ما هي السيناريوهات التركية حيال عملية عفرين؟

ما هي السيناريوهات التركية حيال عملية عفرين؟
أشار (أفق أولوتاش) الكاتب التركي لدى صحيفة أكشام، والخبير بالشأن السوري إلى أنّ عملية عفرين عقب التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس رجب طيب أردوغان دخلت مرحلة جديدة  بالنسبة إلى بلاده، لافتا إلى أنّ عملية عفرين لم تبدأ حديثا، وإنّما بدأت منذ زمن طويل.

 

وذكر أولوتاش في مقاله الذي جاء تحت عنوان (سيناريوهات عفرين) أنّ المرحلة الأولى من عملية عفرين بدأت منذ أن قامت تركيا بتطويقها، وذلك عندما دخلت إدلب، وأنشأت نقاط مراقبة في القسم الجنوبي الذي يعدّ نقطة تقاطع ما بين إدلب وعفرين.

 

ولفت إلى أنّ نقاط المراقبة التي أنشأتها تركيا في إدلب بهدف مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار في المدينة من جهة، وتطويق جنوب عفرين وجعله تحت السيطرة من جهة أخرى، أسهمت بشكل كبير في الحيلولة دون استهداف عناصر تنظيم بي كي كي للقوات التركية المتواجدة هناك.

 

وأضاف الكاتب أنّ استراتيجية تطويق المدينة من قبل القوات المسلحة التركية، كمرحلة أولى في العملية آتت أكلها، وأثمرت عن نتائج إيجابية، مؤكدا على أنّ المرحلة الثانية من العملية من المحتمل أن تستهدف بشكل مباشر مواقع PYD وYPG.

 

وأردف أنّ أمام تركيا فيما يخص عملية عفرين سيناريوهين اثنين:

"السيناريو الأول: أن تعمل القوات المسلحة التركية التي انتهت من مرحلة التطويق، على دخول عفرين من خلال استخدام المدفعيات الحربية، والقيام بهجمات جوية من المناطق الحدودية القريبة، وهذا بمثابة الحل الجذري والأكثر فاعلية في المواجهة مع PYD وYPG، إلا أنّه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار باحتمالية حدوث مواجهات جديّة وذلك للاختلاف طبوغرافيا (طبيعة تضاريس) عفرين الكبير عن مناطق درع الفرات، ولكن يمكن استهداف سهل عفرين من خلال ضربات استراتيجية عبر إدلب، مع ذلك إلا أنّ التحركات العسكرية قد تكون مقيّدة نوعا ما، ولا سيّما أن الموقف الروسي ما زال مجهولا، وإصرار الجنود الروس بالدفاع عن عناصر التنظيم في المدينة، من عدمه ما زال رهين المباحثات الثنائية التي ستتم بين موسكو وأنقرة".

 

"السيناريو الثاني: إضعاف عفرين -المطوقة أصلا- عبر استهدافها للمدى الطويل بالمدفعيات، ويمكن للطائرات الجوية أيضا من دون الحاجة إلى قطع الحدود باتجاه سوريا أن تنفذ هجمات جوية، وهذا خيار أشبه ما يكون بدرء المخاطر عن النفس، وبعيد هذه المرحلة من الممكن أن تعمل تركيا بالتعاون مع قوّات درع الفرات انطلاقا من غرب مارع على إنشاء نقطة وصل بين حلب وإدلب، وهذا الأمر قد يحتاج إلى إجراء مباحثات مع إيران، وذلك لكون نبّل والزهراء واقعتين تحت سيطرتها".

ونوّه الكاتب إلى احتمالية لجوء التنظيم فور شعوره بالهزيمة إلى طرق أبواب النظام، كما فعل في مرات سابقة، وبالتالي قد تُترك عفرين ليسطرة النظام.

وختم أولوتاش مقاله موضحا أنّ التنظيم لا يمكنه مواجهة تركيا بالاعتماد على إمكانياته فقط، مؤكدا على أنّ تركيا لطالما أصرّت على تنفيذ استراتيجيتها المتعلقة بعفرين ستضيّق لا محالة الخناق على PYD وYPG، مضيفا: "حتى وإن كانت أولوية تركيا الحوار السوري، إلا أنّها لن تتردد باتخاذ خطوات مستقلة من أجل درء المخاطر التي تهدد أمنها القومي، وعملية درع الفرات خير مثال على ذلك".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات