذا يشمل كل من تأخر بالخروج من الرقة، حيث يقتادون إلى مخيمات خصصت لمن تتهمهم ميليشيا قسد بالانتماء لداعش، مؤكداً أن أهم المخيمات التي يقتادون إليها هي ما يسمى "مخيم دير الزور" وهو مخيم مواجه لمخيم عين عيسى ويتكون من 3703 خيمات، وقد سمي بهذا الأسم كون أن غالبية من يصل إليه هم من نازحي مدن وبلدات ريف دير الزور، ويتم زج العوائل من الأطفال والشيوخ والنساء فيه، بعد أن يتم اقتياد الرجال "بسبب خطورتهم" وفقاً لما تقول قسد إلى نقطة (سجن) بالقرب من مدينة عين العرب (كوباني)، والمخيم الثاني هو مخيم "الطويحينة" وهو بالقرب من منبج، وهذا أيضاً لا يسمح بدخوله من قب المنظمات الإنسانية او أي جهة أممية أو حقوقية.

ويتوزع النازحون من الرقة ودير الزور وريفهما على عدد من المخيمات في ريف الرقة الشمالي، أبرزها مخيم عين عيسى (60 كم شمال الرقة) و(مخيم عزيز) ويقع بين بلدة عين عيسى وبلدة تل السمن شمالي (50 كم شمال الرقة) ومخيم مبروكة بالقرب من بلدة مبروكة على الطريق الدولي (حلب - الحسكة) شرق مدينة تل أبيض 50 كم، إضافة لمخيمي "روج ونوروز" التابعين لمدينة عامودا (ديريك)، إضافة لمخيم العريشة في ريف الحسكة الجنوبي.

صورة لأحد المخيمات شمال الرقة حصلت عليها أورينت

مجموعات تقصي

"محمود" وهو أحد سكان المدينة الذين فقدوا أقارب لهم أو أحد أفراد العائلة بالقصف على المدينة، يقول لأورينت نت إنه ما زال يبحث عن شقيقته وزوجها وأطفالهم الثلاثة، والذين اختفوا إثر خروج التنظيم من المدينة بالاتفاق مع قسد، منوهاً إلى أن الانباء تضاربت حول مصيرهم بين احتجازهم من قبل عناصر التنظيم كدروع بشرية اثناء خروجهم باتجاه دير الزور وبين بقائهم في المدينة.

ويؤكد "محمود" أنه لم يصل لنتيجة ومعه كثير ممن فقدوا أناس لهم، وقد شكلوا مجموعات تقصي فيما بينهم لتداول أي خبر أو معلومة جديدة يمكن من خلالها معرفة مصير أقربائهم، ويرجح هؤلاء أن يكونوا قد قضوا تحت الأنقاض، لا سيما في الأحياء التي تعرضت للقصف بالفوسفور والصواريخ الارتجاجية أثناء المعارك، منوهاً إلى أنه لا سبيل للدخول إلى المكان والوقوف على حقيقة الأمر وانتشال جثثهم إن كانوا موتى.

ومما يزيد المخاوف، بحسب المصادر، أن المغيبين ممن يحملون الجنسية السورية ومتهمين بالانتماء لداعش من قبل قسد والتحالف، لا يمكن الجزم بمصيرهم حتى وإن كانوا أحياء، حيث لا يتم الإعلان عن أماكن تواجدهم أو عوائلهم كما لا يمكن السؤال عنهم، بالمقابل تتواصل قسد مع سفارات الدول التي لها مواطنون انضموا للتنظيم قد وقعوا بيد الميليشيا.

وتؤكد المصادر، أن كل من وصل بعد إعلان "تحرير المدينة" يعامل معاملة عناصر التنظيم، منوهةً إلى أن غالبية الواصلين حتى وإن كانوا على صلة بالتنظيم فقد أجبروا على ذلك، لا سيما أن المدينة صغيرة ويمكن بكل سهولة التعرف على حقيقة العناصر الفاعلين في التنظيم من خلال شهود العيان أو الناشطين.

يشار إلى أن الأمم المتحدة قد دعت نهاية أغسطس العام الفائت إلى هدنة إنسانية للسماح لنحو 20 ألف مدني محاصرين في الرقة بالخروج منها، وتزامنت الدعوة مع صور تظهر حجم الدمار الذي حل بالمدينة بعد شهر من بدء القصف عليها.

وبدأت المدينة المدمرة فصلاً جديداً من الحصار واخفاء الحقائق، بحسب ذوي الضحايا، إثر إعلان ميليشيا قسد في 20 تشرين الثاني من العام الفائت "الانتصار" على تنظيم داعش، ومع هذا الإعلان غيّب مصير آلاف من أهالي المدينة والمقيمين فيها ولا زالوا في حكم مجهولي المصير.

الرقة قبل وبعد بدء قصف التحالف

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات