وزير الخارجية التركي يكشف لصحيفة أمريكية عن آلية إحلال السلام في سوريا

وزير الخارجية التركي يكشف لصحيفة أمريكية عن آلية إحلال السلام في سوريا
تناول وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" في مقال كتبه لصحيفة "نيوز ويك" الأمريكية، آلية إرساء السلام في سوريا، متطرّقا إلى الدعم الأمريكي لـ PYD وYPG، معلنا استمرار وقوف بلاده إلى جانب الشعب السوري إلى حين تحقيقه حرّيته ومطالبه.

وأشار جاويش أوغلو إلى أنّ إيجاد الحل في سوريا تأخّر إلى حدّ كبير، معوّلا على الدور الذي من الممكن أن يؤديه المجتمع الدولي في سبيل إيجاد حل دائم للقضية السورية، موضحا أنّ بلاده كانت الأكثر تضرّرا جرّاء الأحداث التي شهدتها سوريا، والتي ألقت بتبعاتها على العالم كافة.

التنظيمات الإرهابية استغلّت الفراغ المتشكّل

ولفت جاويش أوغلو إلى أنّ الفراغ الذي تشكّل في سوريا نتيجة ممارسات النظام السوري التي وصفها بـ "الظالمة"، والشرخ الكبير ما بين أقوال المجتمع الدولي وأفعاله، هو الذي أدّى إلى ظهور تنظيمات إرهابية خطيرة شكلّت تهديدا بالنسبة إلى المنطقة والمجتمع الدولي أيضا على حدّ سواء.

وتابع الوزير في الإطار ذاته: "إن التنظيمات الإرهابية المتمثلة بـ داعش والنصرة و (YPG) ملأت على الفور الفراغ المتشكّل، ولا توجد دولة عانت من هذه التنظيمات وممارساتها كالذي عانته تركيا، وعلى أساسه اتخذت تركيا قرار بدء عملية درع الفرات بالتعاون مع عناصر من الجيش السوري الحر الذي يحظى بدعمنا، حيث تمكّنا من تطهير ألفين و15 كيلو مترا من الأراضي السورية، والقضاء على ما يقارب ألفين و647 إرهابيا الأمر الذي أمّن عودة ما يزيد عن 70 ألف سوري إلى بلادهم والعيش باستقرار وأمان".

 

وأردف جاويش أوغلو أنّ التعاون المشترك بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية الحليفة لها في حلف الشمال الأطلسي منذ 1952 غير مطمئن وغير كاف، مضيفا: "ما زالت أمريكا تسمح لمجموعات تابعة لتنظيم بي كا كا بالتواجد في شمال سوريا، والدعم العسكري الأمريكي لـ PYD وYPG لا يهدد أمن تركيا فحسب وإنما يهدد مستقبل سوريا أيضا".

 

PYD وYPG لا يمثلان أكراد سوريا

وأشار الوزير إلى أنّه من الصعب قبول تقديم PYD وYPG اللذين يتعاونان مع نظام الأسد ويعقدان اتفاقيات مع داعش -على حدّ قوله- كأنموذج ديمقراطي للأكراد في سوريا، موضحا أنّ لجوء ما يقارب 300 ألف كردي إلى تركيا نتيجة الضغوطات التي مارسها PKK وPYD، وعدم رغبتهم بالرجوع إلى بلادهم، يؤكّد بطلان المزاعم التي تحاول إبراز التنظيمين كأنموذج يمثّل أكراد سوريا.

 

وأضاف جاويش أوغلو: "إنّ الممثلين الشرعيين للمجتمع الكردي في سوريا والمنضوين تحت سقف (المجلس الوطني الكردي في سوريا) أوجدوا مكانا لهم في مفاوضات جنيف، وحصلوا على حقّ المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي. إنّ دعم الولايات المتحدة الأمريكية لـ YPG انحرف عن مساره بشكل مخيف، ومن الضروري العدول عن هذا الخطأ، فعندما تُعطى الحرية التامة للتنظيمات الإرهابية التي تتبع سياسة الانفصال والتفرقة، ويُقدّم لها الدعم العسكري يصبح من الصعب بمكان تخيّل سوريا موحّدة غير منقسمة جغرافيا وسياسيا".

 

هناك أمل بإيجاد حل سياسي في سوريا ولكن بشرط

ونوّه جاويش أوغلو إلى إمكانية ولادة أمل في إيجاد حل سياسي في سوريا في حال بدء المجتمع الدولي بمفاوضات جديدة، مضيفا: "من الممكن إيجاد حل دائم في سوريا تحت البند ذي الرقم 2254 من قرارات مجلس امن الأمم المتحدة".

 

وأكد الوزير على عدم جدوى المفاوضات في ظل استمرار الأطراف بإطلاق النار على بعضهم البعض، لافتا إلى أنّ التوصّل إلى قرارت لجعل منطقة ما منطقة خفض نزاع ليس أمرا سهلا.

 

وبحسب جاويش أوغلو فإنّ أهمية اجتماعات أستانة تكمن في أنّها فتحت الطريق أمام مفاوضات جنيف وذلك بعد فراغ سياسي استمرّ لـ 10 أشهر، مضيفا: "إنّ القرارات التي تُتّخذ خلال هذه المفاوضات لن تجدي نفعا إلا إذا تُرجمت على أرض الواقع كفعل، ولذلك المجتمع الدولي عليه أن يبذل جهودا حثيثة، وعليه أن يلتزم بمسؤولياته، والحوار الوطني السوري الذي سيعقد في سوتشي من الممكن أن يؤدي دورا في هذا الصدد".

تركيا ستستمر بالتعاون مع الشعب السوري إلى أن يحقق حريته

وجدّد الوزير بموقف بلاده الرافض لمشاركة كل من ينتمي إلى تنظيمات إرهابية، بما فيهم  YPG وPYD في الحوار الوطني السوري الذي من المقرر أن يُعقد في سوتشي، مؤكدا على أنّ الحوار الوطني عند ذلك فقط من الممكن أن يتحوّل إلى مرحلة متمّمة لمرحلة جنيف، داعيا أمريكا إلى تمكين دورها وتقويمه فيما يخص إحلال السلام في سوريا.

وختم جاويش أوغلو مقاله: "السوريون ودول الجوار والأوربيون والأمريكيون، في الحقيقة العالم بأسره تألّم إلى حدّ كبير جرّاء ما يحدث في سوريا، على المجتمع الدولي أن يبذل جهودا حثيثة من شأنها أن تخدم فكرة الوحدة، تركيا مستعدة للاستمرار في التعاون يدا بيد مع الشعب السوري إلى أن ينال حقوقه ويحقق حريته، وذلك من دون تمييز طائفي أو عرقي بين فئاته المختلفة".

التعليقات (2)

    أنور كرامة

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    سبع 7سنوات من الحرب على الشعب السوري كانت كغيلة بأن يدرك جميع السوريون أن لا أحد يقف إلى جانب الشعب السوري .كل دولة تدافع عن مصالحها بما فيهم تركية ، ونحن لانعيب على احد دفاعه عن مصلحة بلده ، ولكن نرفض أن يتاجر احد بحقوق السوريين ، ثم عندما يقصف الروس والايرانين المدنيين ويهجرونهم من بيوتهم لماذا لايعلق أحد على ذلك ،ويكتفي باستنكار رد الثوار على الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الأهالي.

    علي عليوي

    ·منذ 6 سنوات 3 أشهر
    لن يتم السلام دون مشاركة كل الاطراف
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات