الهجوم على إدلب.. اختبار لأستانا وسوتشي و"تأزيم" لعلاقات أنقرة بموسكو

الهجوم على إدلب.. اختبار لأستانا وسوتشي و"تأزيم" لعلاقات أنقرة بموسكو
نجحت مكالمة هاتفية بين الرئيسين التركي (رجب طيب أردوغان) والروسي (فلاديمير بوتين) في تبديد الاحتقان بين البلدين "جزئياً" بعد أن توترت العلاقات بينهما في إثر دعم موسكو عمليات قوات النظام والميليشيات الموالية له في كل من ريفي إدلب وحواة من جهة، والغوطة الشرقية من جهة أخرى.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد (الخميس) أن بلاده تعرف "المحرّض" على الهجوم بطائرات من دون طيار (درون) على قاعدة حميميم الروسية في سوريا. 

وصرح بأنه تحادث هاتفياً مع الرئيس رجب طيب أردوغان، لافتاً إلى أن "لا علاقة" لأنقرة بالهجوم، الذي وصفه بأنه "محاولة للاستفزاز وتقويض العلاقات مع الشركاء، وبينهم تركيا"، ما قد يشير إلى ما يعتقده بعض المحللين عن أبعاد سياسية لهجمات النظام على إدلب ووقوف جهات وراء تأزيم العلاقات المتجهة إلى التحالف بين روسيا وتركيا.

في المقابل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبوتين إن من المهم أن تتوقف هجمات النظام على إدلب والغوطة الشرقية من أجل نجاح قمة سوتشي وعملية آستانا، في تلويح تركي صريح إمكانية انهيار مسار أستانا الذي ترعاه موسكو بالتعاون مع طهران وأنقرة، وتأثير المجازر التي ترتكبها قوات النظام على نجاح مؤتمر سوتشي المزمع عقده نهاية الشهر الجاري.

وجاء اتصال بوتين بأردوغان بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الروسية أنها تحقق لمعرفة أي دولة أنتجت متفجرات استخدمت في الهجمات على حميميم. 

وقال مدير قسم بناء وتطوير منظومة استخدام طائرات من دون طيار في هيئة الأركان الروسية الميجر جنرال ألكسندر نوفيكوف: "المواد المتفجرة... أُنتجت في دول عدة تشمل أوكرانيا".

وأوضح أن "من المستحيل صناعة طائرات من دون طيار من هذا النوع محلياً" ما يعزز الفرضية بأن جهات لا صلة لها بالمعارضة السورية هي من تقف وراء استهداف الطائرات الروسية في حميميم، موضحاً: "أثناء تصميمها واستخدامها، أُشرك خبراء تلقوا تدريبات خاصة في بلدان تصنع هذه المنظومات"، بحسب ما نقلته صحيفة الحياة اللندنية.

وأضاف الجنرال الروسي أن الدراسات الأولية تدل على استخدام مادة متفجرة هي رباعي نيترات خماسي إيريثريتول، وقال: "هذه المادة تُنتج في عدد من البلدان، بما في ذلك أوكرانيا، داخل مصنع شوستكا للمواد الكيماوية، ولا يمكن إنتاجها محلياً أو استخراجها من قذائف أخرى". وزاد قائلاً: "في الوقت الحالي تجرى دراسات خاصة لتحديد البلد الذي أُنتجت فيه المادة".

سوتشي اولاً

وفي محاولة لتخفيف آثار التصدّع الروسي- التركي، أكد الكرملين (الخميس) استمرار الاتصالات الوثيقة مع تركيا على مستويين: الأول لإنجاح اتفاق "خفض التوتر"، والثاني استكمالاً لتحضيرات مؤتمر "الحوار الوطني السوري" في سوتشي.

واكب ذلك اتصال من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو، لبحث سبل إنجاح مؤتمر سوتشي وثبيت اتفاق خفض التصعيد.

فتش عن المستفيد

منذ انتهاء المعارك مع تنظيم داعش وقوات النظام مدعومة بالميليشيات الطائفية الممولة إيرانياً وسيطرتها على معظم محافظة دير الزور، تحول الجهد العسكري لهذه الميليشيات بإيعاز إيراني إلى ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشرقي بذريعة محاربة ما تبقى من فلول داعش.

لكن واقع الحال يشير إلى أن غاية طهران من تنشيط هذه الجبهة هوم الوصول إلى مطار أبو الظهور لتحصين قاعدتها في ريف حلب الجنوبي (جبل الحص) والتي تتمركز فيها ميليشيات يشرف عليها "الحرس الثوري" الإيراني، بالإضافة لإيقاع الخلاف وزرع التوتر بين موسكو وأنقرة عن طريق استغلال اتفاق خفض التصعيد والمناطق المتفق عليها مسبقاً لتسجيل انتهاكات من قبل قوات النظام واستفزاز تركيا المشغولة بتعزيز قواتها العسكرية تمهيداً لتوسيع عملية درع الفرات باتجاه عفرين ومنبج بحسب التصريحات الرسمية التركية.

كما أن اللاعب الأمريكي "المنزعج" من التقارب الروسي- التركي وصفقات التسلح التي اشترت بموجبها انقرة منظومة صواريخ إس400 من موسكو، يبتغي هزّ التفاهم الروسي التركي حول سوريا، لا سيما مع زيادة واشنطن دعمها لميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية ودمجها ضمن تشكيلات عسكرية جديدة في الشمال السوري.

وفي السياق ذاته، وجّه الرئيس التركي ما يُمكن وصفه بـ"الإنذار الأخير" للولايات المتحدة، داعياً إياها مجدداً إلى وقف دعم الميليشيات الكردية في الشمال السوري. 

وحذّر الدول الداعمة إنشاء دولة كردية، من أنها "سترى من تركيا ما يلزم"، مضيفاً أن "صبرنا ينفد إزاء جهود بعضهم الرامية إلى خلق حزام للإرهاب قرب حدودنا الجنوبية". 

ولفت إلى أن بلاده "ليست على الإطلاق الدولة التي يمكن أن تُفرض عليها سياسات الولايات المتحدة غير المتزنة في منطقتنا". واستدرك بالقول: "كما أننا لسنا مجبرين على دفع ثمن التقصير الأوروبي تجاه تطورات المنطقة". 

ولوّح أردوغان بشنّ عملية عسكرية في عفرين الخاضعة لسيطرة ميليشيا وحدات الحماية الكردية، مؤكداً أن هذه المنطقة تقع ضمن حدود "الميثاق الوطني" لتركيا، ما يعطيها حق المشاركة في تقرير مصير مناطق خارج حدودها الجغرافية، كالموصل وحلب وكركوك.

التعليقات (1)

    حسن

    ·منذ 6 سنوات شهرين
    هذه الحرب بحق هي حرب قذرة اشك بما نوه اليه الكاتب من وجود ضغط تركي على روسيا وبطلب تثبيت مناطق خفض التصعيد...وهذا سيبدو واضحا غدا..لا استطيع ان افهم هذه الازدواجية العجيبة من دور ضامن لروسيا لمناطق خفض التصعيد وبنفس الوقت تقصف تركيا تلك المناطق..اما عن تركيا فالعبرة في تدمير حلب ولعب تركيا دور المساعد كاف لمعرفة دورها المستقبلي..اذا ليس امام المعارضة الا الوصول ال تفاهمات مع امريكاوالكرد والقبول بالحل الفيدرالي ضمنا,,كي لا تنتهي المعارضة او ترجع منكوسة الراس تحت حكم النظام التي تريد تركيا ذلك.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات