فورن بوليسي" تكشف سبب اهتمام موسكو بعوائل عناصر داعش"

فورن بوليسي" تكشف سبب اهتمام موسكو بعوائل عناصر داعش"
قامت موسكو في مطلع شهر تشرين الثاني من العام الماضي بنقل مجموعة من عوائل عناصر تنظيم "داعش" في أعقاب سيطرة ميليشيا "قسد" على مدينة الرقة، وقال المسؤولون الروس وقتها أن إعادة مواطنيهم من النساء والأطفال يأتي لأسباب إنسانية فقط، وهو ما تنفيه مجلة "فورين بوليس" وتكشف في مقال لها، ترجمه موقع أورنيت نت، عن أسباب أخرى بعيدة عن الدوافع الانسانية دفعت موسكو إلى استعادتهم.

احتفاء غير مسبوق بالطفل بلال

تناقلت وسائل الإعلام الروسية والشيشانية بحماس قصة الطفل (بلال تاغروف)، الذي وجدته القوات العراقية عارٍ بين الحطام في الموصل، وكيف تم إنقاذه وإعادته إلى "غروزني".

وظهر الرئيس الشيشاني الحالي "رمضان قاديروف" المدعوم من الكرملين، على شاشة التلفزيون الروسي في لقاء جمعه مع الطفل بلال ذو الأربع أعوام والذي كان ما يزال في العراق بصحبه أبيه الجريح، وأمر قاديروف بتأمين عودة الأب وابنه إلى روسيا، وأعلن على حسابه على "الإنستغرام" بأن بلال سينضم قريباً إلى أحضان أمه، على اعتبار أن الأب أخذ الطفل وسافر به للأراضي التي يسيطر عليها "داعش" بدون موافقة الأم، وعند وصول الطفل إلى غروزني كان كبار المسؤولين باستقباله في المطار. https://orient-news.net/news_images/18_1/1515771450.jpg'>

وتقول "فورين بوليسي" إن هذه البروباغندا تأتي لاخفاء الهدف الحقيقي وراء إعادة هؤلاء إلى موسكو من جهة، كما أنها تخدم طموح الرئيس الشيشاني في الوصول إلى مكانة القائد لمسلمي روسيا من جهة أخرى، وتنقل المجلة عن مقاتل سابق بالتنظيم يتحدث الروسية ومصدر بالمعارضة السورية السبب الحقيقي لاهتمام قاديروف بالأيتام الشيشان من أبناء المقاتلين المنضمين إلى "داعش". 

دور قاديروف بتجنيد عملاء في "داعش"

في خريف عام 2015، بدأت روسيا عدوانها على سوريا، وأعلن قاديروف وقتها عن رغبته في إرسال الشيشانيين إلى الشرق الأوسط، قائلاً إنه كان ينتظر فقط الإذن من بوتين، ولم يتضح بعد ذلك فيما إذا تم السماح له بإرسال مقاتلين أم لا، وبكل الأحوال لم يعترف الكرملين أبداً بإجراء عمليات سرية داخل أراضي "داعش".

ولكن وبعد أقل من ثلاثة أشهر على عرض قاديروف، قامت "فرات"، وهي إحدى وسائل الإعلام التابعة لداعش، بعرض صور على الإنترنت تظهر إعدام شيشاني يدعى (ماجوميد خاسيف)، وظهر خاسيف في الفيلم الدعائي لـ"الاعتراف" قبل لحظات من وفاته حيث قال إنه كان بعمل لدى جهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، وهو الاسم الذي يعرف به جهاز المخابرات الروسي. 

قاديروف من جهته قال إن الذين قُتلوا لا يعملون لدى أحد، ولكن بعد شهرين فقط، شباط - فبراير 2016، وفي برنامج تلفزيوني روسي كبير، أعلن قاديروف أن

الشيشان دربت عملاء خاصين

أرسلوا إلى الشرق الأوسط لجمع معلومات استخباراتية عن المسلحين الإسلاميين.

يريد انقاذ جواسيسه

شكك مقاتلون في سوريا والعراق في اهتمام قاديروف المفاجئ بإنقاذ الشيشان من تنظيم "داعش"، ويقولون إنه يريد إنقاذ الجواسيس التابعين له، وأعرب قيادي سابق في "داعش" لـ"فورن بولسي" عن شكه بالأسباب التي ترددها موسكو للسماح بعودة عائلات عناصر داعش إليها "منذ وقت ليس ببعيد سمحت السلطات الروسية للعديدين بمغادرة البلاد رغم أنها تعلم أنهم سيشاركون في تنظيم الدولة، هم فعلوا ذلك لأنهم يفضلون ابعادهم عن روسيا، لماذا يريدون أن يأخذوهم لرعايتهم الآن؟".

ومع ذلك، لا تزال الحكومة الروسية تصر على أبداء قلقها إزاء الأطفال الروس الذين تركهم "داعش"، ونفت السفارة الروسية في واشنطن، في بيان مكتوب إلى (فورن بولسي)، بشدة الادعاءات بأن جهودها الرامية إلى إعادة النساء والأطفال كانت موجهة إلى أي شيء آخر عدا الأهداف الإنسانية.

مصير المقاتلين في التنظيم وعوائلهم

بحسب تقديرات الزعيم الشيشاني فإن ما بين 70 إلى 120 طفلاً من الجمهوريات السوفيتية السابقة مازالوا في دور أيتام حول الموصل، وتقول (آنا كوزنتسوفا) من مفوضية حقوق الطفل الروسية، إن السلطات في موسكو أحصت ما يصل إلى 400 طفل، من حملة الجنسية الروسية، لازالوا موجودين في سوريا والعراق، البعض منهم لا يتحدث الشيشانية، والكثير منهم لا يعرفون أسماء والديهم، أو يعرفون فقط الأسماء المستعارة التي استخدموها أثناء القتال. 

وكان رئيس الوزراء العراقي (حيدر العبادي) أعلن بعد الانتهاء من معركتي الموصل وتلعفر، استسلام أكثر من 1000 من "الجهاديين الإسلاميين" وأفراد أسرهم إلى البيشمركة الكردية، وحيث كان من المفترض أن يسجن الرجال بعد استسلامهم، إلا أن قادة سابقين من الناطقين بالروسية في تنظيم "داعش" أخبروا "الفورن بولسي" أنه تم إطلاق الرصاص على الأسرى، أما النساء والأطفال فقد وضعوا في مخيمات تسيطر عليها الأمم المتحدة.

وبالإضافة إلى الأطفال الصغار الذين أتوا برفقهم أهاليهم، هناك الآلاف من الذين ولدوا لأبوين أجانب من المنضمين إلى تنظيم "داعش"، وما سيحدث لهؤلاء الأطفال لا يزال مجهولاً، وقال مسؤولون في أوروبا الغربية إن الأطفال قد يكونون أبرياء، أما الأمهات قد يكن عكس ذلك.

طائرات روسية خاصة لنقل المقاتلين وعوائلهم

بالنسبة لمن يرغب في العودة إلى الشيشان، فالعودة هنا تعتبر أكثر خطورة من باقي الدول، حيث أن قاديروف لا يجمع فقط الأطفال بل الرجال والنساء أيضاً، ويتم استجواب النساء من قبل أجهزة الأمن الروسية للحصول على معلومات مفيدة عن "داعش"، أما الرجال فلهم هدف أبعد من العمليات الإنسانية الشيشانية. 

وفي نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2017، قامت طائرة عسكرية روسية خاصة بنقل 7 نساء و14 طفلا من مدينة القامشلي، ريف الحسكة، لإعادتهم إلى الشيشان، ووفقاً لممثل قاديروف في الشرق الأوسط، تم إخراج النساء والأطفال من أحد سجون التنظيم خلال عملية عسكرية روسية. 

ولكن مصادر كردية أخبرت إذاعة محلية في القامشلي أن روسيا لم تقم بأي عمليات عسكرية لتحرير أحد في محيط المدينة، وبدلاً من ذلك، هبطت طائرة شحن روسية كبيرة بشكل غير متوقع في المطار وكانت تحمل وفداً روسياً، الطائرة التي كان من المفترض أنها تستقبل 21 من النساء والأطفال، كانت قادرة على حمل أكثر من 100 راكب.

عشية إجلاء النساء والأطفال، التقى ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص لبوتين في الشرق الأوسط، مع القيادات الكردية في القامشلي ضمن محادثات لنقل عناصر "داعش" وقادة من أصل شيشاني تم أسرهم من قبل "قسد" خلال معركة الرقة، إلا أن مصادر أكدت لـ "الفورن بولسي" ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية عن أن الروس أرسلوا الطائرة لالتقاط الشيشان الذين يعملون بشكل سري في صفوف تنظيم "داعش". 

*لقراءة المادة من المصدر اضغط هنا

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات